المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05

الملك منتو حتب آثاره في العرابة المدفونة.
2024-01-29
من هو «ذو الكفل»
10-10-2014
آثار التكبر
24-2-2022
المكورات العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus
2024-01-16
مفاتيح تنموية، ح10
13/12/2022
Freeze drying
17-4-2016


مراتب اليقين  
  
1696   01:30 مساءاً   التاريخ: 19-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج1 , ص160-164
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الايمان واليقين والحب الالهي /

أن اليقين جامع جميع الفضائل و لا ينفك عن شي‏ء منها ، ثم له مراتب : (أولها) علم اليقين ، و هو اعتقاد ثابت جازم مطابق للواقع , و هو يحصل من الاستدلال باللوازم و الملزومات ، و مثاله اليقين بوجود النار من مشاهدة الدخان.

(وثانيها) عين اليقين ، و هو مشاهدة المطلوب و رؤيته بعين البصيرة و الباطن ، و هو أقوى في الوضوح و الجلاء من المشاهدة بالبصر، و إلى هذه المرتبة أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله! «لم أعبد ربا لم أره» بعد سؤال ذعلب اليماني عنه (عليه السلام) ! أرأيت ربك؟.

و بقوله (عليه السلام): «رأى قلبي ربي».

وهو إنما يحصل من الرياضة و التصفية و حصول التجرد التام للنفس ، و مثاله اليقين بوجود النار عند رؤيتها عيانا ، و (ثالثها) حق اليقين ، و هو أن تحصل وحدة معنوية و ربط حقيقي بين العاقل و المعقول ، بحيث يرى العاقل ذاته رشحة من المعقول و مرتبطا به غير منفك عنه و يشاهد دائما ببصيرته الباطنية فيضان الأنوار و الآثار منه اليه ، و مثاله اليقين بوجود النار بالدخول فيها من غير احتراق.

وهذا إنما يكون لكمل العارفين باللّه المستغرقين في لجة حبه و أنسه ، المشاهدين ذواتهم بل سائر الموجودات من رشحات فيضه الأقدس ، و هم الصديقون الذين قصروا أبصارهم الباطنة على ملاحظة جماله و مشاهدة أنوار جلاله.

و حصول هذه المرتبة يتوقف على مجاهدات شاقة و رياضيات قوية ، و ترك رسوم العادات و قطع أصول الشهوات ، و قلع الخواطر النفسانية و قمع الهواجس الشيطانية ، و الطهارة عن أدناس جيفة الطبيعة ، و التنزه عن زخارف الدنيا الدنية ، و بدون‏ ذلك لا يحصل هذا النوع من اليقين و المشاهدة :

و كيف ترى ليلى بعين ترى بها           سواها و ما طهرتها بالمدامع‏

ثم فوق ذلك مرتبة يثبتها بعض أهل السلوك و يعبرون عنه (بحقيقة حق اليقين و الفناء في اللّه و هو أن يرى العارف ذاته مضمحلا في أنوار اللّه محترقا من سبحات وجهه ، بحيث لا يرى استقلالا و لا تحصيلا أصلا ، و مثاله اليقين بوجود النار بدخوله فيها و احتراقه منها.

ثم لا ريب في أن اليقين الحقيقي النوراني المبرئ عن ظلمات الأوهام و الشكوك و لو كان من المرتبة الأولى لا يحصل من مجرد الفكر و الاستدلال ، بل يتوقف حصوله على الرياضة و المجاهدة و تصقيل النفس و تصفيتها عن كدورات ذمائم الأخلاق و صدأها ، ليحصل لها التجرد التام فتحاذي شطر العقل الفعال ، فتتضح فيها جلية الحق حق الاتضاح.

و السر أن النفس بمنزلة المرآة تنعكس إليها صور الموجودات من العقل الفعال و لا ريب في أن انعكاس الصور من ذوات الصور إلى المرآة يتوقف على تمامية شكلها و صقالة جوهرها و حصول المقابلة و ارتفاع الحائل بينهما و الظفر بالجهة التي فيها الصور المطلوبة ، فيجب في انعكاس حقائق الأشياء من العقل إلى النفس :-

  1. عدم نقصان جوهرها، فلا يكون كنفس الصبي التي لا تنجلي لها المعلومات لنقصانها.
  2. و صفاؤها عن كدورات ظلمة الطبيعة و إخباث المعاصي ، و نقاؤها عن رسوم العادات و خبائث الشهوات , و هو بمنزلة الصقالة عن الخبث و الصدأ.
  3. و توجهها التام و انصراف فكرها إلى المطلوب ، فلا يكون مستوعب الهم بالأمور الدنيوية وأسباب المعيشة و غيرهما من الخواطر المشوشة لها ، و هو بمنزلة المحاذاة.
  4. وتخليتها عن التعصب و التقليد , و هو بمثابة ارتفاع الحجب .
  5. واستحصال المطلوب من تأليف مقدمات مناسبة للمطلوب على‏ الترتيب المخصوص و الشرائط المقررة ، و هو بمنزلة العثور على الجهة التي فيها الصورة.

