أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2020
2210
التاريخ: 3-10-2016
1913
التاريخ: 29-4-2020
2412
التاريخ: 10-8-2022
1567
|
هو إما في القول ، أي الإخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه و صدوره إما عن العداوة أو الحسد أو الغضب ، فيكون من رذائل قوة الغضب ، أو من حب المال و الطمع ، أو الاعتياد الحاصل من مخالطة أهل الكذب ، فيكون من رذائل قوة الشهوة.
أو في النية و الارادة ، و هو عدم تمحيصها باللّه ، بألا يكون اللّه سبحانه بانفراده باعث طاعاته و حركاته ، بل يمازجه شيء من حظوظ النفس , و هذا يرجع إلى الرياء ، و يأتي كونه من رذائل أيّ قوة.
وإما في العزم ، أي الجزم على الخير، و ذلك بأن يعزم على شيء من الخيرات و القربات ، و يكون في عزمه نوع ميل و ضعف و تردد يضاد الصدق في العزيمة ، وهذا أيضا من رداءة قوة الشهوة.
وإما في الوفاء بالعزم ، فان النفس قد تسخو بالعزم في الحال ، لعدم مشقة في الوعد ، فإذا حقت الحقائق ، و حصل التمكن ، و هاجت الشهوات ، انحلت العزيمة ، و لم يتفق الوفاء بالعزم ، و هذا أيضا من رذائل قوة الشهوة و من أنواع الشره.
وإما في الأعمال ، وهو ان تدل أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتصف هو به ، أي لا يكون باطنه مثل ظاهره و لا خيرا منه.
وهذا غير الرياء ، لأن المرائي هو الذي يقصد غير اللّه تعالى في أعماله ، و رب واقف على هيئة الخشوع في صلاته ليس يقصد به مشاهدة غيره سبحانه و لكن قلبه غافل عن اللّه و عن الصلاة ، فمن نظر إلى ما يصدر عن ظاهره من الخشوع و الاستكانة ، يظن انه بشراشره منقطع إلى جناب ربه ، و حذف ما سواه عن صحيفة قلبه ، و هو بكليته عنه تعالى غافل ، و إلى أمره من أمور الدنيا متوجه.
وكذلك قد يمشي الرجل على هيئة الطمأنينة و الوقار، بحيث من يراه يجزم بأنه صاحب السكينة والوقار، مع ان باطنه ليس موصوفا بذلك , فمثل ذلك كاذب في عمله ، وان لم يكن مرائيا ملتفتا إلى الخلق ، و لا نجاة من هذا الكذب إلا باستواء السريرة و العلانية ، أو كون الباطن أحسن من الظاهر.
وهذا القسم من الكذب ربما كان من رذائل قوة الشهوة ، و ربما كان من رذائل قوة الغضب ، و ربما كان من رداءة القوة المدركة ، بأن كان باعثه مجرد الوساوس.
وأما في مقامات الدين ، كالكذب في الخوف و الرجاء ، و الزهد و التقوى ، و الحب و التعظيم والتوكل والتسليم ، و غير ذلك من الفضائل الخلقية ، فان لها مبادئ يطلق الاسم بظهورها ، ثم لها حقائق و لوازم و غايات و الصادق المحقق من نال حقائقها و لوازمها و غاياتها ، فمن لم يبلغها كان كاذبا فيها , مثلا الخوف من اللّه تعالى له مبدأ هو الايمان به سبحانه و حقيقة هو تألم الباطن و احتراقه ، و لوازم وآثار هي اصفرار اللون و ارتعاد الفرائض و تكدر العيش و تقسم الفكر و غير ذلك ، وغايات هي الاجتناب عن المعاصي و السيئات و المواظبة على الطاعات و العبادات ، فمن آمن باللّه تعالى صدق عليه كونه خائفا منه خوفا يطلق عليه الاسم ، إلا أنه إن لم تكن معه حرقة القلب و تكدر العيش و التشمر للعمل كان خوفا كاذبا ، و إن كان معه ذلك كان خوفا صادقا ، أي بالغا درجة الحقيقة ، قال أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه و آله) : «إياكم و الكذب ، فان كل راج طالب ، و كل خائف هارب» : أي لا تكذبوا في ادعائكم الرجاء و الخوف من اللّه ، و ذلك لأن كل راجع طالب لما يرجو ، ساع في أسبابه ، وأنتم لستم كذلك ، وكل خائف هارب مما يخاف منه ، مجتنب مما يقربه منه ، و أنتم لستم كذلك ، وهذا مثل قوله عليه السلام في نهج البلاغة : «كذب و اللّه العظيم ما باله لا يتبين رجاءه في عمله! و كل من رجا عرف رجاؤه إلا رجاء اللّه ، فانه مدخول ، و كل خوف محقق إلا خوف اللّه فانه معلول » .
ثم الكذب في كل مقام لما كان راجعا إلى عدمه، فيكون رذيلة متعلقة بالقوة التي في هذا المقام فضيلة متعلقة بها , وبما ذكر يظهر: أن من له مبدأ الايمان ، اعني الإقرار بالشهادتين ، وكان فاقدا لحقيقته ، اعنى اليقين القطعي بالمبدإ و المعاد ، أو للوازمه و غاياته ، اعني الخوف الصادق منه تعالى و التعظيم الحقيقي له سبحانه و الاهتمام البالغ في امتثال أوامره و نواهيه كان كاذبا في دعوى الايمان.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|