أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-14
575
التاريخ: 21-7-2021
2801
التاريخ: 1-2-2023
1434
التاريخ: 1-3-2021
2191
|
الطهارة و النظافة أهم الأمور للعباد , إذ الطهارة الظاهرة وسيلة الى حصول الطهارة الباطنة و ما لم تحصل الأولى لم تحصل الثانية , و لذا ورد في مدحها ما ورد ، قال اللّه – سبحانه - : { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة : 108] , وقال : {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة : 6].
و قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «بنى الدين على النظافة» , و قال (صلى الله عليه واله) : «الطهور نصف الايمان» , و قال (صلى الله عليه واله) : «مفتاح الصلاة الطهور», و قال (صلى الله عليه واله) : «بئس للعبد القاذورة» , و قال (صلى الله عليه واله): «من اتخذ ثوبا فلينظفه» , و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «النظيف من الثياب يذهب الهم و الحزن هو طهور للصلاة».
ثم للطهارة أربع مراتب : الأولى - تطهير الظاهر من الاحداث و الاخباث و الفضلات.
الثانية - تطهير الجوارح من الجرائم و الآثام و التبعات.
الثالثة - تطهير القلب من مساوي الأخلاق و رذائلها.
الرابعة - تطهير السر عما سوى اللّه - تعالى- ، و هي تطهير الأنبياء و الصديقين , و الطهارة في كل مرتبة نصف العمل الذي فيها ، إذ الغاية القصوى في عمل السر أن ينكشف له جلال اللّه وعظمته ، و تحصل له المعرفة التامة ، و الحب و الانس , ولا يمكن حصول ذلك ما لم يرتحل عنه ما سوى اللّه ، و لذلك قال اللّه - تعالى - : {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ} [الأنعام : 91] , فان اللّه و غيره لا يجتمعان في قلب واحد : {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } [الأحزاب : 4].
فتطهير السر عما سوى اللّه نصف عمله ، و النصف الآخر شروق نور الحق فيه , والغاية القصوى في عمل القلب عمارته بالا خلاق المحمودة ، و العقائد الحقة المشروعة , و لا يتصف بها ما لم ينظف عن نقائضها ، من الأخلاق المذمومة ، و العقائد الفاسدة , فتطهيرها عنها أحد الشطرين ، و الشطر الآخر تحليته بالفضائل و العقائد الحقة.
وأما عمل الجوارح ، فالمقصود منه عمارتها بالطاعات , ولا يمكن ذلك ما لم يطهر عن المعاصي و المناهي , فهذا التطهير نصف عملها ، و نصفه الآخر عمارتها بالطاعات , و قس على ذلك الحال في المرتبة الأولى. و إلى ذلك الإشارة بقول النبي (صلى الله عليه واله): «الطهور نصف الايمان».
فان المراد : أن تطهير الظاهر، و الجوارح ، و القلب ، و السر، من النجاسات و المعاصي و رذائل الأخلاق و ما سوى اللّه نصف الايمان ، و نصفه الآخر عمارتها بالنظافة و الطاعات و معالي الأخلاق ، و الاستغراق في شهود جمال الحق و جلاله.
و لا تظنن أن مراده (صلى الله عليه واله) أن مجرد تطهير الظاهر عن النجاسات بإفاضة الماء نصف الايمان ، مع تلوث الجوارح بأخباث المعاصي ، و تنجس القلب بأقذار مساوي الأخلاق و تشوش السر و تكدره بما سوى اللّه.
فالمراد التطهير في المراتب الأربع ، التي هي من مقامات الدين ، و هي مرتبة يتوقف بعضها على بعض ، و لا يمكن أن ينال العبد ما هو الفوق ، ما لم يتجاوز ما دونه ، فلا يصل إلى طهارة السر مما سوى اللّه ، و عمارته بمعرفة اللّه ، و انكشاف جلاله و عظمته ، ما لم يفرغ عن طهارة القلب عن الأخلاق المذمومة ، و تحليته بالملكات المحمودة.
ولا يصل إلى ذلك ما لم يفرغ عن طهارة الجوارح من المعاصي و عمارتها بالطاعات , ولا يصل إلى ذلك ما لم يفرغ عن إزالة الخبث و الحدث عن الظاهر، و عمارته بالنظافة و النزاهة.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|