أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
1749
التاريخ: 2024-02-24
659
التاريخ: 23-8-2016
1583
التاريخ: 23-8-2016
1556
|
اللسان شر الأعضاء و كثرة آفاته و ذمه ، فاعلم أنه لا نجاة من خطره إلا بالصمت ، و قد أشير أن الصمت ضد لجميع آفات اللسان ، و بالمواظبة عليه تزول كلها ، و هو من فضائل قوة الغضب أو الشهوة ، و فضيلته عظيمة و فوائده جسيمة ، فان فيه جمع الهم و دوام الوقار، و الفراغ للعبادة و الفكر و الذكر، و للسلامة من تبعات القول في الدنيا و من حسناته في الآخرة. و لذا مدحه الشرع و حث عليه ، قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : «من صمت نجا».
وقال : «الصمت حكم ، و قليل فاعله» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «من كف لسانه ستر اللّه عورته» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : ألا أخبركم بأيسر العبادة و أ هونها على البدن : الصمت و حسن الخلق» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «رحم اللّه عبدا تكلم خيرا فغنم ، أو سكت عن سوء فسلم» , و جاء إليه (صلى اللّه عليه و آله) أعرابي و قال : «دلني على عمل يدخلني الجنة , قال : اطعم الجائع واسق الضمان ، و أمر بالمعروف ، و انه عن المنكر، فان لم تطق ، فكف لسانك إلا من خير» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «اخزن لسانك إلا من خير فانك بذلك تغلب الشيطان» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) «اذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فادنوا منه ، فانه يلقن الحكمة», و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «الناس ثلاثة : غانم ، و سالم وشاحب ، فالغانم : الذي يذكر اللّه ، و السالم : الساكت ، و الشاحب : الذي يخوض في الباطل» و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «إن لسان المؤمن وراء قلبه ، فإذا أراد أن يتكلم بشيء تدبره بقلبه ، ثم أمضاه بلسانه , و ان لسان المنافق امام قلبه ، فإذا هم بشيء امضاه بلسانه و لم يتدبره بقلبه».
وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «أمسك لسانك ، فانها صدقة تصدق بها على نفسك» , ثم قال : «و لا يعرف عبد حقيقة الايمان حتى يخزن من لسانه» , و قال (صلى اللّه عليه و آله) لرجل أتاه : «ألا أدلك على امر يدخلك اللّه به الجنة؟ , قال : بلى يا رسول اللّه! قال : أنل مما أنالك اللّه! قال : فان كنت احوج ممن انيله؟ , قال : فانصر المظلوم.
قال : فان كنت أضعف ممن أنصره ، قال : فاصنع للأخرق - يعنى أشر عليه -.
قال : فان كنت اخرق ممن أصنع له , قال : فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة؟».
و قال (صلى اللّه عليه و آله) : «نجاة المؤمن حفظ لسانه» , و جاء رجل إليه (صلى اللّه عليه و آله) , فقال : «يا رسول اللّه أوصني! قال : احفظ لسانك , قال : يا رسول اللّه اوصني! قال احفظ لسانك , قال : يا رسول اللّه اوصني! قال : احفظ لسانك , ويحك و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟».
وقيل لعيسى بن مريم (عليه السلام) : «دلنا على عمل ندخل به الجنة , قال : لا تنطقوا أبدا. قالوا : لا نستطيع ذلك , قال : فلا تنطقوا إلا بخير» , و قال (عليه السّلام) أيضا : «العبادة عشرة اجزاء ، تسعة منها في الصمت ، و جزء في الفرار عن الناس» , و قال : «لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللّه ، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم و لكن لا يعلمون» , و قال لقمان لابنه : «يا بني ، إن كنت زعمت أن الكلام من فضة ، فان السكوت من ذهب».
وقال أبو جعفر الباقر (عليه السلام) : «كان أبو ذر يقول : يا مبتغي العلم ، إن هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك و ورقك».
