أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-09-2014
2150
التاريخ: 5-11-2014
2760
التاريخ: 19-09-2014
3574
التاريخ: 20-09-2014
2024
|
1 ـ إمّا تشبيه معنىً بمعنى ، كما في تشبيه الصفات والأحوال ، كقولنا : زيد كالأسد ، وهو من التشبيه المتعارف .
2 ـ أو تشبيه صورة بصورة ، كما في تشبيه منظر مشهود بآخر مثله في الحُسن ، والجمال ، قال تعالى : {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ * كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ } [الصافات : 48 ، 49] .
3 ـ أو تشبيه معنىً بصورة ، فيما إذا أُريد تجسيد معنىً ذهني أو جسيم حالة نفسية تصويراً فنّياً مخلعاً عليه ثوب والحياة ، وهذا من أبلغ أنواع التشبيه وأروعها ، ويُسمّى عندهم بالتمثيل ، وقد أكثر منه القرآن الكريم ، حيث وفاؤه بمقاصده العليّة في خطابه وبيانه ودعوته إلى الحقّ الصريح ، وستوافيك أمثلة منه بارعة ، تُغنيك دليلاً على أنّ ( التصوير الفنّي ) كانت هي الأداة المفضّلة في أُسلوب القرآن .
من ذلك قوله تعالى : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور : 39 ، 40] وسيأتي شرح الآيتين .
4 ـ أو تشبيه صورة بمعنى ، وكان ألطف الأنواع ؛ لأنّه نقل صورة مشهودة إلى الخيال آخذاً طريقه إلى الأوهام ، فإن أُجيد في ذلك كان بديعاً ، ويُنبئك عن دقّةٍ ومهارةٍ ، وهو فنّ من فنون التخييل .
ومثّل له ابن الأثير بقول أبي تمّام :
وفتَكتَ بالمالِ الجزيلِ وبالعِدا فتكَ الصَبابَة بالمحبِّ المُغرَمِ
حيث شبّه فتكه بالمال وبالعِدا ـ وذلك صورة مرئية ـ بفتك الصبابة وهو فتك معنوي (1) وفتك المال كناية عن بذله وتفريقه بين المحاويج . والصَبابَة : الشوق ورقّة الهوى .
ومثاله من القرآن قوله تعالى : {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة : 11] فقد شبّه فورَان الماء وخروجه عن حدّ الاعتدال ، بحالة التكبّر والاستعلاء الذي يجعل الإنسان عاتياً وخارجاً على القوانين والحدود والأعراف ، فالطغيان ـ وهو التكبّر والاستعلاء من غير حق ـ أمرٌ معنوي ، وقد شُبّه به فوران الماء وهو أمرٌ محسوس .
وهكذا قوله تعالى : {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} [الحاقة : 6] .
والعتوّ ـ وهو التكبّر ـ من الأُمور المعقولة ، استُعير هنا للريح ، وهي محسوسة ، والجامع بينهما ـ في كلتا الآيتين ـ هو الإضرار الخارج عن حدّ العادة (2) .
___________________
(1) المَثل السائر : ج2 ص130 .
(2) الطراز للأمير العلوي : ج3 ، 339 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|