المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحت في اللغة العربية - اشتقاق الكبار
19-7-2016
النفاق الأسري
12-10-2018
Carboxyl Proteinase
16-12-2015
موعد ازهار الحمضيات
28-3-2022
اليقين العبادي وآثاره
2023-05-13
ما ينبغي أن يقصد بالضيافة
19-7-2016


تظاهر المأمون بالتشيع  
  
3073   06:05 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص245-250.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /

ذهب بعض المؤرخين والباحثين إلى أن المأمون قد اعتنق مذهب التشيع وقد استندوا إلى ... إنه اعلن امام حاشيته واصحابه انه قد اعتنق مذهب التشيع وذلك في الحديث التالي روى سفيان بن نزار قال: كنت يوما على رأس المأمون فقال لأصحابه: أ تدرون من علمني التشيع؟.

فقالوا جميعا: لا واللّه ما نعلم؟.

فقال: علمنيه الرشيد فانبروا قائلين: كيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل البيت؟.

قال: كان يقتلهم على الملك لأن الملك عقيم لقد حججت معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجاجه وقال لهم: لا يدخلن علي رجل من أهل المدينة ومكة ولا من المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلّا نسب نفسه وأمتثل الحجاب ذلك فكان الرجل اذا اراد الدخول عليه عرف نفسه إلى الحجاب فاذا دخل فيصله بحسب مكانته ونسبه وكانت صلته خمسة آلاف دينار إلى مائتي دينار يقول المأمون وبينما أنا واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال: يا امير المؤمنين على الباب رجل يزعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

فاقبل الرشيد على ابنائه وعلى سائر القواد وقال لهم: احافظوا على أنفسكم ثم قال للفضل ائذن له ولا ينزل إلّا على بساطي يقول المأمون: ودخل شيخ مسخد قد انهكته العبادة كأنه شن بال‏ قد كلم‏ السجود وجهه وأنفه فلما رأى الرشيد انه اراد أن ينزل من دابته فصاح لا واللّه إلّا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظر إليه الجميع باجلال واكبار وتعظيم ووصل الامام إلى البساط والحجاب والقواد محدقون به فنزل عن راحلته فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه وعينيه وأخذ بيده حتى صيره في صدر المجالس واجلسه معه وأقبل عليه يحدثه ويسأله عن أحواله ثم قال له: يا أبا الحسن ما عليك من العيال؟.

قال هارون: أولاد كلهم؟ قال الامام: لا اكثرهم موالي وحشم اما الولد فلي نيف وثلاثون وذكر عدد الذكور وعدد الأناث والتفت إليه هارون فقال له: لم لا تزوج النسوان من بني عمومتهن واكفائهن؟

- اليد تقصر عن ذلك.

- ما حال الضيعة؟

- تعطي في وقت وتمنع في آخر!.

- هل عليك دين؟

- نعم.

- كم هو؟

- عشرة آلاف دينار.

- يا ابن العم أنا اعطيك من المال ما تزوج به الذكران والنسوان وتقضي به الدين وتعمر به الضياع.

فشكره الامام على ذلك وقال له: وصلتك رحم يا ابن العم وشكر اللّه هذه النية الجميلة والرحم ماسة والقرابة واشجة والنسب واحد والعباس عم النبي (صلّى اللّه عليه وآله) وصنو أبيه وعم علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وصنو أبيه وما أبعدك اللّه من أن تفعل ذلك وقد بسط يدك واكرم عنصرك وأعلى محتدك‏ .

فقال هارون: افعل ذلك وكرامة.

و أخذ الامام (عليه السّلام) يوصيه بالبر والاحسان إلى عموم الفقراء قائلا: يا أمير المؤمنين ان اللّه قد فرض على ولاة العهد ان ينعشوا فقراء الأمة ويقضوا عن الغارمين ويؤدوا عن المثقل ويكسوا العاري ويحسنوا إلى العاني‏ فأنت أولى من يفعل ذلك .

فانبرى هارون قائلا: افعل ذلك يا أبا الحسن ثم قام الامام (عليه السّلام) فقام الرشيد تكريما له وقبل عينيه ووجهه ثم اقبل على اولاده فقال لهم: يا عبد اللّه ويا محمد ويا ابراهيم امشوا بين يدي عمكم وسيدكم خذوا بركابه وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله.

و أنصرف الامام (عليه السّلام) وفي نفس الطريق أسر إلى المأمون فبشره‏ بالخلافة وقال له: إذا ملكت هذا الأمر فاحسن إلى ولدي.