ولولا هذه الأسباب المانعة للنفوس عن إفاضة الحقائق اليقينية إليها ، لكانت عالمة بجميع الأشياء المرتسمة في العقول الفعالة ، إذ كل نفس لكونها أمرا ربانيا و جوهرا ملكوتيا فهي بحسب الفطرة صالحة لمعرفة الحقائق ، و لذا امتازت عن سائر المخلوقات من السماوات و الأرض و الجبال ، و صارت قابلة لحمل أمانة اللّه‏  التي هي المعرفة و التوحيد ، فحرمان النفس عن معرفة أعيان الموجودات إنما هو لأحد هذه الموانع ، و قد أشار سيد الرسل (صلى اللّه عليه و آله و سلم) الى مانع التعصب و التقليد بقوله (صلى اللّه عليه و آله و سلم) «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه و يمجسانه‏ و ينصرانه» ، و إلى مانع كدورات المعاصي و صدأها بقوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) -: «لو لا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات و الأرض».

فلو ارتفعت عن النفس حجب السيئات و التعصب و حاذت شطر الحق الأول تجلت لها صورة عالم الملك و الشهادة بأسره ، إذ هو متناه يمكن لها الإحاطة به ، و صورة عالمي الملكوت و الجبروت بقدر ما يتمكن منه بحسب مرتبته ، لأنهما الإسرار الغائبة عن مشاهدة الأبصار المختصة بإدراك البصائر، و هي غير متناهية ، و ما يلوح منها للنفس متناه ، و إن كانت فى نفسها و بالإضافة إلى علم اللّه سبحانه و غير متناهية ، و مجموع تلك العوالم يسمى ب (العالم الربوبي) ، إذ كل ما في الوجود من البداية إلى النهاية منسوب إلى اللّه سبحانه ، و ليس في الوجود سوى اللّه سبحانه و أفعاله و آثاره ، فالعالم الربوبي و الحضرة الربوبية هو العالم المحيط بكل الموجودات ، فعدم تناهية ظاهر بين ، فلا يمكن للنفس أن تحيط بكله ، بل يظهر لها منه بقدر قوتها و استعدادها.

ثم بقدر ما يحصل للنفس من التصفية و التزكية و ما يتجلى لها من الحقائق و الأسرار، و من معرفة عظمة اللّه و معرفة صفات جلاله و نعوت جماله تحصل لها السعادة و البهجة و اللذة و النعمة في نعيم الجنة ، و تكون سعة مملكته فيها بحسب سعة معرفته باللّه و بعظمته و بصفاته و أفعاله ، و كل منها لا نهاية له.

و لذا لا تستقر النفس في مقام من المعرفة , و البهجة و الكمال و التفوق و الغلبة تكون غاية طلبتها ، و لا تكون طالبة لما فوقها.

وما اعتقده جماعة من أن ما يحصل للنفس من المعارف الإلهية و الفضائل الخلقية هي الجنة بعينها فهو عندنا باطل ، بل هي موجبة لاستحقاق الجنة التي هي دار السرور و البهجة.

و منها : الشرك‏ و هو أن يرى في الوجود مؤثرا غير اللّه سبحانه ، فإن عبد هذا الغير- سواء كان صنما أو كوكبا أو إنسانا أو شيطانا - كان شرك عبادة ، و إن لم يعبده و لكن لاعتقاد كونه منشأ أثر أطاعه فيما لا يرضي اللّه فهو شرك طاعة و الأول يسمى بالشرك الجلي ، و الثاني يسمى بالشرك الخفي ، و إليه الإشارة بقوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106]‏ , و كون الشرك أعظم الكبائر الموبقة و موجبا لخلود النار مما لا ريب فيه ، و قد انعقد عليه إجماع الأمة ، و الآيات و الأخبار الواردة به خارجة عن حد الإحصاء.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.