أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1289
التاريخ: 19-7-2016
1630
التاريخ: 19-7-2016
1244
التاريخ: 19-7-2016
1620
|
الطريق إلى تحصيل محبة اللّه و تقويتها ثم استعداد الرؤية و اللقاء أمران : أحدهما - تطهير القلب من شواغل الدنيا و علائقها ، و التبتل إلى اللّه بالذكر و الفكر، ثم إخراج حب غير اللّه من القلب ، إذ القلب مثل الإناء الذي لا يسع الماء - مثلا- ما لم يخرج منه الخل.
وما جعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه ، و كمال الحب في أن يحب اللّه بكل قلبه ، و ما دام يلتفت إلى غيره ، فزاوية من قلبه مشغولة بغيره ، و بقدر ما يشتغل بغير اللّه ينقص منه حب اللّه إلا أن يكون التفاته إلى الغير من حيث إنه صنع اللّه – تعالى - و فعله ، و مظهر من مظاهر أسماء اللّه - تعالى- ، و إلى هذا التجريد و التفريد الإشارة بقوله - تعالى - : {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ} [الأنعام : 91] .
وثانيهما - تحصيل معرفة اللّه و تقويتها و توسيعها و تسليطها على القلب ، و الأول ، اعني قطع العلائق ، بمنزلة تنقية الأرض من الحشائش ، و الثاني ، أي المعرفة ، بمنزلة البذر فيها ليتولد منه شجر المحبة.
ثم لتحصيل المعرفة طريقان : أحدهما – الأعلى ، و هو الاستدلال بالحق على الخلق ، و ذلك بأن يعرف اللّه باللّه ، و به يعرف غيره ، أي افعاله و آثاره ، و إلى هذا أشير في الكتاب الإلهي بقوله : {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53].
وهذا الطريق غامض ، و فهمه صعب على الأكثرين , و قد اشرنا إلى كيفيته في بعض كتبنا الالهيات.
وثانيهما - وهو الادنى ، الاستدلال بالخلق على الحق – سبحانه - ، و هذا الطريق في غاية الوضوح ، وأكثر الافهام يتمكن من سلوكه ، وهو متسع الأطراف ، ومتكثر الشعوب و الاكناف إذ ما من ذرة من أعلى السماوات إلى تخوم الأرضين إلا و فيها عجائب آيات و غرائب بينات تدل على وجود الواجب وكمال قدرته وغاية حكمته ونهاية جلاله وعظمته ، و ذلك مما لا يتناهى.
{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف : 109] .
وعدم وصول بعض الافهام من هذا الطريق إلى معرفة اللّه مع وضوحه، انما هو للأعراض عن التفكر و التدبر و الاشتغال بشهوات الدنيا و حظوظ النفس.
ثم سلوك هذا الطريق ، أي الاستدلال على اللّه – تعالى - و على كمال قدرته و عظمته بالتفكير في الآيات الآفاقية و الأنفسية ، خوض في بحار لا ساحل لها ، إن عجائب ملكوت السماوات و الأرض مما لا يمكن أن تحيط به الأفهام ، فان القدر الذي تبلغه افهامنا القاصرة من عجائب حكمته الباهرة تنقضي الاعمار دون إيضاحه ، ولا نسبة لما أحاط به علمنا إلى ما أحاط به علم العلماء ، و لا نسبة له إلى ما أحاط به علم الأنبياء ، و لا نسبة له إلى ما أحاط به الخلائق كلهم ، و لا نسبة له إلى ما استأثر اللّه بعلمه ، بل كلما عرفه الخلائق جميعا لا يستحق أن يسمى علما في جنب علم اللّه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|