أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2022
2174
التاريخ: 21-7-2016
1562
التاريخ: 2024-11-19
194
التاريخ: 21-7-2016
1668
|
قال اللّه تعالى : {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء : 47] , و قال اللّه تعالى : {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف : 49] , و قال : { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [المجادلة : 6] , و قال {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة : 6 - 8] , و قال : {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران : 30] , و قال : {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة : 235].
فعرف أرباب البصاير من جملة العباد أن اللّه تعالى لهم بالمرصاد و أنّهم سيناقشون في الحساب و يطالبون بمثاقيل الذّر من الخطرات و اللحظات و تحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة و صدق المراقبة و مطالبة النفس في الأنفاس و الحركات و محاسبتها في الخطرات و اللحظات ، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خفّ في القيامة حسابه و حضر عند السؤال جوابه و حسن منقلبه و مآبه ، و من لم يحاسب نفسه دامت حسراته و طالت في عرصات القيامة وقفاته و قادته إلى الخزي سيئاته.
و قال الصّادق (عليه السلام): «إذا أراد احدكم أن لا يسأل ربّه شيئا إلا أعطاه فليأس من النّاس كلهم و لا يكون له رجاء إلّا من عند اللّه ، فاذا علم اللّه ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه فحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا عليها ، فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقام ألف سنة ثمّ تلا {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4] ».
فتفريع المحاسبة على الأمر باليأس من النّاس و الرّجاء من اللّه يدل على أن الانسان إنما يرجو الناس من دون اللّه في عامة أمره و هو غافل عن ذلك و أن عامة المحاسبات إنما ترجع إلى ذلك و ذكر الوقوف في مواقف القيامة بعد الأمر بمحاسبة النفس يدل على أن الوقفات هناك إنما تكون للمحاسبات ، فمن حاسب نفسه في الدّنيا يوما فيوما لم يحتج إلى تلك الوقفات في ذلك اليوم قال اللّه تعالى : {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر : 18].
و ورد في الخبر ينبغي أن يكون للعاقل أربع ساعات(1) , ساعة يحاسب فيها نفسه ، و في مصباح الشريعة قال الصّادق (عليه السلام): «لو لم يكن للحساب مهولة إلا حياء العرض على اللّه تعالى و فضيحة هتك السّتر على المخفيات لحقّ للمرء أن لا يهبط من رؤوس الجبال و لا يأوي إلى عمران و لا يشرب و لا ينام إلا عن اضطرار متّصل بالتّلف و مثل ذلك يفعل من يرى القيامة بأهوالها و شدايدها قائمة في كلّ نفس و يعاين بالقلب الوقوف بين يدي الجبار حينئذ يأخذ نفسه بالمحاسبة كانه إلى عرصاتها مدعوّ و في غمراتها مسؤول، قال اللّه تعالى: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء : 47],(2).
_________________________
1- ساعة يناجي فيها ربه ، و ساعة يحاسب فيها نفسه ، و ساعة يتفكر في صنع اللّه ، و ساعة للمطعم و المشرب.
2- مصباح الشريعة : ص 85.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|