المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



حزن الضبي على الامام الرضا  
  
3279   09:15 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص383-385.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة /

من جيد ما رثي به الامام هذه القصيدة للشاعر الضبي قال الشيخ الصدوق وجدتها في كتاب لمحمد بن حبيب الضبي و اكبر الظن انها له كما اعلن ذلك في آخر القصيدة:

قبر بطوس به أقام امام‏                     حتم إليه زيارة و لمام‏

قبر أقام به السلام و ان غدا               تهدى إليه تحية و سلام‏

قبر سنا انواره تجلو العمى‏                و بتربه قد تدفع الأسقام‏

قبر يمثل للعيون محمد                       و وصيه و المؤمنون قيام‏

خشع العيون لذا و ذاك مهابة             في كنهها تتحير الافهام‏

قبر إذا حل الوفود بربعه‏                           رحلوا و حطت عنهم الآثام‏

و تزودوا أمن العقاب و أومنوا           من أن يحل عليهم الاعدام‏

اللّه عنه به لهم متقبل‏                      و بذاك عنهم جفت الأقلام‏

إن يغن عن سقي الغمام فانه‏               لولاه لم تسق البلاد غمام‏

قبر علي بن موسى حله‏                    بثراه يزهو الحل و الاحرام‏

فرض إليه السعي كالبيت الذي‏             من دونه حق له الاعظام‏

من زاره في اللّه عارف حقه‏               فالمس منه على الجحيم حرام‏

و مقامه لا شك يحمد في غد              و له بجنات الخلود مقام‏

و له بذاك اللّه أوفى ضامن‏                 قسما إليه تنتهي الأقسام‏

صلى الاله على النبي محمد                   و على عليّ نصرة و سلام‏

و كذا على الزهراء صلى سرمدا                   رب بواجب حقها علام‏

و عليه صلى ثم بالحسن ابتدأ             و على الحسين لوجهه الاكرام‏

و على علي ذي التقى و محمد               صلى و كل سيد و همام‏

و على المهذب و المطهر جعفر           ازكى الصلاة و ان أبي الأقزام‏

الصادق المأثور عنه علم ما               فيكم به تتمسك الأقوام‏

و كذا على موسى أبيك و بعده‏            صلى عليك و للصلاة دوام‏

و على محمد الزكي فضوعفت‏               و على علي ما استمر كلام‏

و على الرضا ابن الرضا الحسن الذي‏              عم البلاد لفقده الاظلام‏

و على خليفته الذي لكم به‏                 تم النظام فكان فيه تمام‏

فهو المؤمل أن يعود به الهدى‏            غضّا و أن تستوثق الاحكام‏

لو لا الأئمة واحد عن واحد                درس به و استسلم الاسلام‏

كل يقوم مقام صاحبه الى‏                  أن تنتهي بالقائم الأيام‏

يا بن النبي و حجة اللّه التي‏                هي للصلاة و للصيام قيام‏

ما من إمام غاب عنكم لم يقم‏               خلف له تشفى به الأرغام‏

إن الأئمة تستوي في فضلها               و العلم كهل منكم و غلام‏

أنتم إلى اللّه الوسيلة و الأولى‏             علموا الهدى فهم له اعلام‏

أنتم ولاة الدين و الدنيا و من‏              للّه فيه حرمة و ذمام‏

ما الناس إلّا من أقر بفضلكم‏               و الجاحدون بهائم و سوام‏

بل هم أضل عن السبيل بكفرهم‏           و المقتدي منهم بهم ازلام‏

يدعون في دنياكم و كانهم‏                 في جحدهم انعامكم انعام‏

يا نعمة اللّه التي يحبو بها                          من يصطفى من خلقه المنعام‏

ان غاب منك الجسم عنا انه‏                للروح منك اقامة و نظام‏

ارواحكم موجودة اعيانها                           إن عن عيون غيبت اجسام‏

الفرق بينك و النبي نبوة                            إذ بعد ذلك تستوي الاقدام‏

قبران في طوس الهدى في واحد                   و الغي في لحد يراه ضرام‏

قبران مقترنان هذا ترعة                   جنوية فيها يزار امام‏

و كذاك ذلك من جهنم حفرة               فيها يجدد للغوي هيام‏

قرب الغوي من الزكي مضاعف‏           لعذابه و لأنفه الإرغام‏

ان يدن منه فانه لمباعد           و عليه من خلع العذاب ركام‏

و كذاك ليس يضرك الرجس الذي‏                  يدنيه منك جنادل و رخام‏

لا بل يريك عليك أعظم حسرة             إذ أنت تكرم و اللعين يسام‏

سوء العذاب مضاعف تجري به‏           الساعات و الأيام و الأعوام‏

يا ليت شعري هل بقائمكم غدا             يغدو و يكفي للقراع حسام‏

تطفى يداي به غليلا فيكم‏                   بين الحشا لم ترو منه اوام‏

و لقد يهيجني قبوركم إذا                  هاجت سواي معالم و خيام‏

من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى‏                   فبمدحكم لي صبوة و غرام‏

و إلى أبي الحسن الرضا اهديتها                   مرضية تلتذها الافهام‏

خذها عن الضبي عبدكم الذي‏              هانت عليه فيكم الالوام‏

إن اقض حق اللّه فيك فان لي‏              حق القرى للضيف إذ يعتام‏

فاجعله منك قبول قصدي انه‏              غنم عليه حداني استغنام‏

من كان بالتعليم ادرك حبكم‏                فمحبتي اياكم الهام‏

لم اقرأ شعرا ألذ و لا أطيب من هذا الشعر فقد حفل بروح الولاء و المودة الخالصة لأهل البيت دعاة اللّه و الادلاء على مرضاته مضافا إلى ما فيه من جزالة الالفاظ و جمال الأسلوب فليس في هذه القصيدة كلمة غريبة يمجها السمع و ينفر منها الطبع و انما كانت جميع كلماتها متناسقة عذبة خفيفة على الطبع كما حفلت بحشد من القيم العليا التي تؤمن بها الشيعة في محبتهم لأهل البيت.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.