المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05



ابتناء التوكل على حصر المؤثر في اللّه تعالى  
  
2173   01:12 مساءاً   التاريخ: 18-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج1 , ص167-170
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الاخلاص والتوكل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2021 2531
التاريخ: 18-7-2016 1543
التاريخ: 18-7-2016 1481
التاريخ: 2024-08-07 307

لا يمكن التوكل على اللّه تعالى في الأمور حق التوكل إلا بالبلوغ إلى المرتبة الثالثة من التوحيد وهي التي يرتبط بها التوكل دون غيرها من المراتب ، إذ المرتبة الرابعة لا يتوقف و لا يبتني عليها التوكل ، و الأولى مجرد نفاق لا يفيد شيئا - و الثانية - أعني مجرد التوحيد بالاعتقاد - لا يورث حال توكل كما ينبغي ، فإنه موجود في عموم المسلمين مع عدم وجود التوكل كما ينبغي فيهم.

فالمناط في التوكل هو ثالث المراتب في التوحيد ، و هو أن ينكشف للعبد بنور الحق أن لا فاعل إلا اللّه ، و أن كل موجود : من خلق و رزق و عطاء و منع و غنى و فقر، و صحة و مرض و عز و ذل ، و حياة و موت , إلى غير ذلك مما يطلق عليه اسم ، فالمتفرد بإبداعه و اختراعه هو اللّه تعالى لا شريك له فيه ، و إذا انكشف له هذا لم ينظر إلى غيره ، بل كان منه خوفه و إليه رجاؤه ، و به ثقته و عليه اتكاله ، فإنه الفاعل بالانفراد دون غيره ، و ما سواه مسخرون لا استقلال لهم بتحريك ذرة في ملكوت السماوات و الأرض و إذا انفتح له أبواب المعارف اتضح له هذا اتضاحا أتم من المشاهدة بالبصر، و إنما يصده الشيطان عن هذا التوحيد ، و يوقع في قلبه شائبة الشرك بالالتفات إلى بعض الوسائط التي يتراءى في بادي النظر منشئيتها لبعض الأمور، كالاعتماد على الغيم في نزول المطر، و على المطر في خروج الزرع و نباته و نمائه وعلى الريح في استواء السفينة و سيرها ، و على بعض نظرات الكواكب و اتصالاتها في حدوث بعض الحوادث في الأرض ، و كالالتفات إلى اختيار بعض الحيوانات و قدرتها على بعض الافعال ، فيوسوس الشيطان في قلبه و يقول له : كيف ترى الكل من اللّه تعالى ، و هذا الإنسان يعطيك رزقك باختياره فإن شاء أعطاك و إن شاء منع ، و هذا الشخص قادر على جز رقبتك بسيفه فإن شاء جز رقبتك و إن شاء عفى عنك، فكيف لا تخافه و لا ترجوه و أمرك بيده و أنت تشاهد ذلك و لا تشك فيه؟! و لا ريب في أن أمثال هذه الالتفاتات جهل بحقائق الأمور، و من مكن الشيطان و سلطه على نفسه حتى يوقع هذه الوساوس في قلبه فهو من الجاهلين بأبواب المعارف ، إذ من انكشف له أمر العالم كما هو عليه ، علم أن السماء و الكواكب و الريح و الغيم و المطر و الإنسان و الحيوان ... و غير ذلك من المخلوقات كلهم مقهورون مسخرون للواحد الحق الذي لا شريك له ، فيعلم أن الريح مثلا هواء ، و الهواء لا يتحرك بنفسه ما لم يحركه محرك ، و هذا المحرك لا يحرك الهواء ما لم يحركه على التحريك محرك آخر ... و هكذا إلى أن ينتهي‏ إلى المحرك الأول الذي لا محرك له و لا هو متحرك في نفسه.

وكذا الحال في توسط غيره من الأفلاك و نجومها ، و كائنات الجو ، و الموجودات على الأرض من الجماد و النبات و الحيوان.

فالتفات العبد في نجاته إلى بعض الأشياء من الرياح و الأمطار أو الإنسان أو الحيوان يضاهى التفاوت من أخذ لتجز رقبته ، فأمر الملك كاتبه بأن يكتب توقيعا بالعفو عنه و تخليته ، فأخذ العبد يشتغل بمدح الحبر أو الكاغد أو القلم أو الكاتب ، و يقول : لو لا الخبر أو القلم أو الكاغذ أو الكاتب ما تخلصت ، فيرى نجاته من الحبر و الكاغذ دون القلم أو من القلم دون محركه - أعني الكاتب - أو من الكاتب دون الملك الذي هو محرك الكاتب و مسخره.

و من علم أن القلم لا حكم له في نفسه و إنما هو مسخر في يد الكاتب ، و أن الكاتب لا حكم له وإنما هو مسخر تحت يد الملك ، لم يلتفت إلى القلم و الكاتب و لم يشكر إلا الملك ، بل ربما يدهشه فرح النجاة و شكر الملك عن أن يخطر بباله الكاغد و الحبر و القلم و الكاتب.

و لا ريب في أن جميع المخلوقات من الشمس و القمر و النجوم و الغيم و المطر و الأرض و كل حيوان أو جماد مسخرات في قبضة القدرة ، كتسخير القلم في يد الكاتب و تسخير الكاتب في يد السلطان بل هذا تمثيل في حق العبد لاعتقاده أن الملك الموقع هو الكاتب حقيقة ، و ليس الأمر كذلك ، إذ الحق أن الكاتب هو اللّه سبحانه كما قال تعالى.

{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى } [الأنفال : 17] ‏, فمن انكشف له أن جميع ما في السماوات و الأرض مسخرات للواجب الحق ، لم ير في الوجود مؤثرا إلا هو ، و انصرف عنه الشيطان خائبا ، و أيس عن مزج توحيده بهذا الشرك.

وأما من لم ينشرح بنور اللّه صدره ، قصرت بصيرته عن ملاحظة جبار السماوات و الأرض و مشاهدة كونه وراء الكل ، فوقف في الطريق على بعض المسخرات ، و هو جهل محض.

وغلطه في ذلك كغلط النملة مثلا لو كانت تدب على الكاغد فترى رأس القلم يسود الكاغد ، و لم يمتد بصرها إلى الأصابع و اليد ، فضلا عن صاحب اليد ، و ظنت أن القلم هو المسود للبياض  و ذلك لقصور بصرها عن مجاوزة رأس القلم لضيق حدقتها.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.