المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



التأمين الإقتصادي للطفل  
  
2228   12:11 مساءاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص213ـ218
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

يرتبط وجود الإنسان بمتطلبات يؤدي عدم توفرها الى شعوره بعدم الإرتياح.. ومنها الحاجة الغذائية والجوانب المرتبطة بالماديات والإقتصاد.

يعد البعد الإقتصادي والجانب المادي من القضايا المهمة جداً في حياة الإنسان وهو يمارس دوراً حساساً واستثنائياً في موضوع التربية، وإن كثيراً من التمرد والصراع والإنحرافات وحتى الإحتيال والتغيرات ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالجانب الإقتصادي ولذا كانت تلبية المتطلبات الإقتصادية للطفل سبيلاً للحد من نفوذ العوامل الهدامة في هذا المجال.

ـ الطفل ورغباته :

يمتاز الطفل عادة بأن رغباته متعددة ومتنوعة، ولكل منها مدخلية في سمو أو تدني صفاته الخُلقية ولذا فمن المفروض الإهتمام بها، إنه يصر على مطاليبه من جهة انه غير قادر على تحمل الحرمان.

إن بإمكاننا نحن الكبار أن لا نتناول حتى وجبات متتالية من الطعام دون ان نعير لذلك الأهمية، وأن نرى الغذاء والفاكهة التي نشتهيها لكننا لا نمد يدنا إليها من أجل الحصول عليها، وقد نرى وسيلة من وسائل الراحة مما نتطلع لامتلاكه لكننا لا نذل انفسنا ولا تطاوعنا لاستجدائها لكن فهم هذا الأمر صعب وقد يكون من المستحيلات أحياناً بالنسبة للطفل الذي ربما يولد عنده ذلك شعور بالهزيمة فيتصارخ ويتأوه ويغضب أو تصدر منه تصرفات غير ممدوحة.

على هذا الأساس يمكن مقاومة مطاليب ورغبات الطفل الى حد ما ولكن ليس الى النهاية لأن ذلك قد يمهد لتوجيه صدمة لنفسه أو للآخرين أو يظهر نوعاً من التمرد.

ـ الأهمية التربوية في التأمين الإقتصادي:

الطفل الذي يتمنى شيئاً ولا يدركه ليس كالطفل الذي يحصل على ما يتمناه بسهولة.

إن الطفل حينما يرى نوعاً من الحلوى أو غذاء لذيذاً يشتهيه فإذا لم ينل منه شيئاً شعر بحالة إحباط وحينها لن يكون في شخصيته كمن تُلبى كل مطاليبه وتطلعاته.. إننا لا نستطيع ان نحجم عن تلبية مطاليب الطفل بصورة مطلقة أو ان نعير لها الأهمية.

إن الفقر والحرمان والحياة غير المرتبة وامتناع الوالدين عن تلبية المتطلبات ليست من الأمور التي يمكن تجاهلها فهي مما يترتب عليها نوع التصرفات وطريقة اتخاذ القرارات والحالات المناسبة وغير المناسبة بل ويمكن ان يكون لها دور في التعامل والتصرفات المتوازنة.

ـ المطاليب لا حدود لها :

يواجه المربي في هذا المجال مشكلة عدم وجود حدود لمطاليب الطفل وعدم مراعاة الأمكانات المتاحة، فهو يريد كل ما يراه أو يعجبه وقد يكون في طلبه جاداً مصحوباً بالغضب وأحياناً بالعجز والتضرع.

يرى الطفل دراجة هوائية في الشارع فيهواها ويطلبها لنفسه دون ان يأخذ بنظر الإعتبار إمكانات الوالد المالية ودخله، وهكذا الحال إذا شاهد وسيلة لعب في الشارع.. لا يهمه ان كان والده أو والدته يستطيعان شراءها ام لا. ثم إنه يشم رائحة طعام ذكية فيصدر أوامره بإعداده دون ان يدرك ان كان بإمكان والديه إعداد هذا الطعام ام لا.

