أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18
779
التاريخ: 19-7-2016
1622
التاريخ: 2023-02-28
892
التاريخ: 26-9-2020
10162
|
اليقين أن يرى الاشياء كلها من مسبب الاسباب و لا يلتفت إلى الوسايط بل يرى الوسايط كلها مسخرة لا حكم لها ثمّ الثقة بضمان اللّه سبحانه للرزق و أن ما قدر له سيساق إليه ثم أن يغلب على قلبه أن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرة شرّا يره ، ثم المعرفة بأن اللّه تعالى مطلع عليه في كل حال و مشاهد بهواجس ضميره و خفايا خواطره ، فيكون متأدبا في جميع أحواله و أعماله مع اللّه سبحانه ، فيكون مبالغته في عمارة باطنه و تطهيره و تزيينه لعين اللّه الكالئة (1) أشد من مبالغته في تزيين ظاهره لساير الناس.
و في مصباح الشريعة قال الصّادق (عيه السلام): «اليقين يوصل العبد إلى كل حال سني(2) و مقام عجيب ، كذلك أخبر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عن عظم شأن اليقين حين ذكر عنده عن عيسى بن مريم (عليه السلام) كان يمشي على الماء ، فقال لو زاد يقينه لمشى في الهواء.
فدل بهذا أن الأنبياء مع جلالة محلهم من اللّه كانت تتفاضل على حقيقة اليقين لا غير و لا نهاية لزيادة اليقين على الأبد و المؤمنون أيضا متفاوتون في قوة اليقين و ضعفه فمن قوى منهم يقينه فعلامته التبري من الحول و القوة إلّا باللّه و الاستقامة على أمر اللّه و عبادته ظاهرا و باطنا قد استوت عنده حالة العدم و الوجود و الزيادة و النقصان و المدح و الذم و العزّ و الذل ، لأنه يرى كلها من عين واحدة ، و من ضعف يقينه تعلّق بالأسباب و رخص لنفسه بذلك و اتبع العادات و أقاويل الناس بغير حقيقة و السّعي في امور الدنيا و جمعها و إمساكها مقرا باللسان أنه لا مانع و لا معطي إلا اللّه و أنّ العبد لا يصيب إلا ما رزق و قسم له ، و الجهد لا يزيد في الرزق و ينكر ذلك بفعله و قلبه.
قال اللّه تعالى : {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} [آل عمران : 167] , و إنما عطف اللّه لعباده حيث أذن لهم في الكسب و الحركات في باب العيش ما لم يتعدوا حدوده و لا يتركوا من فرايضه و سنن نبيّه في جميع حركاتهم ، و لا يعدلوا عن محجة التوكل ، و لا يقفوا في ميدان الحرص و أما إذا أبوا ذلك و ارتبطوا بخلاف ما حد لهم كانوا من الهالكين الذين ليس معهم(3), في الحاصل إلّا الدعاوي الكاذبة.
و كلّ مكتسب لا يكون متوكلا فلا يستجلب من كسبه إلى نفسه إلا حراما و شبهة ، و علامته أن يؤثر ما يحصل من كسبه و يجوع و ينفق في سبيل الدين و لا يمسك و المأذون بالكسب من كان بنفسه مكتسبا و بقلبه متوكلا ، و إن كثر المال عنده قام فيه كالأمين عالما بأن كون ذلك و فوته سواء و إن أمسك أمسك للّه و إن أنفق أنفق فيما أمره اللّه عزّ و جلّ و يكون منعه و عطاؤه في اللّه»(4).
____________________
1- في الدعاء اللهم اجعلني في كلائتك اي في حفظك و حمايتك.
2- السنى : الرفيع م.
3- ملا محسن فيض كاشانى ، الحقائق فى محاسن الاخلاق ، 1جلد ، دار الكتاب الاسلامى - قم، چاپ : دوم ، 1423.
4- مصباح الشريعة : ص 177.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|