المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

في الاستدلال على مستوى البنية التصويرية
30-4-2018
Robbins Axiom
9-2-2022
مراحل التدوين
31-1-2018
علاقة جغرافية الزراعة بفروع الجغرافية الأخرى - الجغرافية الاجتماعية
13-7-2022
علم تصميم و تحرير الرسائل الإعلامية
20-12-2020
الشرط الأول للاتزان
2-2-2016


ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ عالما وحيّا  
  
688   03:09 مساءً   التاريخ: 24-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 85
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / العلم و الحكمة /

في كونه تعالى عالما:

ﺍﺗﻔﻖ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ، ﺇﻻ ﻗﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﺻﻼ.

ﻟﻨﺎ: ﺇﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺘﻘﻨﺔ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺣﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ. ﻻ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ، ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ. ﻭﺇﻥ ﻋﻨﻴﺖ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ. ﺛﻢ ﻫﻮ ﻣﻨﻘﻮﺽ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺷﻌﻮﺭ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺑﻪ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ. ﻭﻣﺴﺘﻨﺪ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻗﺪ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻣﺮﺓ، ﻭﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭ، ﻷﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺊ ﺣﻜﻢ ﻣﺜﻠﻪ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﻪ.

(ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ) ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ  ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤِﻜَﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻬﺘﺪﻱ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻮﻥ، ﻭﻛﺬﺍ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻭﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺫﻛﻴﺎﺀ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺸﺊ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻢ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻔﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﻭﺟﺐ ﺗﻨﺰﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ.

ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺎﻝ، ﻷﻧﺎ ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﺄﻧﺎ ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﻛﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﺟﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻭﻧﻀﺪﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﻛﺄﺟﺰﺍﺀ ﺑﺪﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻤﻨﺎﻓﻌﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﻠﺰﺍﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺑﺪﻳﻬﻲ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻫﻮ ﻣﻨﻘﻮﺽ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﻧﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺎﻫﻲ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﻛﻮﻧﻬﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻋﺮﻳﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﻤﺎ. ﻧﻌﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﻳﻦ ﺑﺸﻌﻮﺭﻫﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻳﻬﻲ، ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﺸﺊ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ، ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﻜﻢ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﺂﺛﺎﺭﻫﺎ، ﺑﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺼﻔﺔ ﻛﻤﺎﻝ ﻭﺳﻨﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﺴﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺼﻮﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻟﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻟﻬﺎ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﺟﻬﺘﺎ ﻭﺟﻮﺏ ﻭﺇﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺟﻬﺎﺗﻪ ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ.

 ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ ﻟﻠﻜﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻟﻢ ﺗﻌﻘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﻥ ﻣﺘﻐﺎﻳﺮﺍﻥ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ. ﻫﺬﺍ ﺧﻠﻒ، ﻓﻠﻬﺬﻩ ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﻧﻔﻮﺍ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻄﻠﻘﺎ.

(ﻭﺟﻮﺍﺑﻬﻢ) ﺇﻧﺎ ﺳﻨﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺫﺍﺗﻪ ﻻ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺑﻼ ﻭﻓﺎﻋﻼ ﻭﻻ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺴﺘﻜﻤﻼ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺍﻟﻜﺜﺮﺓ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ، ﺇﺫ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﺃﻣﺮ ﺗﺤﺪﺛﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ. ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.

ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ حيّاً:

ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻲ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻩ، ﻓﻤﻦ ﺟﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺻﻔﺔ ﺛﺒﻮﺗﻴﺔ، ﻭﻫﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ ﺍﻷﻗﺪﻣﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ - ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺑﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﺄﺧﺮﻱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ - ﺟﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺫﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻓﺴﺮﻩ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻳﻘﺪﺭ، ﻭﻫﻮ ﺳﻠﺐ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻤﻜﻦ، ﻭﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﺍﻟﺤﻖ ﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ... ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ. ﺣﺠﺔ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ: ﺇﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺼﻔﺔ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻭﻳﻘﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺼﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻻ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ.

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺇﻧﺎ ﺳﻨﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺪﺭﺗﻪ ﻧﻔﺲ ﺫﺍﺗﻪ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻠﺰﺍﻡ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ، ﻓﻠﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ. 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.