المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

طيف رنين النواة المغناطيس للبوليمر
7-12-2017
الجبر
20-11-2014
شبه الموصل أرسنيد جاليوم gallium arsenide semiconductor
2-7-2019
انحاء صفات المالك
2024-07-30
أشجار الحمضيات الموجودة في سوريا
2023-02-20
سلالات الاوز
2024-04-24


أقسام الحبّ و المصاحبة  
  
1197   01:01 مساءاً   التاريخ: 28-7-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏319- 322
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الحب والالفة والتاخي والمداراة /

أن الحبّ في اللّه و البغض في اللّه غامض و إنما ينكشف الغطاء عنه بأن يعلم أن الصحبة تنقسم إلى ما يقع بالاتفاق ، كالصحبة بحسب الجوار أو بحسب الاجتماع في مدرسة أو سوق أو سفر أو على باب سلطان أو غير ذلك ، و إلى ما ينشأ اختيارا و بقصد و هو الذي يبعث على الاخوة في الدين إذ لا ثواب إلا على الأفعال الاختيارية و لا ترغيب إلا فيها.

والصحبة عبارة عن المجالسة و المخالطة و المجاورة ، و هذه الامور لا يقصد بها الانسان غيره إلّا إذا أحبّه فان غير المحبوب يجتنب و يباعد و لا يقصد مخالطته و الذي يحبّ فامّا أن يحبّ لذاته لا ليتوسّل إلى محبوب و مقصود وراءه ، و إما أن يحب ليتوسّل به إلى مقصود و ذلك‏ المقصود إمّا أن يكون مقصورا على الدنيا و حظوظها ، و إمّا أن يكون متعلقا بالاخرة و إمّا أن يكون متعلقا باللّه فهذه أربعة أقسام :

أما القسم الاول و هو حبّك الانسان لذاته و ذلك ممكن و هو أن يكون هو في ذاته محبوبا عندك على معنى أنّك تلتذ برؤيته و معيّته و مشاهدة أخلاقه لاستحسانك له ، فان كل جميل لذيذ في حق من أدرك جماله ، و كلّ لذيذ محبوب ، و اللذة يتبع الاستحسان ، و الاستحسان يتبع المناسبة و الملايمة و الموافقة بين الطباع.

ثمّ ذلك المستحسن إمّا أن يكون الصّورة الظاهرة أعني الخلقة ، و إما أن يكون الصّورة الباطنة اعني كمال العقل و حسن الخلق و يتبع حسن الأخلاق حسن الأفعال لا محالة و يتبع كمال العقل غزارة العلم و كلّ ذلك مستحسن عند الطبع السّليم و العقل المستقيم ، و كلّ مستحسن مستلذّ به و محبوب.

بل في ايتلاف القلوب امر اغمض‏(1) , من هذا فانه قد ليستحكم المودة بين شخصين من غير ملاحة في صورة و حسن في خلق و خلق ؛ و لكن لمناسبة باطنة توجب الالفة و الموافقة ، فان شبه الشي‏ء ينجذب إليه بالطبع و الأشباه الباطنة خفية و لها اسباب دقيقة ليس في قوة البشر الاطلاع عليها.

و عنه عبر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بقوله : «الارواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر(2)

منها اختلف»(3) , فالتناكر نتيجة التباين ، و الايتلاف نتيجة التناسب الذي عبّر عنه (صلى الله عليه واله) بالتعارف.

و يدخل في هذا القسم المحبّة للجمال إذا لم يكن المقصود قضاء الشّهوة ، فان الصّورة الجميلة مستلذة في عينها و إن قدر فقد أصل الشّهوة حتى يستلذ بالنظر إلى الفواكه و الأنوار و الأزهار و التفاح المشوب بالحمرة و إلى الماء و إلى الخضرة من غير غرض سوى عينها ، و هذا الحبّ لا يدخل فيه الحبّ للّه بل هو الحبّ بالطبع و شهوة النفس و يتصور ذلك ممّن لا يؤمن باللّه إلّا أنّه إن اتّصل به غرض مذموم صار مذموما ، و إلّا فهو مباح لا يوصف بحمد و لا ذم.

و القسم الثاني أن يحبه لينال من ذاته غير ذاته فيكون وسيلة إلى محبوب غيره و الوسيلة إلى المحبوب محبوب فلذلك يحب النّاس الذهب و الفضة من حيث إنهما وسيلة إلى المقاصد كما يحب الرّجل سلطانا للانتفاع به و يحبّ خواصّه لتحسينهم حاله عنده و تمهيدهم أمره في قلبه ، فالمتوسّل إليه إن كان مقصودا لفايدة دنيوية لم يكن من جملة الحبّ في اللّه ، ثم ينقسم ذلك إلى مذموم و مباح.

و القسم الثالث أن يحبّه لا لذاته بل لغيره و ذلك الغير غير راجع إلى حظوظه في الدنيا بل يرجع إلى حظوظه في الاخرة و هذا أيضا ظاهر لا غموض فيه ، و ذلك كمن يحب استاذه و شيخه لأن يتوسّل به إلى تحصيل العلم و تحسين العمل و مقصوده من العلم و العمل الفوز في الاخرة ، و هذا من جملة المحبّين للّه و كذلك من يحب تلميذه لأنه يتلقف منه العلم و ينال بواسطته رتبة التعليم و يترقى به إلى درجة التعظيم في ملكوت السماء.

