أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2022
2180
التاريخ: 23-8-2016
1742
التاريخ: 2024-06-05
546
التاريخ: 2023-04-19
1254
|
لا تحصل السعادة إلا بإصلاح جميع الصفات و القوى دائما ، فلا تحصل بإصلاحها بعضا دون بعض ، و وقتا دون وقت ، كما أن الصحة الجسمية ، و تدبير المنزل ، و سياسة المدن لا تحصل إلا بإصلاح جميع الأعضاء و الأشخاص و الطوائف في جميع الأوقات ، فالسعيد المطلق من أصلح جميع صفاته و أفعاله على وجه الثبوت و الدوام بحيث لا يغيره تغير الأحوال والأزمان ، فلا يزول صبره بحدوث المصائب و الفتن ، و لا شكره بورود النوائب و المحن ، ولا يقينه بكثرة الشبهات ، و لا رضاه بأعظم النكبات ، و لا إحسانه بالإساءة ، و لا صداقته بالعداوة.
و بالجملة لا يحصل التفاوت في حاله ، و لو ورد عليه ما ورد على أيوب النبي (عليه السلام) أو على برناس الحكيم ، لشهامة ذاته ، و رسوخ أخلاقه و صفاته.
وعدم مبالاته بعوارض الطبيعة ، و ابتهاجه بنورانيته و ملكاته الشريفة ، بل السعيد الواقعي لتجرده و تعاليه عن الجسمانيات خارج عن تصرف الطبائع الفلكية ، متعال عن تأثير الكواكب والأجرام الأثيرية فلا يتأثر عن سعدها و نحسها ، و لا ينفعل عن قمرها و شمسها.
أهل التسبيح و التقديس لا يبالون بالتثليث و التسديس ، و ربما بلغ تجردهم و قوة نفوسهم مرتبة تحصل لهم ملكة الاقتدار على التصرف في موارد الكائنات ، و لو في الأفلاك و ما فيها ، كما حصل لفخر الأنبياء و سيد الأوصياء ( صلوات اللّه عليهما و آلهما ) من شق القمر و ردّ الشمس.
و قد ظهر مما ذكر أن من يجزع بورود المصائب الدنيوية ، و يضطرب من الكدورات الطبيعية ، و يدخل نفسه في معرض شماتة الأعداء و ترحم الأحباء ، خارج عن زمرة السعداء لضعف غريزته و غلبة الجبن على طبيعته ، و عدم نبله بعد إلى الابتهاجات التي تدفع عن النفس أمثال ذلك.
و مثله لو تكلف الصبر و الرضا و تشبه ظاهرا بالسعداء لكان في الباطن متألما مضطربا ، و هذا ليس سعادة لأن السعادة الواقعية إنما هو صيرورة الأخلاق الفاضلة ملكات راسخة بحيث لا تغيرها المغيرات ظاهرا و باطنا.
بلغنا اللّه و جميع الطالبين إلى هذا المقام الشريف .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|