وقال (عليه السلام) : «إنما شيعتنا الخرس» , و قال الصادق (عليه السلام) لمولى له يقال له (سالم)- بعد أن وضع يده على شفتيه : «يا سالم ، احفظ لسانك تسلم ، و لا تحمل الناس على رقابنا» , و قال (عليه السلام) : «في حكمة آل داود : على العاقل أن يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه» , وقال (عليه السلام) : «لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا» , و قال (عليه السلام) : «النوم راحة للجسد ، و النطق راحة للروح ، و السكوت راحة للعقل» , و قال (عليه السّلام) «الصمت كنز وافر، و زين الحليم ، و ستر الجاهل» , و قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام) : «احفظ لسانك تعز، و لا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك» , و قال (عليه السلام) : «من علامات الفقه : الحلم ، و العلم ، و الصمت ، ان الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة انه دليل على كل خير» , و قال (عليه السّلام) : «كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك بعشر سنين» , و في (مصباح الشريعة) عن مولانا الصادق (عليه السلام) قال : «الصمت شعار المحققين بحقائق ما سبق و جف القلم به ، و هو مفتاح كل راحة من الدنيا و الآخرة ، و فيه رضا الرب ، و تخفيف الحساب و الصون من الخطايا و الزلل و قد جعله اللّه سترا على الجاهل و زينا للعالم ، و معه عزل الهوى ، و رياضة النفس ، و حلاوة العبادة ، و زوال قسوة القلب ، و العفاف و المروة و الظرف , فاغلق باب لسانك عما لك منه بد ، لا سيما إذا لم تجد أهلا للكلام و المساعد في المذاكرة للّه و في اللّه ، و كان ربيع بن خيثم يضع قرطاسا بين يديه ، فيكتب كل ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه عشية ، ماله و ما عليه ، و يقول : آه آه! نجا الصامتون و بقينا , و كان بعض أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) يضع الحصاة في فمه ، فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه للّه و في اللّه و لوجه اللّه أخرجها , و ان كثيرا من الصحابة - رضوان اللّه عليهم- كانوا يتنفسون تنفس الغرقى ، و يتكلمون شبه المرضى و انما سبب هلاك الخلق و نجاتهم الكلام و الصمت , فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام و هوائه ، وعلم الصمت و فوائده! فان ذلك من أخلاق الأنبياء و شعار الاصفياء , و من علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت و من أشرف على ما في لطائف الصمت و اؤتمن على خزائنه كان كلامه و صمته كله عبادة و لا يطلع على عبادته هذه إلا الملك الجبار» .
وقد ظهر من هذه الاخبار : أن الصمت مع سهولته أنفع للإنسان من كل عمل ، و كيف لا يكون كذلك ، و خطر اللسان الذي هو أعظم الاخطار و آفاته التي هي أشد المهلكات لا ينسد إلا به؟ و الكلام و ان كان في بعضه فوائد و عوائد ، إلا أن الامتياز بين الممدوح و المذموم منه مشكل و مع الامتياز فالاقتصار على مجرد الممدوح عند إطلاق اللسان أشكل ، و حينئذ فالصمت عما لا جزم بتضمنه للخير و الثواب من الكلام أولى و انفع و قد نقل : «أن أربعة من أذكياء الملوك - ملك الهند، و ملك الصين ، و كسرى ، و قيصر- تلاقوا في وقت ، فاجتمعوا على ذم الكلام و مدح الصمت فقال أحدهم : أنا أندم على ما قلت و لا أندم على ما لم أقل و قال الآخر: إني إذا تكلمت بالكلمة ملكتني و لم أملكها ، و إذا لم أتكلم بها ملكتها و لم تملكني , و قال الثالث :عجبت للمتكلم ، ان رجعت عليه كلمته ضرته ، و ان لم ترجع لم تنفعه , و قال الرابع : أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|