الاهم من ذلك كله ان لا يقنع ولا يرضى بالمرة الواحدة من تلبية طلبه بل سيعاود طلبه ثانية وثالثة وكلما يتذكرها.

ـ عدم تحقق المطاليب والأضرار الناجمة :

كما اشرنا آنفاً، إن قدرة التحمل لدى الطفل محدودة، فلا يمكنه ان يصمد في مقابل كل حرمان وإذا لم تترجم مطاليبه على صعيد الواقع فمن الممكن ان تظهر منه حالة العصيان لأوامر الوالدين ومواجهتهما بالغضب والعصيان وبصوت مرتفع.

من الممكن ان يستسلم الطفل للإنحراف إذا تجاوز الحرمان حداً معيناً فيلجأ الى الحصول على ما يريد بوسيلة غير مشروعة، وهنا يتضح أن كثيراً من حالات الإنحراف والتشريد والتصرفات المذمومة والقمار والسرقة والتكبر التي تظهر منه إنما هي وسيلة لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية.

وفي الواقع، إن الفقراء والمضطربين نفسياً ينساقون وراء الفساد والتلوث بالقبائح إرضاء لأنفسهم فيهرولون في كل اتجاه ويرتمون في كل حضن فيما قد يتجاهلون غرورهم ويتناسونه. الشخص الذي لا يملك ثمن تذكرة الحافلة يصعد فيها بالحيلة والخداع، والطفل العاجز عن الحصول على ما يرغب إذا كان ممن لم يحظ بتربية صحيحة يلجأ الى الحصول عليه بطريقة غير مشروعة مما قد يسبب المساس باسم العائلة.

ـ المربي في مقابل رغبات الأطفال :

ليس من الصحيح توفير كل ما يريد الطفل فورا بيد انه ينبغي الإهتمام الى حد كبير بمطالب الأطفال المشروعة خاصة فيما يتعلق منها بالحاجات الأولية والأساسية لحياته.

يشعر الطفل في حياته بأنه طالب غير مطلوب.. يظن بأن الجميع مدينون له ويملك حصة في كل ما في يد الآخرين، بل وكل ما في العالم ملكه وله حق الإستفادة منه ولهذا تجده يطلب كل ما تهواه نفسه سواء أكان على حق في طلبه ام لا على انه لا بد من الاخذ بنظر الإعتبار هذا الطلب والتفكير.

صحيح ان بعض الأباء والأمهات لا يمكنهم تلبية مطاليب أطفالهم بسب الفقر لكنه لا ينبغي تناسي ان الإهتمام بهذه المطاليب وتلبيتها ولو نسبياً يعد مبدأ وأساساً في تهذيب وتربية الأطفال، ولا تذليل للعقبات في الواقع في مسيرة حياة الطفل بدون ذلك.

أما المواقف التي يتعين على الوالدين إتخاذها في مقابل مطاليب الطفل فهي مختلفة ومتعددة منها:ـ

1ـ العمل على تلبية الحاجة: من الأفضل ان يتم في حال قدرة الوالدين على تلبية الرغبات المشروعة والضرورية للطفل، هذا مع مراعاة المصلحة والإعتدال.. إن النقود التي من المقرر توفيرها لمستقبل الطفل من الأفضل ان تستثمر اليوم خاصة وان في الغد افق آخر.

ربما ليس بمقدور الوالدين ان يوفرا كل طعام أو فاكهة أو لعبة هوتها نفس الطفل لكنه يمكن عبر الإقتصاد وترشيد الإستهلاك تخصيص شيء من النقود لتلبية رغباته، فبالإقتصاد في المشتريات يمكن غداً أو في الاسبوع القادم شراء اللعبة التي لا يمكن شراؤها اليوم.

2ـ تفهيم الطفل: الطفل المتفهّم والمربى والعارف بعدم امكانية توفير ما يريده نادراً ما يظهر العناد.

