المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

Ozone
3-7-2019
تعتمد نازعات هيدروجين اخرى على الريبوفلافين:
11-7-2021
العلاقة بين مفهومي التنمية المستدامة والتنمية البشرية المستدامة
15-11-2020
شروط محو العقوبات الانضباطية في القانون المقارن (فرنسا ومصر)
2024-07-15
15 Puzzle
4-5-2022
إذاعة سرية
26-6-2019


المدلول التربوي للنهضة  
  
4304   01:35 مساءً   التاريخ: 17-2-2017
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص146-149
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2017 1992
التاريخ: 29-4-2017 1975
التاريخ: 24-5-2017 33547
التاريخ: 24-5-2017 2181

أولاً: إحياء فكرة التربية الحرة: لم يكن الشغف بدراسة الآداب القديمة المظهر الخارجي للنهضة فحسب, بل كانت هذه الآداب الوسيلة الرئيسية لتطوير الحياة الجديدة بالاعتماد على تقليد القدماء. فكان أحسن مظهر لذلك هو بعث فكرة التربية الحرة كما صاغها اليونان وتبناها الرومان. وقد كتب بولس فرجيريوس (Paulus Vergerius) الاستاذ في جامعة بادوا بايطاليا كتاباً عام 1374م حدد فيه هدف التربية الحرة فقال: (إن العلوم الحرة التي تليق بالرجل الحر, هي العلوم التي تدربه على الفضيلة والحكمة), وأهم عناصرها العنصر الجسماني, وعنصر الاقتدار العملي في شؤون الحياة المختلفة, والعنصر البديعي الجمال الذي اهملته العصور الوسطى .

ثانياً: التربية الإنسانية الضيقة: أطلق على محتوى التربية الحرة الذي كان قوامه اللغات والآداب بدلاً من الحياة نفسها, واتجهت الجهود التربوية نحو السيطرة على هذه الآداب وامتلاكها, وأصبحت العناية بصورة هذه الآداب وصيغتها هي الرائد الأول بدلاً من العناية بمضمونها. ونتيجة لذلك تكون نموذج تربوي مباين للتربية الحرة التي نبت منها وأدنى قيمة . فضاق معنى التربية, واقتصر على العناية باللغات وتعلمها, والاهتمام بالتقدير الشكلي للآداب القديمة, والعناية بالفصاحة والبلاغة. وهكذا ضاق معنى التربية, وأصبحت صورية, وأصبح هدفها تعلم اللاتينية نحواً وأسلوباً عن طريق دراسة نصوصها مع توجيه عناية خاصة لنصوص شيشرون وأوفيد وتيرانس.

ومن أشهر المربين الإيطاليين في عصر النهضة (1) : (بترارك) في القرن السابع عشر الذي شجع مطالعة الآداب العالمية القديمة, ورفض التربية الجامدة. ثم (فيتورينو دافلتر 1378ـ 1446) الذي يعد من أشهر المربين في عصر النهضة, وتقديراً لفضله سمي لاحقاً بالمدرس العصري الأول. ثم الانكليزي روجر إسكام (1515– 1568م) وهو أول من كتب في التربية باللغة القومية, وقد جمع في حياته بين السياسة والعلم, وكان يعارض استعمال العقوبات البدنية, كما اشتهر بطريقته في الترجمة المزدوجة, أي أن يترجم الطالب البحث من اللاتينية إلى الإنكليزية ثم يطلب منه أن يترجم ما كتبه بالانكليزية ثانية إلى اللاتينية, وحضّ على تعلم الآداب القديمة كغيره من أصحاب النزعة الإنسانية .

ومن أشهر المربين الإنسانيين الألماني إراسموس (1467– 1536: Erasmus) , حيث علم الآداب القديمة في بعض جامعات أوروبا , وكان له ولع عظيم بجمع الكتب والمخطوطات رغم فقر حاله. وقد قال يوماً ما معناه:  إذا حصلت على مال فأول ما أفعله هو شراء الكتب اليونانية وبعدها أشتري بعض الملابس الضرورية. وأما أهم آرائه التربوية فهي اعتبار الأم المربية الطبيعية للطفل, وأن لا يطلب من الطفل قبل سن السابعة غير اللعب واكتساب الادب والأخلاق وبعد ذلك يجب أن يدرس اليونانية واللاتينية معاً مع التركيز على النحو, وعدم إهمال التربية الدينية, والاهتمام بالتربية الأسرية, دون تفريق بين البنات والأولاد, واستبعاد الطرق القاسية في التربية, واستبدلها بالتشويق والإغراء .

الإصلاح البروتستانتي (2): بينما اتجهت النهضة في إيطاليا اتجاهاً أدبياً وعنيت بالآداب

وركزت على الفرد, نجدها في ألمانيا تنحو منحاً دينياً, حيث عنيت بالآداب المسيحية واهتمت بالإصلاح الاجتماعي والديني والخلقي. لقد كان رجال الدين المسيحيين متفقين على إصلاح المفاسد التي حصلت داخل الكنيسة, لكنهم اختلفوا حول مفهوم الدين وطبيعة العقل البشري نفسه, فمنهم من يرى أن كمال الحقيقية هو في سلطة الكنيسة, ومنهم من يرى أنها تتكامل عن طريق العقل الفردي, مما أدى إلى انقسام الكنيسة إلى بروتستانت وكاثوليك. ومن أشهر المعلمين البروتستانت لوثر الذي رفع من قيمة العقل, ووجه نداءاته إلى السلطات العامة للاهتمام بشؤون التعليم لما له من أهمية دينية ودنيوية, وأكد على أهمية المدارس ودور المعلمين في تربية الأطفال, رغم انتقاده لمدارس عصره لعدم فائدتها في تربيتهم وطالب بتنظيم المدارس فيضع لوثر في المقام الأول تعليم الدين من الإنجيل من سن التاسعة أو العاشرة, ثم تأتي اللغات القديمة كاللاتينية واليونانية والعبرية, ثم الرياضيات والطبيعيات, وانتقد تدريس مادة التاريخ اعتقاداً منه بأن المؤرخين يطمسون الحقائق. وقد أضاف إلى مواد المنهاج التمارين الجسدية و ...

