أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
1469
التاريخ: 23-9-2016
835
التاريخ: 23-9-2016
998
التاريخ: 23-9-2016
911
|
[قال الفيض الكاشاني : اذا دخل الحاج] مكة فليتذكر عندها انه قد انتهى إلى حرم آمن ، و ليرج عنده أن يأمن بدخوله من عقاب اللّه و ليخش أن لا يكون أهلا للقرب فيكون بدخول الحرم خائبا مستحقا للمقت و ليكن رجاؤه في جميع الاوقات غالبا ، فان الكرم عميم ، و شرف البيت عظيم و حق الزاير مرعى ، و ذمام(1) , المستجير اللائذ غير مضيع.
و إذا وقع بصره على البيت فينبغي أن يحضر عنده عظمة البيت في قلبه و يقدر كأنه مشاهد لربّ البيت لشدة تعظيمه ، و ليرج أن يرزقه لقاءه كما رزقه لقاء البيت و ليشكر اللّه على تبليغه إياه هذه الرتبة و إلحاقه إياه بزمرة الوافدين إليه.
و أما الطواف فانه صلاة ، فليحضر قلبه فيه من التعظيم و الخوف و الرجاء و المحبة ما سبق في باب الصّلاة و ليعلم أنه في الطواف متشبه بالملائكة المقربين الحافين حول العرش الطائفين حوله ، و لا يظن أن المقصود طواف جسمه بالبيت بل المقصود طواف قلبه بذكر ربّ البيت حتى لا يبتدىء الذّكر إلّا به ، و لا يختم إلّا به كما يبتدىء الطايف الطواف من البيت و يختم بالبيت.
و ليعلم أن الطواف الشريف هو طواف القلب بحضرة الرّبوبية ، و أن البيت مثال ظاهر في عالم الملك لتلك الحضرة التي لا يشاهد بالبصر و هو في عالم الملكوت كما أنّ البدن مثال ظاهر في عالم الشهادة للقلب الذي لا يشاهد بالبصر و هو في عالم الغيب و أن عالم الملك و الشهادة مدرجة إلى عالم الغيب و الملكوت لمن فتح له الباب.
و إلى هذه الموازنة وقعت الاشارة بأن البيت المعمور في السماوات بازاء الكعبة و أن طواف الملائكة بها كطواف الانس بهذا البيت ، و لمّا قصرت رتبة أكثر الخلق عن مثل ذلك الطواف امروا بالتشبّه بهم بحسب الامكان و وعدوا بأن من تشبّه بقوم فهو منهم.
و أمّا استلام الحجر فليعلم أنه بمنزلة اليمين قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): استلموا الرّكن فانه يمين اللّه في خلقه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الدّخيل(2) , و يشهد لمن استلمه بالموافاة.
أراد بالرّكن الحجر الأسود لأنه موضوع في الركن و إنّما شبّهه باليمين لأنه واسطة بين اللّه و بين عباده في النيل و الوصول و التحبّب و الرّضا كاليمين حين التصافح ، و الدّخيل الملتجي.
قال الصّادق (عليه السلام): «ان اللّه تبارك و تعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها فلذلك يقال أمانتي أدّيتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة(3)»(4) , و قال (عليه السلام): «الركن اليماني باب من أبواب الجنّة لم يغلقه اللّه منذ فتحه»(5) , و قال (عليه السلام): «الركن اليماني بابنا الذي ندخل منه الجنّة و فيه نهر من الجنة يلقى فيه أعمال العباد»(6)، انما شبّهه بباب الجنّة لأن استلامه وسيلة إلى دخولها ، و بالنهر لأنه يغسل به الذّنوب.
و ليكن نيّته عند الاستلام طلب القرب حبّا و شوقا للبيت و لربّ البيت و تبركا بالمماسة و رجاء للتحصن عن الناس في كل جزء لاقى البيت ، و ليكن نيته في التعلق بأستار البيت الالحاح في طلب المغفرة و سؤال الأمان كالمذنب المتعلق بثياب من أذنب إليه المتضرّع إليه في عفوه عنه المظهر أنه لا ملجأ له منه إلا اليه ، و لا مفزع له إلّا عفوه و كرمه ، و أنه لا يفارق ذيله إلا بالعفو و بذل الأمن في المستقبل.
________________________
1- الذمة و الذمام : بمعنى العهد و الامان ، و الضمان ، و الحرمة ، و الحق ، كذا عن النهاية.
2- دخيل الرجل : الذي يداخله في اموره و يختص به. م.
3- اي بالاتيان اليك و اقراري بالعهد الذي أودعتك اياه ؛ من من وافيته موافاة أي أتيته.
4- العلل : ص 423.
5- الكافي : ج 4 , ص 409.
6- من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 134.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|