أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2404
التاريخ: 2024-10-02
359
التاريخ: 2024-10-23
150
التاريخ: 2023-03-27
1363
|
قال تعالى : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد : 24]
تؤكّد آيات القرآن المختلفة على حقيقة أنّ هذا الكتاب السماوي العظيم ليس للتلاوة وحسب ، بل إنّ الهدف النهائي منه هو الذكر ، والتدبّر في عواقب الأُمور ، والإنذار ، وإخراج البشر من الظلمات ، والشفاء والرحمة والهداية.
فنقرأ في الآية (50) من سورة الأنبياء : {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ}.
وفي الآية (29) من سورة ص : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ}.
وجاء في الآية (19) من سورة الأنعام : {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ }.
وتقول الآية الأولى من سورة إبراهيم : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}.
وأخيراً ، جاء في الآية (82) من سورة الإسراء : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }.
ولهذا ، فإنّ القرآن الكريم يجب أن يأخذ مكانه من حياة المسلمين ، ويكون في صميمها لا على هامشها ، وعليهم أن يجعلوه قدوتهم وأسوتهم ، وأن ينفذوا كلّ أوامره ، وأن يجعلوا خطوط حياتهم وطبيعتها منسجمة معه.
لكنّ ، جماعة من المسلمين ـ مع الأسف الشديد ـ لا يتعاملون مع القرآن إلاّ على أنّه مجموعة أوراد وأذكار ، فهم يتلونه جميعاً تلاوةً مجرّدة ، ويهتمون أشدّ الإهتمام بالتجويد ومخارج الحروف وحسن الصوت ، وأكثر شقاء المسلمين وتعاستهم يكمن في أنّهم أخرجوا القرآن عن كونه دستوراً جامعاً لحياة البشر ، واكتفوا بترديد ألفاظه ، وقنعوا بذلك.
والجدير بالإنتباه أنّ الآيات مورد البحث تقول بصراحة : إنّ هؤلاء المنافقين المرضى القلوب لم يتدبّروا في القرآن ، فلاقوا هذا المصير الأسود.
«التدبّر» من مادة دَبْر ، وهو تحقيق وبحث نتائج الشيء وعواقبه ، بعكس «التفكر» الذي يقال غالباً عن علل الشيء وأسبابه ، واستعمل كلا التعبيرين في القرآن.
لكن ، ينبغي أن لا ننسى أنّ الإستفادة من القرآن تحتاج إلى نوع من تهذيب النفس وجهادها ، وإن كان القرآن بنفسه معيناً في تهذيبها ، لأنّ القلوب إذا كانت مقفلة بأقفال الهوى والشهوة ، والكبر والغرور ، واللجاجة والتعصّب ، فسوف لا يلجها نور الحق ، وقد أشارت الآيات ـ مورد البحث ـ إلى هذا المعنى.
وما أروع كلام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في خطبته حول صفات المتّقين ، إذ يقول : «أمّا الليل فصافون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلاً ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم ، فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً ، وظنّوا أنّها نصب أعينهم ، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في أصول آذانهم» (1).
حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير جملة : (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) : «إنّ لك قلباً ومسامع ، وإنّ الله إذا أراد أن يهدي عبداً فتح مسامع قلبه ، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبداً ، وهو قول الله عزَّ وجلّ : (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)» (2).
_______________________
1- نهج البلاغة ، الخطبة 193 ، المعروفة بخطبة همام.
2- تفسير نور الثقلين ، ج 5 ، ص41.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|