المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



فضل العقل  
  
3113   10:25 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص68-69.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

أثرت عن الامام الرضا (عليه السّلام) جمهرة من غرر الحكم و الآداب و الوصايا و النصائح و غيرها مما ينفع الناس و قد دللت على أنه كان المربي الأكبر للعالم الاسلامي في عصره و انه قد جاهد على تهذيب المسلمين و تربيتهم بلباب الحكمة .

العقل هو أفضل نعمة أنعمها اللّه به على الانسان و ميزه به عن الحيوان السائم و قد تحدث الامام الرضا (عليه السّلام) عنه في بعض أحاديثه و هي:

أ- قال (عليه السّلام): صديق كل امرئ عقله و عدوه جهله .

ما اروع هذه الكلمة الحكيمة فان العقل هو الصديق الأكبر للانسان الذي يحميه و يصونه و ينقذه من محن الدنيا و خطوبها و عدو الانسان الأكبر هو الجهل الذي يلقي به في متاهات سحيقة من هذه الحياة.

ب- روى أبو هاشم الجعفري قال: كنا عند الرضا (عليه السّلام) فتذاكرنا العقل و الأدب فقال (عليه السّلام): يا أبا هاشم العقل حباء من اللّه و الأدب كلفة فمن تكلف الأدب قدر عليه و من تكلف العقل لم يزدد بذلك إلّا جهلا .

أما الأدب فهو أمر مكتسب يقدر على تحصيله الإنسان و أما العقل فانه هبة و منحة من اللّه تعالى لا يتمكن الانسان من كسبه.

ج- روى الحسن بن الجهم قال ذكر العقل عند أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) فقال: لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له ..

قلت له: جعلت فداك ان ممن يصف هذا الأمر قوما لا بأس بهم عندنا و ليست لهم تلك العقول فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب اللّه إن اللّه خلق العقل فقال له اقبل فأقبل و قال له: ادبر فأدبر فقال: و عزتي و جلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو أحب إلي منك بك آخذ و بك أعطي  .

انه ليس هناك شي‏ء خلقه اللّه أفضل من العقل و عليه يرتكز التكليف فالذي فقد عقله غير مكلف و غير مأثوم بما يقترفه من أنواع المحرمات فالعقل هو أحد الشروط في صحة التكليف و نفوذه على المكلف.

د- قال (عليه السّلام): أفضل العقل معرفة الانسان نفسه .

ان الانسان إذا عرف نفسه كيف صورت و كيف تنتهي فقد ظفر بالخير العميم فان ذلك يبعده عن النزعات الشريرة و يبعثه نحو النزعات الخيرة كما يدل ذلك على معرفة خالقه العظيم و في الحديث من عرف نفسه فقد عرف ربه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.