أقرأ أيضاً
التاريخ: 22/12/2022
1386
التاريخ: 3-10-2020
4772
التاريخ: 2023-02-23
1332
التاريخ: 8-7-2020
2983
|
الفحش هو : التعبير عمّا يقبح التصريح به ، كألفاظ الوقاع ، وآلاته ممّا يتلَفّظ به السُّفهاء ويتحاشاه النُّبلاء ، ويعبّرون عنها بالكناية والرمز كاللمس والمس ، كناية عن الجُماع .
وهكذا يُكنّي الأُدباء عن ألفاظ ومفاهيم يتفادون التصريح بها لياقةً وأدباً ، كالكناية عن الزوجة بالعائلة ، وأُمّ الأولاد ، وعن التبوّل والتغوط ، بقضاء الحاجة ، والرمز إلى البرَص والقرْع بالعارض مثلاً ، إذ التصريح بتلك الألفاظ والمفاهيم مُستهَجَن عند العُقلاء والعارفين .
وأمّا السبّ فهو : الشتم ، نحو ( يا كلب ، يا خنزير ، يا حمار ، يا خائن ) وأمثاله من مصاديق الإهانة والتحقير .
وأمّا القذف : نحو يا منكوح ، أو يا ابن الزانية ، أو يا زوج الزانية ، أو يا أخت الزانية .
وهذه الخصال الثلاث مِن أبشع مساوئ اللسان ، وغوائله الخطيرة ، التي استنكرها الشرع والعقل ، وحذّرت منها الآثار والنصوص .
أمّا الفُحش
فقد قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في ذمّه : ( إنّ اللّه حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذيء قليل الحَياء ، لا يُبالي ما قال ولا ما قيل له ، فإنّك إنْ فتّشته لم تجده إلاّ لِغيِّة ، أو شِرك شيطان ) فقيل يا رسول اللّه ، وفي الناس شِرك شيطان ؟! فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) :
( أما تقرأ قول اللّه تعالى : {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ } [الإسراء : 64] (1) .
المراد بمشاركة الشيطان للناس في الأموال دفعهم على كسبها بالوسائل المحرّمة ، وإنفاقها في مجالات الغواية والآثام .
وأمّا مشاركته في الأولاد : فبمشاركته الآباء في حال الوقاع إذا لم يُسمُّوا اللّه تعالى عنده ، وولد غيِّة أي ولد زنا .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : إنّ مِن شِرار عِباد اللّه مَن تُكرَه مُجالَستُه لِفُحشِه ) (2) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( مَن خاف الناسُ لسانه فهو في النار ) (3) .
وقال ( عليه السلام ) لنفرٍ من الشيعة : ( معاشِر الشيعة كونوا لنا زيناً ، ولا تكونوا علينا شيناً ، قولوا للناس حُسناً ، واحفظوا ألسنتكم ، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول ) (4) .
وأمّا السبّ
فعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : سَبَابُ المؤمن فُسوق ، وقتاله كُفر ، وأكل لحمه معصية ، وحُرمة ماله كحُرمة دمِه ) (5) .
وعن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) في رجُلَين يتسابّان فقال : ( البادئ منهما أظلَم ، ووزْره ووزر صاحبه عليه ، ما لَم يتعدّ المظلوم ) (6) .
وأمّا القذف
فقد قال الباقر ( عليه السلام ) : ( ما مِن إنسانٍ يَطعنُ في مؤمنٍ ، إلاّ مات بشرِّ ميتة ، وكان قَمِناً أنْ لا يرجع إلى خير ) (7) .
وكان للإمام الصادق ( عليه السلام ) صديقٌ لا يكاد يُفارقه إذا ذهب مكاناً ، فبينما هو يمشي معه في الحذّائين ، ومعه غلام سِندِي يمشي خلفهما ، إذ التفت الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره ، فلمّا نظر في الرابعة قال : يابن الفاعلة أين كنت ؟!.
قال الراوي : فرفَع الصادق يدَه فصلَتَ بها جبهة نفسه ، ثُمّ قال : سُبحان اللّه تقذف أُمّه !! قد كنت أريتَني أنّ لك ورَعاً ، فإذا ليس لك ورَع .
فقال : جُعلت فِداك إنّ أُمّه سنديّة مُشركة .
فقال : ( أما علِمت أنّ لكلّ أُمّة نكاحاً ، تنَحّ عنّي ) .
قال الراوي : فما رأيته يمشي معه ، حتّى فرّق بينهما الموت (8) .
بواعِث البَذاء
مِن الواضح أنّ تلك المُهاتَرات والقوارص ، تنشأ غالِباً عن العِداء ، أو الحسَد ، أو الغضب وسُوء الخُلق ، وكثيراً ما تنشأ عن فساد التربية ، وسُوء الأدَب ، باعتياد البَذاء وعدَم التحرّج مِن آثامه ومساوئه .
مساوئ المُهاتَرات :
لا ريبَ أنّ لتِلك المُهاتَرات مِن الفُحش، والسبِّ ، والقذْف ، أضراراً خطيرة وآثاماً فادحة :
فمن مساوئها : أنّها تُجرّد الإنسان مِن خصائص الإنسانية المهذّبة ، وأخلاقها الكريمة ، وتَسِمَهُ بالسفالة والوحشيّة .
ومنها : أنّها داعية العِداء والبَغضاء ، وإفساد العلاقات الاجتماعيّة ، وإيجابها المَقت والمُجافاة مِن أفراد المجتمع .
ومنها : أنّها تعرّض ذويها لسخط اللّه تعالى وعقابه الأليم ، كما صوّرته النصوص السالفة .
لذلك جاء التحريض على رعاية اللسان ، وصونه عن قوارص البَذاء .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( اللسان سبع إنْ حُلّي عنه عقر ) .
________________________
1 ، 2 ، 3- الوافي : ج 3 , ص 160 , عن الكافي .
4- البحار : م 15 , ج 2 , ص 192 , عن أمالي الشيخ الصدوق وأمالي ابن الشيخ الطوسي .
5- الوافي : ج 3 , ص 160 , عن الكافي والفقيه .
6- ، 7- الوافي : ج 3 , ص 160 , عن الكافي .
8- الوافي : ج 3 , ص 161 , عن الكافي .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|