أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-07-2015
564
التاريخ: 3-07-2015
546
التاريخ: 25-10-2014
667
التاريخ: 5-08-2015
769
|
اعتقاد الإمامية والعدلية أن اللّه تعالى قد أراد الطاعات وأحبها ورضيها واختارها، ولم يكرهها ولم يسخطها، و أنه كره المعاصي و الفواحش، ولم يحبها و لم يرضها و لم يخترها. و جمهور المخالفين على أن اللّه تعالى مريد لجميع ذلك، وأنه تعالى أراد من الكافر أن يسبه و يعصيه، واختار ذلك وكره أن يمدحه. و قالت الإمامية قد أراد النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم من الطاعات ما أراده اللّه تعالى، وكره من المعاصي ما كرهه اللّه.
وقال الأشاعرة بل قد أراد النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلّم كثيرا مما كرهه اللّه تعالى، وكره كثيرا مما أراده اللّه تعالى، لأن اللّه تعالى أراد كفر الكافر، والنبي أراد إيمانه و طاعته. وقالت الإمامية قد أراد اللّه تعالى من الطاعات ما أراده أنبياؤه، وكره ما كرهوه، وأراد ما كره الشياطين من الطاعات، وكره ما أرادوه من الفواحش، و يلزم الأشاعرة والمخالفين أن يكون اللّه قد أراد ما أرادته الشياطين من الفواحش، وكره ما كرهوه من كثير من الطاعات، و لم يرد ما أرادته الأنبياء من كثير من الطاعات، بل كره ما أرادوه منها. وقالت الإمامية قد أمر اللّه عز وجل بما أراده، و نهى عما كرهه. وقالت الأشاعرة قد أمر اللّه بكثير مما كره، ونهى عما أراد.
و قالت الإمامية إن اللّه تعالى أراد الطاعات، سواء وقعت أم لا، ولم يرد المعاصي، سواء وقعت أم لا. وخالف الأشاعرة مقتضى العقل و النقل في ذلك، فذهبوا إلى أن اللّه تعالى يريد كل ما وقع في الوجود، سواء كان طاعة أم لا، وسواء أمر به أم لا، وكره كل ما لم يقع سواء كان طاعة أم لا، وسواء أمر به أم نهى عنه، فجعلوا كل المعاصي الواقعة في الوجود من الشرك و الظلم والجور و العدوان و أنواع الشرور مرادة للّه تعالى، و أنه تعالى راض بها. وقال بعضهم إنه محب لها. وكل الطاعات التي لم تصدر عن الكفار مكروهة للّه تعالى غير مريد لها، وإنه تعالى أمر بما لا يريد، و نهى عما لا يكره، وإن الكافر فعل في كفره ما هو مراد للّه تعالى، وترك ما كرهه اللّه من الإيمان و الطاعة منه. وهذا القول يلزم منه محالات منها : نسبة القبيح إلى اللّه تعالى، لأن إرادة القبيح قبيحة، وقد عرفت أنه تعالى منزه عن القبائح.
ومنها: كون العاصي مطيعا بعصيانه، حيث أوجد مراد اللّه تعالى، و فعل وفق مراده.
ومنها: كونه تعالى يأمر بما يكره، لأنه أمر الكافر بالإيمان وكره من حيث لم يوجد، ونهى عما يريده، لأنه نهاه عن الكفر و أراده منه، وكل من فعل ذلك من البشر ينسبه كل عاقل إلى السفه والحمق تعالى اللّه عن ذلك علوا كبيرا. ومنها مخالفة النصوص القرآنية الشاهدة بأنه تعالى يكره المعاصي و يريد الطاعات ، كقوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [غافر: 31] . {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38] ، {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. {اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } [البقرة: 190]. إلى غير ذلك من الآيات .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|