أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2022
1671
التاريخ: 25-4-2022
1746
التاريخ: 29-9-2016
1680
التاريخ: 19/12/2022
1414
|
كلّ من حُمِلَت إليه النميمة وقيل له إنّ فلاناً قال فيك كذا وكذا أو فعل فيك كذا وكذا وهو يدبّر في إفساد أمرك أو في ممالاة عدوّك أو تقبيح حالك أو ما يجري مجراه فعليه ستّة أمور:
الأول: ألّا يصدّقه؛ لأنَّ النمَّام فاسق وهو مردود الشهادة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6].
الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبّح له فعله، قال الله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [لقمان: 17].
الثالث: أن يُبْغضه في الله تعالى فإنَّه يُبغض عند الله ويجب بغض من يُبْغضه الله تعالى.
الرابع: ألّا تظنّ بأخيك السُّوء بمجرّد قوله، لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]، بل يثبّت حتَّى يتحقّق الحال.
الخامس: ألّا يحملك ما حُكِيَ لك على التجسّس والبحث ليتحقّق قوله تعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12].
السادس: ألّا ترضى لنفسك ما نَهيْتَ النمَّام عنه فلا تحكي نميمته فتقول فلان قد حكى لي بكذا فتكون به نمَّاماً ومُغتاباً وقد تكون أتيت بما نهيت عنه.
وقد رُويَ عن علي (عليه السلام) أنَّ رجُلاً أتاه يسعى إليه برجل، فقال: يا هذا نحن نسأل عمَّا قلت فإن كنت صادقاً مَقَتْنَاكَ، وإن كنت كَاذباً عاقَبناكَ، وإن شئت أن نقِيلكَ أَقَلناكَ، قال: أقلني يا أمير المؤمنين (1).
... وقد رُويَ أنّ حكيماً من الحكماء زاره بعض إخوانه وأخبره بخبر عن غيره، فقال له الحكيم: قد أبطأْتَ في الزيارة، وأتيتني بثلاث خيانات: بغّضت إليَّ أخي، وشغلتَ قلبي الفارغ، واتّهمت نفسك الأمينة (2).
... وهذه إشارة إلى أنَّ النمَّام ينبغي أن يُبْغَض ولا يوثق بصداقته، وكيف لا يبغض وهو لا ينفكّ من الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغلّ والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة، وهو ممّن قد سعى في قطع ما أمر الله به أن يوصل، قال الله تعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 27]، وقال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الشورى: 42]، والنمَّام منهم.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنَّ من شرّ الناس من اتّقاه الناس لشرّه" (3)، والنمَّام منهم.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يدخل الجنَّة قاطع" (4)، قيل: قاطع بين الناس، وهو النمَّام، وقيل: قاطع الرَّحم.
وقال لقمان الحكيم لابنه: "يا بُنَيَّ إنِّي موصيك بخلال إن تمسَّكت بهنَّ لم تزل سيداً، أبسط خلقك للقريب والبعيد، وامسك جهلك عن الكريم واللئيم، واحفظ إخوانك، وصِل أقاربك، وآمنهم من قبول ساعٍ أو سماع باغٍ يُريد إفسادك ويروم خداعك، وليكن إخوانك مَنْ إذا فارقتهم وفارقوك لم تغتبْهم ولم يغتابوك" (5).
وقال بعضهم: لو صحَّ ما نقله النمَّام إليك لكان هو المجري بالشّتم عليك والمنقول عنه أولى بحلمك؛ لأنّه لم يُقابلك بشتمك (6).
وبالجملة فشرّ النمَّام عظيم ينبغي أن يُتوقّى.
قيل: باع بعضهم عبداً وقال للمشتري: ما فيه عيب إلاَّ النميمة، قال: رضيت به، فاشتراه، فمكث الغلام أيّاماً ثم قال لزوجة مولاه: إنّ زوجك لا يحبّك وهو يريد أن يتسرّى عليك، فخذي الموسى واحلقي من قفاه شعرات حتى أسحّر عليها فيحبّك، ثم قال للزوج: إنَّ امرأتك اتَّخذت خليلاً وتريد أن تقتلك فتناوم لها حتى تعرف، فتَناومَ، فجاءت المرأة بالموسى فظنَّ أنّها تقتله فقام وقتلها، فجاء أهل المرأة وقتلوا الزوج فوقع القتال بين القبيلتين وطال الأمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إحياء علوم الدين، ج3، ص 148؛ انظر: الاختصاص، ص 142.
(2) المصدر نفسه.
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه.
(5) المصدر نفسه، ص 149.
(6) المصدر نفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|