أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-8-2016
1276
التاريخ: 27-11-2016
1501
التاريخ: 13-8-2016
3618
التاريخ: 2-1-2023
1192
|
آداب المحديثين والعلماء
علم أن علم الحديث علم شريف جليل ، ومن هو من علوم الاخرة ، من حرمه حرم خيراً عظيما ومن رزقه رزق فضلا جسيماً.
قال بعض العلماء : لكل دين فرسان وفرسان هذا الدين أصحاب الاسانيد.
وقال بعضهم : ليس في الدنيا مبتدع الا وهو يبغض أهل الحديث ، وإذا ابتدع الرجل بزغت حلاوة الحديث من قلبه.
وقال بعض الفضلاء : ليس أثقل على أهل الالحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته.
فالواجب على مريده وحامله ملازمة التقوى ومكارم الاخلاق والتواضع ومحاسن الشيم وتصحيح النية وتطهير قلبه من مجس المباهاة والمماراة.
فقد روينا بطرقنا عن محمد بن يعقوب عن محمد بن اسماعيل عن الفضل ابن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عمن حدثه عن ابى جعفر عليه السلام قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف وجوه الناس إليه فليبتوأ مقعده من النار (1).
وروينا بالطرق عنه عن علي بن ابراهيم رفعه الى ابى عبد الله عليه السلام قال : طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم : صنف يطلبه للجدل والمراء وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل : فصاحب الجدل والمراء مؤذ ممار يتعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفته الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه (2) ، وصاحب الاستطالة والختل ذوخب وملق (3) يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للاغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من العلماء أثره ، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة (4) وحزن وسهر قد تحنك (5) في برنسه وقام الليل في حندسه (6) يعمل ويخشى وجلا داعياً مشفقاً مقبلا على شأنه عارفاً بأهل زمانه مستوحشاً (7) من أوثق اخوانه فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانة (8).
ويستحب للعالم والمحديث إذا أراد حضور مجلس الدرس أو الحديث أن يتطهر ويتطيب ويلبس الثياب البيض النظيفة ويجلس بوقار تمكناً في مجلسه.
وإذا رفع أحد صوته زبره بما يناسبه ، ويقبل على الحاضرين كلهم ، ويجلس مستدبر القبلة ليستقبلها أصحابه لانهم في الاغلب اكثر منه ، ويفتح مجلسه ويختمه بحمد الله والصلاة على نبيه وآله ودعاء يليق بالحال ، ولا يسرد الحديث سرداً (9) فيمنع ذلك عن فمه ، وليستنصت الناس إذا حصل في المجلس لغط (10).
وكلما ذكر النبي أو أحد الائمة صلى عليه ، وكذا خلص الصحابة وأصحاب الائمة واكابر العلماء ينبغي الترحم عليه أو الترضي عنهم ، وان كان عنه عن أبيه ترضى عنهما.
ويحسن بالمحدث وغيره الثناء على شيخه باللفظ والكتابة بما هو أهله والدعاء له ، ولا بأس بذكره بلقب أو وصف أو حرفة أو ام إذا عرف بها.
وإذا روى الحديث عن جماعة قدم أرجحهم ، ولينبه على صحة الحديث أو ضدها وما فيه من علو أو فائدة أو ضبط مشكل.
وليتجنب أن يحدث بما لا يحتمله عقول السامعين أو ما لا يفهمونه ، فقد روينا بأسانيدنا عن محمد بن يعقوب عن جماعة من أصحابه عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال : ما كلم النبي صلى الله عليه وآله العباد بكنه عقله قط ، وقال : انا معاشر الانبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم (11).
ويستحب أن يختم مجلس الدرس والحديث بحكايات ونوادر وانشادات تناسب الحال في الزهد والاداب ومكارم الاخلاق ونحو ذلك ، فقد روينا بطرقنا عن محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حفص ابن البختري رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : روحوا أنفسكم ببديع الحكمة ، فانها تكل كما تكل الابدان (12).
__________________
1. الكافي 1 / 47 وفي آخره ان الرئاسة لا تصلح الا لاهلها ..
2. الخيشوم : أقصى الانف.
والحيزوم : الصدر وقيل وسط الصدر.
3. الخب بالكسر : الخدعة.
ملقته وملقت له : توددته وتملقت له كذلك.
4. الكآبة : الحزن أشد الحزن.
5. تحنك فلان : إذا أدار العمامة تحت حنكه.
والبرنس : كل ثوب رأسه منه ملتزق به من دراعة أوجبة أو ممطر أو غيره. قيل : قلنسوة طويلة كان يلبسها الناسك في صدر الاسلام.
6. الحندس بكسر الحاء والدال وسكون النون : اليل المظلم ، والظلمة أيضاً.
7. لعله بأن المرضى من الناس من كل وجه عزيز الوجود وان مجالستهم ومخالطتهم تميت القلب وتفسد الدين ويحصل للنفس بسببها ملكات مهلكة مؤدية الى الخسران المبين ، فيختار الوحشة منهم والاعتزال عنهم.
8. الكافي 1 / 49.
9. سردت الحديث سرداً : أتيت به على الولاء.
10. الغط بفتح اللام والغين المعجمة : هو كلام فيه جلبة واختلاط ولا يتبين.
11. الكافي 1 / 23.
12. الكافي 1 / 48 والكل بالفتح : الثقل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|