المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

تهوية كتاكيت اللحم
20-4-2016
الجملة المتناقضة
20-8-2017
حكم من ردد نيته في سفره.
15-1-2016
العيب
26-9-2016
نـشأة حاضنـات الأعـمـال
2024-07-26
عدد اصحاب الامام عليه السلام
21-2-2020


ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤركب و ﻟﻴﺲ بجسم  
  
960   11:50 صباحاً   التاريخ: 3-07-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /

 [اولا]: (ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺮﻛﺐ، ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻔﺘﻘﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺟﺰﺍﺋﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﻣﻤﻜﻦ) (1).

ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺟﺰء، ﻭﻧﻘﻴﻀﻪ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻻ ﺟﺰء ﻟﻪ ﺛﻢ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ ﻛﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ (2) ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻫﻨﻴﺎ: ﻛﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻔﺼﻮﻝ. ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺐ ﺑﻜﻼ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ: ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﺋﻪ، ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺗﺤﻘﻘﻪ ﻭﺗﺸﺨﺼﻪ ﺧﺎﺭﺟﺎ ﻭﺫﻫﻨﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺰﺋﻪ، ﻭﺟﺰﺅﻩ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﻠﺐ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﻞ، ﻭﻣﺎ ﻳﺴﻠﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺸﺊ ﻓﻬﻮ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ [ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ] (*) ﻣﻔﺘﻘﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺟﻠﺖ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﻣﺮﻛﺒﺎ، ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻗﺎﻝ:

[ثانيا]: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﻋﺮﺽ ﻭﻻ ﺟﻮﻫﺮ (3) ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻻﻣﺘﻨﻊ ﺍﻧﻔﻜﺎﻛﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ.

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻤﺠﺴﻤﺔ (4)، ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻃﻮﻝ ﻭﻋﺮﺽ ﻭﻋﻤﻖ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺑﺪﻭﻧﻪ، ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺠﺴﻢ ﻭﻻ ﻋﺮﺽ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺇﻧﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺟﺴﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﻛﻞ ﻋﺮﺽ ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻤﺤﻞ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻓﻴﻔﺘﻘﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻤﻜﻦ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺟﺴﻤﺎ ﺃﻭ ﻋﺮﺿﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺴﻤﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺟﺴﻢ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻓﻬﻮ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺟﺴﻤﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺎﻥ.

ﻗﺎﻝ: (ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻭﺇﻻ ﻻﻓﺘﻘﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍﻥ ﻭﺻﻔﺎﻥ ﺳﻠﺒﻴﺎﻥ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻭﻫﻮ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﺑﻤﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺒﻌﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻭﺍﻻﻟﺰﻡ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ ﻭﺍﻻﺛﺒﺎﺕ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻬﺔ ﻣﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ ﻭﻣﺘﻌﻠﻖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﻭﺯﻋﻤﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ (5) ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻔﻮﻗﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻟﻜﺎﻥ، ﺃﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻐﻨﺎﺋﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻤﻜﻨﺎ، ﻭﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻨﻘﻠﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﻭﻣﺤﺎﻣﻞ ﻣﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻌﻬﺎ (6). ﻷﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﻟﻮﺍﺣﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺟﺐ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻻ ﻻﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻟﻬﻤﺎ، ﻭﺇﻻ ﻻﺭﺗﻔﻊ ﺍﻟﻨﻘﻴﻀﺎﻥ، ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻃﺮﺍﺡ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺇﻻ ﻟﺰﻡ ﺍﻃﺮﺍﺡ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﻹﻃﺮﺍﺡ ﺃﺻﻠﻪ، ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻨﻘﻞ.