هذا, وقد عمل لوثر على إصلاح الطرق المتبعة في التدريس , وطالب بإشاعة روح الحرية والمرح في المدارس .

الإصلاح الكاثوليكي (3) : بقي التعليم العالي حتى عهد الثورة الفرنسية عملاً تقوم به الكنيسة،  عن طريق بعض الفرق والجماعات الدينية من أشهرها: جماعة اليسوعيين التي أسسها إجنيس ليولا (Igins Lyola) عام 1540م, من أجل توطيد سلطة البابا ونشر نفوذ الكنيسة الكاثوليكية عن طريق التبشير والدعوة إلى الدين المسيحي بين الأمم الوثنية .

وكان لديهم نوعان من التدريس: تدريس غير عال ويعادل الجمنازيوم, وتدريس عال ويعادل الدراسة الجامعية, وكانوا يعملون مجانا, مما ساعدهم على منافسة المدارس البروتستانتية .

وكانت مدارسهم تمتاز بحسن إدارتها وكمال أنظمتها الداخلية والرقابة الشديدة التي كان يقوم بها مديرو المدارس على الطلاب والمدرسين. ولم يستعملوا العقوبات البدنية في حفظ النظام وانما لجأوا إلى المكافأة وتشجيع التنافس بين الطلاب. واهتموا بإعداد المعلمين للمهنة. وتمتاز طريقتهم بكثرة المراجعات والخلاصات, فلا يشرع المعلم بالدرس الجديد قبل تلخيص الدرس القديم, ولا بمقرر العام الجديد قبل تلخيص مقرر العام السابق, ولذا تسمى طريقتهم بطريقة المراجعة والتكرار.

أما المناهج فتشبه مواد الدراسة عند أنصار الآداب القديمة أيام النهضة , إذ وجهوا عنايتهم إلى دراسة قواعد اللغة اللاتينية وآدابها من خلال ما خطه شيشرون وأوفيد وتيرانس, واهتموا باللغة اليونانية وآدابها بصورة أقل, كما اهتموا بدارسة النحو والبلاغة والشعر. ولكنهم أهملوا دراسة التاريخ والفلسفة والعلوم عامة .

ومن النقد الموجه إلى طرائقهم في التعليم أنها تقتضي على الحرية الفردية والابتكار, وتعود الطفل على الخضوع والاستسلام .

ومن جملة الفوائد التي جاء بها الاصلاح الديني افتتاح المدارس الأولية بكثرة في الأقطار البروتستانتية تحت رعاية الحكومة وتكليفها بقسم من النفقات, إذ كان من واجب الحكومة جعل التعليم الأولي عاماً والزامياً .

وفي الأقطار الكاثوليكية كان التعليم الأولي في أيدي جمعية الإخوان المسيحيين التي أسست عام 1684م على يد (لاسال La Salle), وانتشرت المدارس الكاثوليكية انتشاراً كبيراً في القرن التاسع عشر, وأسست لها فروعاً في معظم البلدان الكاثوليكية والبروتستانتية (4). لقد اهتم الكاثوليك بتدريب المعلمين عن طريق دور المعلمين التي تخرج معلمين للمدارس الأولية.

وأنشئت مدارس أخرى في فرنسا (للجانسيين) في المدة 1637–1661م , ومن مميزاتها العامة عنايتها بتكوين الفكر السديد. والاهتمام بفردية التلميذ وتعهد شؤونه الشخصية, وجعل محبة الطفل محور عملية التربية والتعليم, وكانت تستخدم اللغة القومية في التدريس واستخدمت الطريقة الصوتية بدلاً من الهجائية. ولكن من عيوب هذه المدارس أنها كانت مفرطة في الشدة والقسوة, وكان التقشف فيها طابعاً عاماً, واهملت روح المنافسة بين الطلاب خشية أن توقظ فيهم روح الاعتماد بالنفس (5) .

____________

1ـ فاخر عاقل: التربية قديمها وحديثها , بيروت , دار العلم للملايين , 1977, ص78–81.

2ـ بول منور :المراجع في تاريخ التربية , مرجع , ص61–81 .

3ـ مصطفى أمين , تاريخ التربية , مرجع سابق , ص288– 235 .

4ـ فاخر عاقل : التربية قديمها وحديثها , مرجع سابق ص 101–105. وأيضاً : بول منرو : المرجع في تاريخ التربية , مرجع سابق ص 96 – 106 .

5ـ عبد الله مشنوق : تاريخ التربية , مرجع سابق , 139 – 147 . وأيضاً منرو : المرجع في تاريخ التربية ، مرجع سابق ص107 – 182 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.