أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2022
1805
التاريخ: 19-7-2016
1402
التاريخ: 2023-03-21
1188
التاريخ: 21-3-2021
2211
|
قد علمتَ أنّ المؤمنين مشتركون في أصل الحبّ لاشتراكهم في أصل الإيمان، الّا أنّ تفاوتهم فيه كتفاوتهم في المعرفة وفي حبّ الدنيا؛ لأنّ تفاوت الأشياء إنّما يكون بتفاوت أسبابها وليس حظّ الأكثر من المعرفة الا تلفيق بعض ما قرعه (1) سمعهم من الأسماء والصفات وحفظه فربّما تخيّلوا لها ما يتعالى عنه الربّ تعالى وهؤلاء الضالون، وربّما آمنوا بها إيمان تسليم من دون تصوّر معنى صحيح أو فاسد فاشتغلوا بالعمل ولم يبحثوا عن المعنى وهؤلاء الناجون السالمون، والعارفون بالحقائق هم المقرّبون، فالفرق في المعرفة الحاصلة لهم بالإجمال والتفصيل، فالعامي ومن يتلوه يعلم حسن صنع الله وإحكامه وإتقانه إجمالاً، ويعتقد ذلك ولأجله يحبّه أيضاً، والبصير العارف يطالع تفصيل صنع الله فيها حتى يرى في البعوض مثلاً من العجائب ما يبهر به عقله ويتحيّر فيه لبّه وتزداد بذلك لا محالة عظمة الله وجلاله في قلبه، ثم تزداد بسبب ذلك حبّه له.
وقد عرفت أنّ هذا الاطّلاع التفصيلي بحر لا ساحل له، فلا جرم يتفاوت بتفاوت مراتب العلم والمعرفة مراتب المحبّة لا أصلها.
ومن جملة أسباب اختلاف مراتب الحبّ اختلاف أسبابه المشار إليها في صدر المبحث، فإنّ حبّه تعالى لأجل نعمته وإحسانه ربّما يتغيّر بتغيّر الإحسان فلا يتساوى حبّه في حالتي الشدّة والرخاء والسرّاء والضرّاء.
وأمّا من يحبّه لذاته تعالى ولكونه مستحقّاً للحبّ بسبب كماله وجماله وعظمته فلا يتفاوت أصلاً، وقِس على ذلك سائر الأسباب. والتفاوت في المحبّة سبب للتفاوت في السعادة الأخرويّة {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: 21].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ، والظاهر: «الّا تلقّن بعض ما قرع سمعهم» كما يظهر من المحجّة البيضاء: 8 / 50.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|