المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

علي بن الحسين بن عبد ربّه
29-8-2016
جهاز الحيود من المساحيق Powder diffractometer
2023-09-27
طرق تحضير هاليدات الألكيل
2023-08-15
إبن ناقيا البغدادي
26-1-2016
الإنتاج الحيواني - التوزيع الجغرافي للدواجن في العالم
8-6-2021
تمييز الإقصاء الوظيفي من العزل
2023-10-07


حمران بن أعين  
  
3588   05:16 مساءاً   التاريخ: 11-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص247-250.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

الشيباني مولاهم يكنى أبا الحسن وقيل أبو حمزة تابعي من أصحاب الامام الباقر (عليه السلام) ومن أعيان العلماء واجلاء الرواة وكان من العارفين بالحق والصادعين بأمر الله .. كان حمران من كبار العلماء الذين حملوا رسالة الاسلام ووقفوا على دقائقها وواقعها أخذ علومه من أئمة أهل البيت (عليه السلام) الذين هم معدن العلم والحكمة وخزان الوحي تتلمذ عند الامام الباقر (عليه السلام) ومن بعده لازم الامام جعفر الصادق (عليه السلام) وأخذ الكثير من علومه وكان الامام الصادق (عليه السلام) يدلل على وفور علمه وفضله ويقول الرواة إن رجلا من أهل الشام وفد على الامام الصادق (عليه السلام) ليمتحنه فقال (عليه السلام) له : ما حاجتك؟

فقال الشامي : بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لأناظرك ؛ فتبسم الامام وقال له :

- بما ذا؟

- في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه .

والتفت الامام (عليه السلام) إلى حمران فقال له : دونك الرجل ؛ فثار الشامي وقال : إنما أريدك أنت لا حمران .

وقابله الامام ببسمات فياضة بالبشر قائلا :- إن غلبت حمران فقد غلبتني .

وأقبل الشامي على حمران فجعل يسأله عن مسائله وحمران يجيبه والتفت الامام إلى الشامي فقال له : كيف رأيته؟ .

- رأيته حاذقا ما سألته عن شيء إلا أجابني .

وكشفت هذه البادرة عن سعة علومه ومعارفه ويقول أبو غالب الرازي : كان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم وكان أحد حملة القرآن ومن بعده يذكر اسمه في القراء وروي أنه قرأ على أبي جعفر (عليه السلام) وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة .

لقد كان حمران في طليعة علماء عصره وقد ساهم مساهمة إيجابية في نشر الوعي الثقافي والعلمي في ذلك العصر.

وكانت لحمران منزلة كريمة عند أئمة الهدى (عليه السلام) وقد أثرت عنهم كثير من الأحاديث في الاشادة به وفيما يلي بعضها :

1 ـ روى بكير بن أعين قال : حججت أول حجة فصرت إلى منى فسألت عن فسطاط أبي عبد الله فدخلت عليه فرأيت في الفسطاط جماعة فأقبلت أنظر في وجوههم فلم أره فيهم وكان في ناحية الفسطاط يحتجم فقال : هلم إلي ثم قال : يا غلام أمن بني أعين أنت؟ قلت : نعم جعلني الله فداك قال : أيهم أنت؟ قلت : أنا بكير بن أعين فقال لي : ما فعل حمران؟ قلت : لم يحج العام على شوق شديد منه إليك وهو يقرأ عليك السلام فقال : عليك وعليه السلام حمران مؤمن من أهل الجنة لا يرتاب أبدا لا والله.

2 ـ روى زيد الشحام قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : ما وجدت أحدا أخذ بقولي وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله : عبد الله بن أبي يعفور وحمران بن أعين إما إنهما مؤمنان خالصان من شيعتنا أسماؤهما عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمدا (صلى الله عليه واله).

3 ـ روى أبو خالد الأخرس عن حمران قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : جعلت فداك إني حلفت أن لا أبرح المدينة حتى أعلم ما أنا؟ قال (عليه السلام) : تريد ما ذا يا حمران؟ قال : تخبرني ما أنا؟ قال (عليه السلام) : أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة .

وروى الكشي طائفة أخرى من الأخبار تدلل على سمو مكانته وعظيم منزلته عند أئمة أهل البيت (عليه السلام)

كان حمران يكن في أعماق نفسه أعظم الولاء والحب للأئمة الطاهرين ويقول الرواة : إنه كان إذا جلس مع أصحابه فلا يخوض حديثا لا يتناول فضائل أهل البيت فان خلطوا ذلك بغيره ردهم إليه فان أبوا تركهم وانصرف عنهم وكان حقا هذا منتهى الولاء والحب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.