للتركيب الجيولوجي آثار مباشرة على التخطيط العمراني ، تتمثل الآثار المباشرة في مدى صلاحية الصخور السائدة في الاقليم قيد الدراسة لأغراض البناء والتشييد ، فإذا كانت صالحة فإن الاقليم سيتسم بتوافر مواد البناء بأسعار منخفضة مما يسهم في استخدامها على نطاق واسع ، ويعمل على تنفيذ الخطة العمرانية بسرعة كبيرة .

وهذا يكسب مساكن المحلات العمرانية في الاقليم مظهرا عمرانيا مميزا ، كان صلابة الطبقة السطحية تساعد على الارتفاع الرأسي للوحدات السكنية والعكس صحيح ، بالإضافة الى دورها في مد الطرق وخطوط السكك الحديدية مما يسهم في انعاش المحلات العمرانية اقتصاديا واجتماعياً .

أما عن الآثار غير المباشرة للتركيب الجيولوجي في مجال التخطيط العمراني فتتمثل فيما قد تحويه الطبقات الأرضية من معادن ، أو في غنى القشرة الخارجية المفتتة من سطح الأرض (التربة) واحتوائها على العديد من العناصر العضوية والكيمائية مما يخصبها ويجعلها صالحة تماماً للنشاط الزراعي ، وفي الحالتين – احتواء الصخور على معادن أو توافر التربة الزراعية – تتجمع أعداد كبيرة من السكان وتتكاثف المحلات العمرانية ، وهذا يتطلب بدوره تخطيطاً مدروساً بدقة ودراسة تفصيلية عن التركيب الجيولوجي لتحديد مدى غنى الطبقات بالخامات المعدنية وسمك هذه الطبقات ومدى بعدها عن سطح الأرض ، الى جانب دراسة التربة وتصنيفها وتحديد مدى خصوبتها ومكوناتها المختلفة التي تحدد بدورها مدى حاجة التربة الى الأسمدة ، والمحاصيل التي يمكن زراعتها ، وتتطلب كل هذه الأمور دراسة تفصيلية للتركيب الجيولوجي في الاقليم قيد البحث .