قال عيسى (عليه السلام): «من علم و عمل و علّم فذلك يدعى عظيما في ملكوت السّماء»(4) , و لا يتم التعليم إلّا بمتعلم فهو إذن آلة في تحصيل هذا الكمال ، فان أحبّه لأنه آلة له إذ جعل صدره مزرعة لحرثه‏(5) فهو محبّ للّه ، بل نزيد و نقول : من يجمع الضيفان و يهي‏ء لهم الأطعمة اللذيذة تقرّبا إلى اللّه فأحبّ طبّاخا يحسن صنعته في الطبخ فهو من جملة المحبّين في اللّه.

و كذا لو أحب من يتولى له ايصال الصّدقة إلى المستحقين فقد أحبّه في اللّه بل نزيد على هذا فنقول : من أحبّ من يخدمه بنفسه في غسل ثيابه و كنس بيته و طبخ طعامه و يفرغه بذلك‏ للعلم و العمل و مقصوده من استخدامه في هذه الاعمال الفراغ للعبادة ، فهو محبّ في اللّه.

القسم الرابع أن يحب للّه و في اللّه لا لينال منه علما أو عملا أو يتوسّل به إلى أمر وراء ذاته ، و هذا أعلى الدرجات ، و هو أدقها و أغمضها و هذا القسم أيضا ممكن ، فان من آثار غلبة الحبّ أن يتعدى من المحبوب إلى كل من يتعلّق بالمحبوب و يناسبه و لو من بعد ، فمن أحب إنسانا حبا شديدا أحب محب ذلك الانسان و أحب محبوبه و أحب من يخدمه و أحبّ من يثني عليه محبوبه و احبّ من يتسارع إلى رضا محبوبه قال المجنون :

امرّ على الدّيار ديار ليلى‏

 

اقبل ذا الجدار و ذا الجدارا

 

 

و ما حبّ الدّيار شغفن قلبي‏

 

و لكن حبّ من سكن الديارا

     
 

فاذن المشاهدة و التجربة تدلان على ان الحب يتعدى من ذات المحبوب إلى ما يتعلق به و لو من بعد ، و لكن ذلك خاصية فرط المحبة فاصل المحبّة لا يكفي فيه و قد مضى تمام الكلام فيه في باب المحبة.

ثمّ اعلم ان من يحبّ في اللّه لا بد و ان يبغض في اللّه ، فانّك ان احببت انسانا لانه مطيع للّه و محبوب عند اللّه ، فان عصاه لا بدّ و ان تبغضه لأنه عاص للّه و ممقوت عند اللّه فهما متلازمان و كل واحد منهما دفين‏(6) , في القلب و انّما يترشح بظهور افعال المحبين والمبغضين في المقاربة و المباعدة ، و في الموافقة و المخالفة فاذا ظهر في الفعل سمّي موالاة و معاداة.

وروي إن اللّه تعالى اوحى إلى نبي من الانبياء امّا زهدك في الدنيا فقد تعجلت الرّاحة و أمّا انقطاعك إليّ فقد تعرّزت بي ، و لكن هل عاديت فيّ عدوا أو واليت فيّ وليّا؟.

و قال عيسى (عليه السلام): «تحبّبوا إلى اللّه ببغض أهل المعاصي ، و تقرّبوا إلى اللّه بالتباعد منهم ، و التمسوا رضاء اللّه بسخطهم ، قالوا : يا روح اللّه من نجالس؟ , قال : جالسوا من يذكركم اللّه رؤيته ، و من يزيد في علمكم كلامه ؛ و من يرغبكم في الاخرة عمله»(7).

_________________________

1- غمض الكلام : خفى مأخذه و معناه. المنجد.

2- تعارفوا : عرف بعضهم بعضا , و تناكروا : انكر بعضهم بعضا و تعادوا ، و معنى الحديث على ما في المجمع أن الاجساد التي فيها الارواح تلتقي في الدنيا فتأتلف و تختلف على حسب ما خلقت عليه و لهذا ترى الخيّر يحب الاخيار و يميل اليهم ، و الشرير يحب الاشرار و يميل اليهم , قال الغزالي في الاحياء : و روى ان امرأة بمكة كانت تضحك النساء  و كانت بالمدينة اخرى فنزلت المكية على المدينة فدخلت على عايشة فأضحكتها فقالت : أين نزلت؟ فذكرت لها صاحبتها فقالت صدق اللّه و رسوله سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه واله) يقوّل الارواح جنود مجندة الخ , و قال العلامة المجلسي (قد) في الجزء الرابع عشر من البحار: و روت عايشة في سبب هذا الحديث ان مخنثا قدم المدينة فنزل على مخنث من غير أن يعلم انه مخنث فبلغ ذلك النبي (صلى اللّه عليه واله) فقال : الارواح جنود مجندة الحديث.

«أقول:» راوية الحديث في المقامين كما ترى هي عايشة ، و الحديث من طريق أصحابنا الامامية (رض) عن جابر بن يزيد كما في الجزء المذكور من البحار هكذا قال : سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول : الارواح جنود مجندة فما تعارف منها عند اللّه ائتلف في الارض ، و ما تناكر عند اللّه اختلف في الارض.

3- احياء علوم الدين : ج 2 , ص 147 , و من لا يحضره الفقيه : ج 4 , ص 272.

4- الكافي : ج 1 , ص 35.

5- الحرث اصلاح الارض و القاء البذر فيها و يسمى الزرع الحرث أيضا و في الحديث : المال و البنون حرث الدنيا و العمل الصالح حرث الاخرة و قد يجمعها اللّه لاقوام.

6- الدفين : المدفون المستور.

7- تحف العقول : ص 37 , و صدر الحديث في تنبيه الخواطر : ج 2 , ص 25.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.