المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



علي بن جعفر  
  
3114   05:45 مساءاً   التاريخ: 28-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص144-146.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016 3630
التاريخ: 27-7-2016 2881
التاريخ: 28-7-2016 3157
التاريخ: 27-7-2016 2860

علي بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السّلام) أبو الحسن جليل القدر وثيق الايمان و هو أحد رواة النص على امامة الامام الكاظم (عليه السّلام) كما كان من ثقاته و نقل الرواة بوادر من ايمانه و تحرجه في الدين و هذه بعضها :

1- حدث علي بن جعفر فقال: قال لي رجل احسبه من الواقفية : ما أخوك أبو الحسن - يعني الامام موسى (عليه السّلام) - ؛ فأجابه : قد مات.

- ما يدريك بذلك؟.

فأجابه بمنطق الفصل: اقتسمت أمواله و أنكحت نساؤه و نطق الناطق من بعده - أي قام الامام من بعده -.

- من الناطق من بعده؟.

- أبو جعفر ابنه.

و انبرى الرجل قائلا: أنت في سنك و قدرك و أبوك جعفر بن محمد تقول : هذا القول في هذا الغلام؟!!.

و اجابه بواقع الايمان قائلا: ما أراك إلّا شيطانا ثم أخذ بكريمته فرفعها إلى السماء و قال: ما حيلتي ان كان اللّه رآه أهلا لهذا - اي للامامة - و لم تكن هذه الشيبة أهلا لها.

ان الامامة بيد اللّه تعالى فهو الذي يختار لها من أزكياء عباده و لا عبرة بتقدم السن و غيره.

2- روى ابو عبد اللّه الحسين بن الامام موسى (عليه السّلام) قال: كنت عند الامام أبي جعفر - يعني الامام الجواد (عليه السّلام) - بالمدينة و عنده علي بن جعفر و أعرابي من أهل المدينة جالس فقال لي الاعرابي: من هذا الفتى - و أشار إلى الامام الجواد -.

فقلت له: هذا وصي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

و بهر الاعرابي و قال: يا سبحان اللّه! رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قد مات منذ مائتي سنة كذا و كذا سنة و هذا حدث كيف يكون وصي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)؟.

و اوضح له الحسين الأمر قائلا: هذا وصي علي بن موسى و علي وصي موسى بن جعفر و موسى وصي جعفر بن محمد و جعفر وصي محمد بن علي و محمد وصي علي بن الحسين و علي وصي الحسين و الحسين وصي الحسن و الحسن وصي امير المؤمنين علي بن أبي طالب و علي بن أبي طالب وصي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

و عرف الاعرابي وصية الامام الجواد (عليه السّلام) للنبي (صلى الله عليه واله) و كان الامام‏

قد بعث إلى طبيب لفصده فقام علي بن جعفر فقال: يا سيدي يبدأ بي لتكون حدة الحديد في قلبك.

و انبرى الحسين فخاطب الأعرابي قائلا: هذا عم أبيه.

و لما فرغ الطبيب من عمليته أراد الامام ان يخرج فأسرع علي بن جعفر فسوى له نعليه حتى يلبسهما.

و دل ذلك على عميق ايمانه و معرفته بالامام و ما له من المنزلة العظيمة عند اللّه تعالى.

3- روى محمد بن الحسن بن عمار قال: كنت عند علي بن جعفر جالسا بالمدينة و كنت أقمت عنده سنتين اكتب عنه ما يسمع من أخيه- يعني أبا الحسن (عليه السّلام): اذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السّلام) المسجد اي مسجد النبي (صلى الله عليه واله)  فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء فقبل يده و عظمه فقال له الامام (عليه السّلام) : يا عم اجلس رحمك اللّه.

فرد عليه علي بأدب و خضوع قائلا: يا سيدي كيف اجلس و أنت قائم؟.

و لما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه على تعظيمه للامام (عليه السّلام) قائلين: أنت عم أبيه و أنت تفعل هذا الفعل؟.

و لم يفهموا حقيقة الامامية و ان اللّه تعالى قد منحها للامام الجواد فأجابهم علي قائلا: اسكتوا إذا كان اللّه عزّ و جلّ - و قبض على لحيته- لم يؤهل هذه الشيبة و أهّل هذا الفتى و وضعه حيث وضعه كيف أنكر فضله؟ نعوذ باللّه مما تقولون بل أنا له عبد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.