المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

المنصف في التصريف
12-08-2015
جريمة البلاغ الكاذب في القانون المصري
21-4-2021
تضاريس الوطن العربي الجيولوجية - السهولة الفيضية
3-8-2019
استراتيجيات الاعلان
15-2-2021
محمد بن السيد جعفر الداماد.
27-7-2016
هل الشيعة الإمامية هي الفرقة الناجية ؟
17-9-2020


حياة الخجل  
  
2046   11:30 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : د. برناردوجيه
الكتاب أو المصدر : كيف تخلص طفلك من الخجل
الجزء والصفحة : ص36
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2017 2388
التاريخ: 1-1-2017 1870
التاريخ: 9-7-2019 1679
التاريخ: 15-4-2017 1858

إن الأشخاص الخجولين ليسوا الوحيدين الذين يعانون من بواعث الخجل ـ فكل فرد منا ذهب الى المدرسة وقابل الغرباء وقام بعقد الصداقات، إذ إننا لا نعيش في فراغ اجتماعي على الرغم من كل شيء.

وغالباً كلنا نمر بتجربة الخجل من وقت لآخر على الرغم من أن نصفنا تقريباً فقط يعتبر نفسه خجولاً. ولذلك لماذا يسمح بعض الناس لبواعث الخجل أن تؤثر ليس فقط على سلوكهم في المواقف الاجتماعية الصعبة ولكن في هويتهم بأكملها أيضاً؟

إن ذلك السؤال صعب وهو ما ظللت اعطف على دراسته طوال أكثر من عشرين عاماً، وأفضل إجابة توصلت اليها هي أن للخجل قوة تؤثر على كيان الشخص بأكمله - جسده وعقله وذاته. ولأن الخجل يؤثر على الفرد على جميع المستويات، فلديه القوة للتأثير على هوية الفرد. فعلى الرغم من كل شيء فان الأفراد الخجولين لا يعتقدون أنهم (يشعرون) بالخجل أو (لديهم) شعور بالخجل ـ بل يعتقدون (أنهم) خجولون، وعندما يصفون أنفسهم بتلك الطريقة ويسمحون للخجل بأن يخترق غالبية قراراتهم وأفكارهم وأنشطتهم سيعيشون ما أطلق عليه (حياة الخجل) وتلك عبارة ضخمة ومثيرة للجدل ولكني أؤيدها تماماً.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.