أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2017
3858
التاريخ: 25-7-2016
2465
التاريخ: 20-4-2022
2136
التاريخ: 24-4-2017
2406
|
إن النظم من وجهة نظرنا وسيلة للتوفيق بين الحياة وهدف ومقصد معين، والانضباط هو نوع من التقيد والالتزام الذاتي للحفاظ على النظم ورعايته، وبعبارة اخرى من يود ان يراعي النظم في بيته او محل عمله لا بد ان يكون بشكل طبيعي فرداً منضبطاً.
النظم وسيلة التربية وعامل في إلزام الافراد بالتعاون وإحاطتهم به، ولا بد لنا من انتخاب نظم معين لأنفسنا، كي لا نصاب بالحيرة وننجرف نحو الانحراف عند تسخير اشكال الحياة المادية والاستفادة منها؛ ولنسعى مثلاً لوضع كل شيء نحن بحاجة إليه في موضعه المناسب، فالنوم، والاكل، والزيارات، والذهاب، والمجيء، والحديث، والمشي والنزهة و.. والخ يجب ان تكون في اوقات معينة. ولتطبيق انفسنا مع شروط واوضاع كهذه نحن بحاجة الى الانضباط، وبناء على هذا فإن الانضباط هو نتيجة للتربية. النظم ليس بأمر ثابت او دائم، بل يمكنك ان تغيري من نظم الامور بما يتناسب مع السن والفهم والإدراك والظروف والمقتضيات، كأن تغيري اوقات نومك وراحتك واكلك او اوقات عملك، ومن الطبيعي ان تكوني فرداً منضبطاً على كل حال وملتزماً بالنظم الجديد.
وفيما يتعلق اولادك فعليهم مراعاة النظم والالتزام بالانضباط، ليحققوا اكبر قدر من الفائدة، ويستغلوا الفرص المتاحة لهم على النحو الامثل، ويصبحوا افراداً ملتزمين، ولديهم إحساس بالمسؤولية، ولتنظيم حياتهم، وليتمكنوا من النهوض والاعتماد على انفسهم في المجتمع.
ـ هدف الانضباط وفوائده:
بناءً على هذا الاساس فقد اتضحت الاهداف التي نبتغيها في ظل انضباط الاطفال والفوائد التي ننتظرها ونتوقعها، فهدفنا من الانضباط هو انطلاقة الطفل نحو الحصول على حياة سالمة ومفيدة فلنلزمه بقواعد ومقررات ما، وبعبارة اخرى فلنحيط به ونحاصره كي لا يرفع شعار اللامبالاة ويهوي الى الحضيض والهلاك. إذاً فهدفنا من انضباط الطفل هو تمكينه من الاستمتاع والاستفادة القصوى من المواهب والإمكانيات، وتخليصه من مخالب الحرمان والفوضى، فنضع له قواعد وقوانين تقيه من السقوط في الفخ، وتقربه من كل ما هو حسن وطاهر، وتجعله يسير في طريق الصواب وهو يتمتع بسيطرة تامة على اعصابه، وليحفظ في سياج القوانين، اننا لا نبتغي الانصياع التام في الانضباط، ولا نرغب بان يكون اذناً صاغية فقط، بل نود ان يدخل في مرحلة التجربة والتطبيق، ويسعى لإعداد نفسه بغية الإستقلال الذاتي. إن ما نهدف اليه هو ان يتمتع بسلوك يمكنه من الاعتماد على نفسه في المجتمع، وأن تهيأ له مقدمات الانس بالآخرين، وليتمكن من التأقلم والتكيف مع شروط الحياة والابتعاد عن التقصير والانحراف ليوفر لنفسه حياة سالمة ويتخذ من مسير الكمال طريقاً له.
حدود الانضباط:ـ
إن حدود الانضباط عند الاطفال واسعة، ولكنها تدريجية، ولا تعني سعتها بأن تخضع كل اشياء الطفل وحالاته وافعاله واقواله الى الانضباط والسيطرة التامة، بل يجب ان يكون ذلك بشكل تدريجي بمعنى ان لا نحمله القواعد والقوانين دفعة واحدة، ولا نزجه في بحر قوانين الحياة دفعة واحدة.
يكون الطفل حراً في بداية حياته فيبكي عندما يود، يحرك يديه وقدميه، يبكي ويعاند، إنه يرى كل شيء ملكاً له، يمكنه ان ينام ويستيقظ في اي لحظة يرغب فيها بذلك، يبول في اي مكان يحب، فلا وجود لمقررات يتقيد بها ولا لقانون يخضع له.
وعندما يشرع بالنطق والكلام يجري على لسانه كل ما يعرف، وعندما يتمكن من المشي والسير يذهب الى اي مكان يحب ويريد، وعندما يعترضه سد او مانع فإنه يغضب كيفما يريد، ويرفع المانع عن طريقه، وربما تطاول على امه واهانها وتجرأ عليها و.. والخ وانت تعلمين بأن هذه الامور ليست لصالحه من جهة، ومرفوضة من قبل المجتمع ايضاً. إذن لا بد من ضبطه وتقييد حريته، ولكن ليس بطريقة نغمره فيها في بحر القوانين دفعة واحدة فنسيره كما نشاء ونرغب تماماً، بل يجب ان نفعل ذلك تدريجياً، بحيث نقوم بضبط عنفه وخشونته ونمنعه من العمل القبيح، فإذا كان في السنوات السبع الاولى من عمره حراً لحد ما، فإنه يجب ان يكون في السنوات السبع التالية خاضعاً لإشرافنا بشكل تام، بحيث نقنن نموه وفهمه وتمييزه وتشخيصه، فلنجعل كل منها خاضعة لضوابط معينة، ويعد هذا العمل بحد ذاته خدمة كبيرة له.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|