المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

معنى كلمة دوم
8-06-2015
الترصيع
26-03-2015
الحوامض الامينية الكاذبة Pseudo Amino Acids
18-10-2019
C^*
18-10-2018
بناء سامرا
22-9-2017
موقع الشيك الإلكتروني من وسائل الدفع الإلكترونية
31-12-2021


عرض ولاية العهد على الامام وأرغامه عليها  
  
2845   05:57 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص294-295.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-8-2016 2954
التاريخ: 7-8-2016 2558
التاريخ: 8-8-2016 3223
التاريخ: 7-8-2016 3125

حاول المأمون بجميع الطرق و الوسائل اقناع الامام (عليه السّلام) على قبول الخلافة أو ولاية العهد من بعده فامتنع من اجابته امتناعا شديدا و قد استمرت‏ المحاولات على اقناعه اكثر من شهرين إلا انها لم تجد شيئا و أصر الامام على رفضه و امتناعه عن قبول أي منصب من مناصب الدولة.

و نفذت جميع الطرق الدبلوماسية التي سلكها المأمون لأقناع الامام (عليه السّلام) على قبول ولاية العهد فرأى أن يسلك طريقا آخر و هو التهديد و التوعيد للامام فقد بعث إلى الامام فلما مثل عنده جرى حوار بينهما فقال (عليه السّلام) له: و اللّه ما كذبت منذ خلقني ربي عزّ و جلّ و ما زهدت في الدنيا للدنيا و إني لأعلم ما تريد؟ .

و سارع المأمون قائلا: ما أريد؟ .

و طلب الامام منه الامان إن صارحه بالحقيقة قائلا: الامام على الصدق؟.

- لك الأمان .

و بين الامام دوافع المأمون في اصراره على تقليده بولاية العهد قائلا: تريد بذلك أن يقول الناس: ان علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه أ لا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في الخلافة؟ .

و غضب المأمون و ورم أنفه فصاح بالامام قائلا: إنك تتلقاني أبدا بما اكرهه و قد أمنت سطوتي فباللّه أقسم لئن قبلت ولاية العهد و إلّا أجبرتك على ذلك فان فعلت و إلّا ضربت عنقك .

و انبرى الامام (عليه السّلام) يتضرع إلى اللّه تعالى و يدعو قائلا: اللهم انك قد نهيتني من الالقاء بيدي إلى التهلكة و قد اكرهت و اضطررت كما أشرفت من قبل عبد اللّه المأمون على القتل ان لم اقبل ولاية عهده و قد اكرهت و اضطررت كما اضطر يوسف و دانيال (عليهما السّلام) إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه , اللهم لا عهد إلّا عهدك و لا ولاية لي إلّا من قبلك فوفقني لإقامة دينك و احياء سنة نبيك محمد (صلّى اللّه عليه و آله) فإنك أنت المولى و أنت النصير و نعم المولى أنت و نعم النصير  .

و قبل الامام ولاية العهد و هو باك حزين‏  قد طافت به الآلام و الهموم.

و شرط الامام (عليه السّلام) على المأمون شروطا تكشف عن عدم رضاه بولاية العهد و اجباره على قبول هذا المنصب و هي:

أ- لا يولي أحدا.

ب- لا يعزل أحدا.

ج- لا ينقض رسما.

د- يكون مشيرا من بعيد في شؤون الدولة .

و أجاز المأمون هذه الشروط التي تتصادم مع أهدافه و تفضح نواياه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.