و مضى الامام مشيعا من قبل ابناء هارون إلى منزله ورجع المأمون إلى منزله فلما خلا المجالس من الناس التفت إلى ابيه قائلا: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي قد اعظمته واجللته وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته وأقعدته في صدر المجالس وجلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟.

فقال هارون: هذا امام الناس وحجة اللّه على خلقه وخليفته على عباده .

و بهر المأمون فقال لأبيه: يا امير المؤمنين أ ليست هذه الصفات لك وفيك؟.

فأجابه هارون بالواقع قائلا: أنا امام الجماعة في الظاهر والغلبة والقهر وموسى بن جعفر امام حق واللّه يا بني انه لأحق بمقام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) مني ومن الخلق جميعا و واللّه إن نازعتني هذا الامر لأخذت الذي فيه عيناك فإن الملك عقيم.

و لما اراد الرشيد الانصراف من المدينة إلى بغداد أمر بصرة فيها مائتا دينار وقال للفضل بن الربيع اذهب بها إلى موسى بن جعفر وقل له: يقول لك امير المؤمنين: نحن في ضيقة وسيأتيك برنا بعد الوقت فقام المأمون وقال لأبيه: تعطي ابناء المهاجرين والأنصار وسائر قريش ومن لا تعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها وتعطي موسى بن جعفر وقد عظمته وجللته مائتي دينار أخس عطية اعطيتها أحدا من الناس؟؟.

فزجره هارون وقال له: اسكت لا أم لك فاني لو اعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه ان يضرب وجهي غدا بمائة الف سيف من شيعته ومواليه وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم واعينهم.

و اعرب هارون عن خشيته من الامام (عليه السّلام) وقضت سياسته في‏ محاربته اقتصاديا لئلا يقوى على مناهضته وكان في المجالس مخارق المغني فتألم وانبرى الى هارون قائلا: يا امير المؤمنين قد دخلت المدينة واكثر أهلها يطلبون مني شيئا وان خرجت ولم اقسم فيهم شيئا لم يتبين لهم فضل امير المؤمنين علي ومنزلتي عنده.

فامر له هارون بعشرة آلاف دينار فقال له مخارق: يا امير المؤمنين هذا لأهل المدينة وعلي دين احتاج أن أقضيه.

فأمر له بعشرة آلاف دينار ثم قال له: بناتي اريد أن ازوجهن فأمر له بعشرة آلاف دينار وقال له: لا بد من غلة تعطينيها ترد علي وعلى عيالي وبناتي فأمر له بأقطاع‏ تبلغ وارداتها في السنة عشرة آلاف دينار وأمر أن يعجل ذلك له وقام مخارق مسرعا إلى بيت الامام الكاظم (عليه السّلام) فلما انتهى إليه استأذن على الامام فأذن له فقال له: قد وقفت على ما عاملك هذا الطاغية وما أمر لك به وقد احتلت عليه لك واخذت منه صلات ثلاثين الف دينار واقطاعا تغل في السنة عشرة آلاف دينار ولا واللّه يا سيدي ما احتاج إلى شي‏ء من ذلك ما أخذته إلّا لك وأنا اشهد لك بهذه القطاع وقد حملت المال لك.

فشكره الامام (عليه السّلام) على ذلك وقال له: بارك اللّه لك في مالك وأحسن جزاءك ما كنت لآخذ منه درهما واحدا ولا من هذه الاقطاع شيئا وقد قبلت صلتك وبرك فانصرف راشدا ولا تراجعني في ذلك.

و قبل مخارق يد الامام (عليه السّلام) وانصرف عنه‏ .

و حكت هذه الرواية ما يلي:

1- احتفاء الرشيد بالامام الكاظم (عليه السّلام) في حين أنه لم يحفل بأي انسان كان فقد سيطر على اغلب انحاء الأرض وسرى اسمه في الشرق والغرب.

2- اعتراف هارون بان الامام الكاظم (عليه السّلام) هو حجة اللّه على‏ العالمين وانه امام هذه الأمة وقائد مسيرتها الزمنية والروحية وان هارون زعيم هذه الأمة بالقهر والغلبة لا بالاستحقاق.

3- حرمان الامام الكاظم من العطاء الذي يستحقه وذلك من أجل أن لا يقوى على مناهضة هارون والخروج على سلطانه.

4- اعطاء المغني (مخارق) الأموال الطائلة وحرمان ابناء النبي (صلّى اللّه عليه وآله) من حقوقهم التي نهبها هؤلاء البغاة هذه بعض المعالم في هذه الرواية.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.