أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1380
التاريخ: 21-7-2016
1503
التاريخ: 8-1-2022
1722
التاريخ: 31-1-2022
1730
|
أن التائب إما يتوب عن المعاصي كلها و يستقيم على التوبة إلى آخر عمره ، فيتدارك ما فرط ولا يعود إلى ذنوبه ، و لا يصدر عنه معصية إلا الزلات التي لا يخلو عنها غير المعصومين وهذه التوبة هي التوبة النصوح ، و النفس التي صاحبها هي النفس المطمئنة التي ترجع إلى ربها راضية مرضية أو يتوب عن كبائر المعاصي والفواحش و يستقيم على أمهات الطاعات إلا أنه ليس ينفك عن ذنوب تصدر عنه في مجاري أحواله غفلة و سهوة و هفوة ، لا عن محض العمد و تجريد القصد ، و إذا أقدم على ذنب لام نفسه و ندم و تأسف و جدد عزمه على ألا يعود إلى مثله ، و يتشمر للاحتراز عن أسبابه التي تؤدي إليه ، و النفس التي هذه مرتبتها هي النفس اللوامة التي خيرها يغلب على شرها ، و لها حسن الوعد من اللّه - تعالى- بقوله : {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم: 32].
و إلى مثلها الإشارة بقوله (صلّى اللّه عليه و آله) : «خياركم كل مفتن تواب» , و في خبر آخر: «المؤمن كالسنبلة ، يفيء احيانا و يميل احيانا».
وفي خبر آخر: «لا بد للمؤمن من ذنب يأتيه الفينة بعد الفينة» : أي الحين بعد الحين , و كل ذلك شاهد صدق على ان هذا القدر من الذنوب لا ينقض التوبة و لا يلحق صاحبه بدرجة المصرين ، و من يؤيس مثل هذا عن النجاة و وصوله إلى درجة التائبين فهو ناقص ، ومثله مثل الطبيب الذي يؤيس الصحيح من دوام الصحة بما يتناوله من الفواكه مرة أو مرتين ، و مثل الفقيه الذي يؤيس المتفقه عن نيل درجة الفقهاء بفتوره عن التكرار في أوقات نادرة.
ولا ريب في نقصانه ، فالعالم حق العالم هو الذي لا يؤيس الخلق من درجات السعادات بما يتفق لهم من الفترات ومقارفة السيئات المختطفات ، إذ أمثال الفترات وما يصدر عن السهو و الغفلات لا يفسد النفس ولا يبطلها بحيث لا يقبل الإصلاح ، أو يتوب و يستمر على الاستقامة مدة ثم تغلبه الشهوة في بعض الذنوب ، فيقدم عليه عمدا و قصدا ، لعجزه عن قهر الشهوة و قمعها ، إلا أنه مع ذلك مواظب على الطاعات ، و تارك لأكثر الذنوب مع القدرة و الشهوة ، و إنما قهره بعض الشهوات بحيث يغفل عند هيجانها و يرتكب مقتضاها من دون مجاهدة و ندامة وعند قضاء هذه الشهوة و الفراغ عنها يتندم ، و يقول سأتوب عنها ، لكنه يسول نفسه و يسوف توبته يوما بعد يوم ، و النفس التي هذه درجتها هي التي تسمى النفس المسولة المسئول صاحبها ، و إليها الإشارة بقوله - تعالى-: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [التوبة : 102].
فنجاتها من حيث مواظبته على الطاعات وكراهته لما يتعاطاه مرجو ، فعسى اللّه أن يتوب عليها ولكن يخاف عليها من حيث تسويفها و تأخيرها ، فربما اختطفها الموت قبل التوبة ، و يقع أمرها في المشيئة ، فيدخل في زمرة السعداء ، أو يسلك في سلك الأشقياء ، أو يتوب و يجري مدة على الاستقامة ، ثم يعود إلى الذنوب عمدا و قصدا ، من غير أن يحدث نفسه بالتوبة ، و من غير أن يتأسف و يتندم ، بل ينهمك انهماك الغافل في الذنوب و اتباع الشهوات و هذا معدود من المصرين ، و نفسه محسوبة من النفوس الامارة بالسوء الفرارة من الخير، و مثله إن مات على التوحيد و ختم له بالحسنى و غلبت طاعاته على سيئاته كان من أهل الجنة ، و إن ختم له بالسوء كان من أهل النار، و إن مات على التوحيد و لكن ترجحت سيئاته على حسناته فأمره إلى اللّه ، و لعله يعذب في النار مدة بقدر زيادة سيئاته على حسناته ، ثم يخلص منها بعميم لطفه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|