ﻗﺎﻝ: (ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ (7) ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﺃﻣﺮﺍﻥ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎﻥ ﻓﻼ ﻳﻔﺘﻘﺮﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ، ﻭﻗﺪ ﻳﻘﺎﻝ ﻓﻴﻬﻤﺎ: ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻼﺋﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﻼﺋﻢ، ﻭﺍﻷﻟﻢ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﻨﺎﻑ، ﻭﻫﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﺣﺴﻴﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻋﻘﻠﻴﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻴﺎ ﻓﻬﻤﺎ ﺣﺴﻴﺎﻥ ﻭﺇﻻ ﻓﻌﻘﻠﻴﺎﻥ. ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺟﻤﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺇﺫ ﻻ ﻣﻨﺎﻓﻲ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﻴﺔ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ، ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﺟﺴﻤﺎ.

ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﻣﻨﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺘﺼﻒ ﺑﻜﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﺑﻪ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﺪﺭﻙ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﺟﻞ ﻣﺪﺭﻙ ﻷﻋﻈﻢ ﻣﺪﺭﻙ ﺑﺄﺗﻢ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻭﻻ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﺬﺓ ﺇﻻ ﺫﻟﻚ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻘﺪ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻨﻔﻲ ﺍﻟﻠﺬﺓ، ﺇﻣﺎ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﺃﻭ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻓﺈﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﺳﻤﺎﺀﻩ ﺗﻮﻗﻴﻔﻴﺔ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺍﻟﺘﻬﺠﻢ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﺰﺍ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ.

ﻗﺎﻝ: (ﻭﻻ ﻳﺘﺤﺪ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﻄﻠﻘﺎ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ: ﻣﺠﺎﺯﻱ ﻭﺣﻘﻴﻘﻲ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻱ: ﻓﻬﻮ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﺊ ﺷﻴﺌﺎ ﺁﺧﺮ ﺑﺎﻟﻜﻮﻥ، ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ ﻛﻘﻮﻟﻬﻢ: [ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ]، ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻫﻮﺍﺀ ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻣﺎﺀ، ﺃﻭ ﻣﻊ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ: ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻃﻴﻨﺎ ﺑﺎﻧﻀﻴﺎﻑ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ: ﻓﻬﻮ ﺻﻴﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ.

ﺇﺫﺍ ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻄﻌﺎ، ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ: ﺇﻧﻪ ﺍﺗﺤﺪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻴﺢ ﻓﺈﻧﻬﻢ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﺗﺤﺪﺕ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻣﻊ ﻧﺎﺳﻮﺗﻴﺔ ﻋﻴﺴﻰ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ)، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻨﺼﻴﺮﻳﺔ: ﺃﻧﻪ ﺍﺗﺤﺪ ﺑﻌﻠﻲ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ (8): ﺇﻧﻪ ﺍﺗﺤﺪ ﺑﺎﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ.

ﻓﺈﻥ ﻋﻨﻮﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻋﻨﻮﺍ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻗﻄﻌﺎ، ﻷﻥ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﺴﺘﺤﻴﻞ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻐﻴﺮﻩ. ﺃﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﺗﺤﺎﺩﻫﻤﺎ ﺇﻥ ﺑﻘﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻼ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻻ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺇﻥ ﻋﺪﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻼ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺃﻳﻀﺎ، ﺑﻞ ﻭﺟﺪ ﺛﺎﻟﺚ، ﻭﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻼ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺃﻳﻀﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻻ ﻳﺘﺤﺪ ﺑﺎﻟﻤﻮﺟﻮﺩ.

___________________________

(1) ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺳﻠﺒﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻟﺬﺍﺗﻪ ...، ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ [ﻭﻫﻮ ﺥ] ﻭ [ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ] ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻻﻣﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺥ ﻭﻫﻠﻢ ﺟﺮﺍ (ﺱ ﻁ).

(2) ﻗﺪ ﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﻨﻔﻴﺲ ﻛﺎﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻤﺜﻤﻨﺔ، ﻭﻗﺪ ﻳﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﺫﺍﺗﻪ، ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﺘﻔﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺃﻱ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ (ﺷﺮﺡ ﻃﺮﻳﺤﻲ).

(*) ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ.

