المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

دور العلاقات العامة في علاج الازمة
1-9-2022
معروف الكرخي
28-7-2016
القول اللين
22-04-2015
استعمالات التبغ
23-3-2017
stress-timed (adj.)
2023-11-22
Temperature
10-8-2016


قرارات المأمون بشأن الامام الرضا  
  
2985   05:56 مساءاً   التاريخ: 10-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص358-360.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2016 2910
التاريخ: 19-05-2015 3683
التاريخ: 19-05-2015 3005
التاريخ: 19-05-2015 3159

خشي المأمون من الامام و فزع من التفاف الجماهير حوله و خاف على ملكه من الزوال فقد استبان للناس فضل الامام (عليه السّلام) و روحانيته و انه هو القادر على أن يبسط العدل السياسي و العدل الاجتماعي في ربوعهم و ان بني العباس لا لايقة لهم لزعامة الأمة و التحكم في سلطان المسلمين.

و أخذ المأمون يطيل التفكير و يقلب الرأي على وجوهه مع مستشاريه للتخلص من الامام فاتخذ من القرارات ما يلي:

أولا: عقد المؤتمرات العلمية التي تضم كبار علماء الدنيا لامتحان الامام لعله يعجز عن الاجابة فيتخذ من ذلك وسيلة للطعن في شخصية الامام و ابطال مذهب التشيع الذي ينص على ان الامام لا بد أن يكون اعلم أهل عصره كما انه إذا عجز الامام فانه يكون في فسحة من عزله عن ولاية العهد.

و قد فشلت هذه الخطة فشلا ذريعا فقد حلق الامام و ارتفع صيته و اقرت جميع الوفود العلمية التي سألته بأنه يملك طاقات هائلة من العلوم لا تحد و انه فوق العلماء في مواهبه و عبقرياته الأمر الذي اوجب أن يقر بإمامته طائفة من كبار العلماء الذين امتحنوه.

ثانيا: فرض الرقابة عليه و احاطته بقوى مكثفة من الأمن تحصي عليه انفاسه و قد اسندت مديرية الرقابة التي تشرف عليه إلى هشام بن ابراهيم الراشدي الهمداني و كان ابراهيم فيما يقول الرواة عالما اديبا و كانت أمور الامام الرضا (عليه السّلام) قبل ان يحمل الى (خراسان) تجري من عنده و على يده كما ان الأموال التي كانت ترسل إلى الامام كانت تبعث على يده و لما حمل الامام الى (خراسان) اتصل ابراهيم بذي الرئاستين فاغراه بالمنصب و الأموال فتغلب هواه على دينه فانحرف عن الحق فصار عينا على الامام فجعل ينقل جميع أخباره و شؤونه إلى الفضل و الى المأمون و قد اسند إليه المأمون حجابة الرضا فكان لا يصل إليه إلّا من أحب و ضيق على الامام غاية التضييق و كان لا يتكلم بشي‏ء قل أو كثر إلّا أورده على المأمون و على وزيره الفضل‏  و بذلك فقد سيطر المأمون على جميع شئون الامام و عرف جميع من يتصل به.

ثالثا: طرد الشيعة من الحضور في مجالس الامام و الاستماع إلى حديثه و قد عهد المأمون للقيام بذلك إلى حاجبه محمد بن عمرو الطوسي فطرد الشيعة و زبرهم من الالتقاء بالامام (عليه السّلام) و قد قابل المأمون الامام بشراسة فغضب (عليه السّلام) و قام فصلى ركعتين و قال في قنوته: اللهم يا ذا القدرة الجامعة و الرحمة الواسعة و المنن المتتابعة و الآلاء المتوالية و الأيادي الجميلة و المواهب الجزيلة يا من لا يوصف بتمثيل و لا يمثل بنظير يا من خلق فرزق و الهم فانطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدر فأحسن و صور فأتقن و اجنح فابلغ و انعم فاسبغ و اعطى فاجزل يا من سما في العز ففات خواطف الابصار و دنا في اللطف فجاز هواجس الافكار.

يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه و توحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و حسرت دون ادراك عظمته خطايف أبصار الأنام يا عالم خطرات قلوب العارفين و شاهد لحظات أبصار الناظرين يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرقاب لجلالته و وجلت القلوب من خيفته و ارتعدت الفرائض من فرقه يا بدي‏ء يا بديع يا قوي يا منيع يا علي يا رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه و انتقم لي ممن ظلمني و استخف بي و طرد الشيعة عن بابي و أذقه مرارة الذل و الهوان كما أذاقنيها و اجعله طريد الأرجاس و شريد الانجاس  .

و استجاب اللّه دعاء الامام (عليه السّلام) فقد ثارت الغوغاء على المأمون حتى كادت أن تقضي عليه و لاقى من الرعب و الهوان ما لا يوصف.

و قام المأمون مرة أخرى بطرد الشيعة و حاول النكاية بالامام فلما علم (عليه السّلام) بذلك قام فاغتسل و صلى ركعتين و دعا في قنوته بهذا الدعاء: اللهم أنت اللّه الحي القيوم الخالق الرازق المحيي المميت البدي‏ء البديع لك الكرم و لك الحمد و لك المنّ و لك الأمر وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد صل على محمد و آل محمد .

ثم دعا اللّه بصرف ما أهمه فكشف عنه كيد المأمون و بغيه‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.