فمثلاً يطلب اللعبة الفلانية في الوقت الذي يبلغ سعرها ألف ليرة ولا يتناسب مع دخل العائلة وهنا إما ان يكون لا يفهم معنى الألف ليرة أو انه لا يعرف شيئاً عن دخل العائلة.

يمكن في مثل هذه المواقف ان نشرح للطفل وبلسان لين السبب في عدم توفير ما يريد والتحدث له عن معنى الدخل عبر المقارنة بين الأشياء والمشتريات من قبيل الخبز والملبس دون ان نلقي في نفسه اليأس.

3ـ التوفير مع ترشيد الإستهلاك: قد يعد السبب في عدم تأمين رغبات الطفل الى إهتمام الوالدين أكثر بالكماليات، فما أكثر الذين يحشدون منازلهم بوسائل غير مفيدة وباهظة الثمن كالموبيليا والسجاد وباقي الأشياء الكمالية غير آبهين باحتياجات الأطفال. إنهما مستعدان لإنفاق الكثير من أجل اقتناء حاجة غير ضرورية وغير أساسية في حين كان من المناسب جداً كسب قلب الطفل وإخراجه من غمه الذي يمر به ثم ما الفائدة من موبيليا تركن في زاوية الغرفة والطفل يتجرع الحسرة من أجل دراجة هوائية.

إن الحياة يجب أن تأخذ وبمنأى عن الخداع والرياء منحاها الطبيعي ولا شك انه ليس من المناسب ان تقوم العائلة التي لا تستطيع تلبية احتياجات طفلها الرئيسية بمثل هذه التصرفات خاصة إذا ما عرفنا انه مؤثر في تهذيب وبناء شخصية الطفل.

4ـ طريقة التوفير: يرى الطفل شيئاً في الشارع فيرغب في اقتنائه.

من الممكن ان لا تكون العائلة قادرة على توفيره في نفس الوقت الذي تشعر فيه ان طلب طفلها لم يأتِ من فراغ.

لكن النقطة التي يجب ان تحظى بالإهتمام هي ما هو موقفنا امام احتياجاته ورغباته ؟!

يجدر ان لا يقابل عناده وإلحاحه على توفير ما يريد بالعصبية أو التحذير والتخويف فإلى جانب ضبط النفس لا بد من إفهامه بأنه ليس في المقدور شراؤها الآن ووعده بشرائها ولكن شريطة ان يدّخر مصروفه في صندوق التوفير لحين تجميع المبلغ المراد.

يعد هذا الاسلوب أكثر الاساليب عقلانية من جهة انه يتم فيه ترويض الطفل وفي نفس الوقت تعريفه على قيمة النقود حيث عليه ان يصبر حتى يجمع المبلغ المطلوب وكل هذا دون ان يشعر الطفل بالأذى وعدم الارتياح.

5ـ تعويض الفقر بالمحبة: عندما تنعدم السبل تماماً لتحقيق الهدف المنشد، يبقى هناك ملجأ واحد وهو مواساة الطفل وإحاطته بالمحبة وإفهامه بأنهما ـ الوالدان ـ متألمان أيضاً لعدم استطاعتهما توفير الشيء الذي اراده وانهما يقدمان على ذلك في اقرب فرصة.

تعتبر المحبة والملاطفة بمثابة الاداة السحرية في جذب الأشخاص حتى انه يمكن بواسطتها جذب قلب الشرير ولقد اثبتت التجارب ان أكثر الأطفال أذية وتمرداً أكثرهم افتقاراً للمحبة ونفس هذا النمط يدفع للإستسلام حتى بالقدر اليسير من المحبة. إن الوالد الذي يحتضن طفله ويقبله ويشاطره الموقف أو يواسيه بدل ان يصفعه ينفذ الى قلبه بسهولة وتسكين مشاعره وربما جعله ينصرف عن إصراره على اقتناء تلك الحاجة لكن المؤسف ان كثيراً من الأباء لا يقومون بهذا الأمر لكثرة مشاغلهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.