أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2016
4469
التاريخ: 2024-09-08
215
التاريخ: 2023-06-30
1421
التاريخ: 2024-11-19
102
|
قال تعالى : {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } [سبأ : 39 ، 40] .
أوّلا : فمن جهة أنّ كلمة «شيء» بمعناها الواسع تشمل كلّ أنواع الإنفاق ، المادّي والمعنوي القليل والكثير ، لأيّ من المحتاجين كان الإنفاق ، صغيراً أو كبيراً ، المهمّ أن يعطي الإنسان شيئاً ممّا يملك في سبيل الله بأي كيفية كان وبأي كميّة كانت.
ثانياً : لقد أخرجت الآية (الإنفاق) بمفهومه من «الفناء» ، ولوّنته بلون «البقاء» لأنّ الله ضَمِنَ إخلاف ما يُنفق في سبيله بمواهبه المادية والمعنوية ، بمرّات مضاعفة ، مئات الآلاف ، أقلّها عشرة أضعاف ، وبذا فإنّ المنفق ـ وبهذه الروحية وهذا الإعتقاد ـ سيلج ميدان الإنفاق بيد وقلب أكثر إنفتاحاً ، ولن يخطر على باله إحساس بالقلّة ، ولن يفكّر بالفقر ، بل إنّه سيشكر الله على حسن توفيقه له على هذه التجارة الوفيرة الربح.
وقد عبّر القرآن في الآيات (10) و (11) من سورة الصفّ عن هذا المعنى فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف : 10 ، 11].
ونقرأ في الحديث عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) :
ينادي مناد كلّ ليلة : لدوا للموت.
وينادي مناد : ابنوا للخراب.
وينادي مناد : اللهمّ هب للمنفق خلفاً.
وينادي مناد : اللّهمّ هب للممسك تلفاً.
وينادي مناد : ليت الناس لم يخلقوا.
وينادي مناد : ليتهم إذ خلقوا فكّروا فيما له خلقوا!!» (1).
والمقصود من هؤلاء المنادين هم الملائكة الذين يدبّرون اُمور هذا العالم بأمر الله.
وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله) : «من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة» (2).
وقد نقل نفس المعنى عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
والجدير بالتذكير هو أنّ الإنفاق يجب أن يكون من المال الحلال والكسب المشروع ، وإلاّ فلا قبول لغيره عند الله ولا بركة فيه.
لذا فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) حينما سأله أحدهم قال : قلت : آيتان في كتاب الله عزّوجلّ أطلبهما فلا أجدهما.
قال (عليه السلام) «وما هما؟».
قلت : قول الله عزّوجلّ : {ادعوني أستجب لكم} ، فندعوه ولا نرى إجابة.
قال (عليه السلام) : أفترى الله عزّوجلّ أخلف وعده؟».
قلت : لا.
قال : فممّ ذلك؟
قلت : لا أدري.
قال (عليه السلام) : «لكنّي أخبرك ، من أطاع الله عزّوجلّ فيما أمره من دعائه من جهة الدعاء أجابه».
قلت : وما جهة الدعاء.
قال : «تبدأ فتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثمّ تشكره ثمّ تصلّي على النّبي (صلى الله عليه وآله) ، ثمّ تذكر ذنوبك فتقرّ بها ، ثمّ تستعيذ منها فهذا جهة الدعاء».
ثمّ قال (عليه السلام) : «وما الآية الاُخرى؟».
قلت : قول الله عزّوجلّ : {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} وإنّي أنفق ولا أرى خلفاً؟
قال : «أفترى الله عزّوجلّ أخلف وعده؟
قلت : لا.
قال : «فممّ ذلك؟».
قلت : لا أدري؟
قال : لو أنّ أحدكم إكتسب المال من حلّه وأنفقه في حلّه لم ينفق درهماً إلاّ أخلف عليه» (3).
________________________
1 ـ مجمع البيان : ذيل الآيات مورد البحث.
2 ـ نور الثقلين ، ج 4 ، ص340 ، ح77.
3ـ تفسير البرهان ، ج 3 ، ص353.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|