(3) [ﻭﺍﻟﺠﻮﻫﺮ] ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺘﺤﻴﺰ، ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﺍﻟﻔﺮﺩ، ﻭﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺴﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻓﻘﻂ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺨﻂ ، ﻭﻓﻲ ﺟﻬﺘﻴﻦ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭ [ ﻇﺎﻫﺮ] ﺃﻧﻪ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻣﻌﻨﻮﻱ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻣﺤﻼ ﻟﺠﻮﻫﺮ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻬﻴﻮﻟﻲ ﻭﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻭ ﺣﺎﻻ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﺃﻭ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﻻ ﻭﻻ ﻣﺤﻼ ﻭﻻ ﻣﺮﻛﺒﺎ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻕ ﻓﺈﻥ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ ﺗﻌﻠﻖ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ (ﺱ. ﻁ).

(4) ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ: ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻬﺔ ﺣﻴﺚ ﺷﺒﻬﻮﺍ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ، ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺴﻢ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺎﺗﻪ ﻭﺗﺮﻛﻴﺒﻪ.

(5) ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﺍﺗﻔﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺘﻪ، ﻓﺎﻟﻬﻴﺼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻩ ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪﺍ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺎ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻴﺼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺑﻼ ﻓﺼﻞ، ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﻪ ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻜﻞ ﺟﻬﺔ (ﺱ ﻁ) ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺒﻬﺔ.

(6) ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﻫﻮ ﻟﻪ ﺿﺪ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺘﺒﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺽ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺎﺭﺽ، ﺃﻣﺎ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ توﺍﺑﻌﻪ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺎﻝ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺬ، ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻋﻦ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺪﻩ ﺣﺎﻝ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺮ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺴﺮﻫﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ (ﺷﺮﺡ ﻁ).

(7) ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } [الأنعام: 18] ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] (ﺱ ﻁ).

(8) ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ [ﺃﻱ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ] ﺑﺈﺳﻨﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ (صلى الله عليه واله) ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﺍﻟﺠﻌﻔﺮﻱ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺑﻠﻴﻐﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪﻩ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﺛﻢ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺑﺎﻟﺘﻬﻠﻴﻞ ﻓﻘﺎﻝ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻻ ﺗﻠﺘﻔﺘﻮﺍ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺨﺪﺍﻋﻴﻦ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺧﻠﻔﺎﺀ [ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺥ. ﻝ] ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻣﺨﺮﺑﻮﺍ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺘﺰﻫﺪﻭﻥ ﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻭﻳﺘﻬﺠﺪﻭﻥ ﻟﺼﻴﺪ [ﻟﺘﺼﻴﻴﺪ ﺥ ﻝ] ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ، ﻻ ﻳﻬﻠﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺇﻻ ﻟﻤﻸ ﺍﻟﻨﺴﻨﺎﺱ [ﺍﻟﻌﺴﺎﺱ ﺥ ﻝ] ﻭﺍﺧﺘﻼﺱ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺪﻓﻨﺎﺱ[ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ﺥ ﻝ] ﺃﻭﺭﺍﺩﻫﻢ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺔ ﻭﺃﺫﻛﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﺘﺮﻧﻢ ﻭﺍﻟﺘﻐﻨﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺘﺒﻌﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺴﻔﻬﺎﺀ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻬﻢ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﻤﻘﺎﺀ ﻓﻤﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺃﺣﺪﻫﻢ [ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ] ﻭﻣﻦ ﺃﻋﺎﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺃﻋﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺃﺑﺎ ﺳﻔﻴﺎﻥ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ﺑﺤﻘﻮﻗﻜﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻤﻐﻀﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﺩﻉ ﺫﺍ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﺤﻘﻮﻗﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﻗﻨﺎ ﺃﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺨﺎﻟﻔﻮﻧﺎ ﻭﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ ﻟﻄﺮﻳﻘﺘﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻫﻢ ﺇﻻ ﻧﺼﺎﺭﻯ ﻭﻣﺠﻮﺱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺠﻬﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺇﻃﻔﺎﺀ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﻢ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﻟﻮ ﻛﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻭﻥ (ﺱ ﻁ) ﺭﻭﺍﻩ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﻤﻲ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ (2 / 85) ﻣﺎﺩﺓ ﺻﻮﻑ.

 

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.