المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17757 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

المختبر المحمول على شريحة
2023-12-07
Hyperbolic Knot
10-6-2021
انواع التخطيط الإداري
4-5-2016
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
تركيب هاليدات الأريل
2023-08-16
حقوق السادة
3-7-2019


ما هو البداء ؟  
  
2740   02:50 صباحاً   التاريخ: 21-10-2014
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : تفسير الامثل
الجزء والصفحة : ج6 ، ص 467-471.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014 4572
التاريخ: 18-1-2016 18841
التاريخ: 2024-10-25 178
التاريخ: 21-10-2014 2645

قال تعالى : {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38) يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} [الرعد : 37 - 40] .

«البداء» أحد البحوث العويصة بين الشيعة والسنّة.

يقول الرازي في تفسيره الكبير في ذيل الآية ـ محلّ البحث ـ : «يعتقد الشيعة أنّ البداء جائز على الله ، وحقيقة البداء عندهم أنّ الشخص يعتقد بشيء ثمّ يظهر له خلاف ذلك الإعتقاد ، ولإثبات ذلك يتمسكون بالآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ثمّ يضيف الرازي : إنّ هذه العقيدة باطلة ، لأنّ علم الله من لوازم ذاته ، ومحال التغيير والتبديل فيه».

وممّا يؤسف له حقّاً عدم المعرفة بعقيدة الشيعة في مسألة البداء أدّت إلى أن ينسب كثيرون تهماً غير صحيحة إلى الشيعة الإماميّة.

ولتوضيح ذلك نقول :

«البداء» في اللغة بمعنى الظهور والوضوح الكامل ، وله معنىً آخر هو الندم ، لأنّ الشخص النادم قد ظهرت له ـ حتماً ـ اُمور جديدة.

لا شكّ ، إنّ هذا المعنى الأخير بالنسبة إلى الله تعالى مستحيل ، ولا يمكن لأي عاقل وعارف أن يحتمل أنّ هناك اُموراً خافية على الله ثمّ تظهر له بمرور الأيّام ، فهذا القول هو الكفر بعينه ، ولازمه نسبة الجهل وعدم المعرفة إلى ذاته المقدّسة ، وأنّ ذاته محلاًّ للتغيير والحوادث.

وحاشا للشيعة الإماميّة أن يحتملوا ذلك بالنسبة لذات الله المقدّسة! إنّ ما يعتقده الشيعة من معنى البداء ويصرّون عليه ، هو طبقاً لما جاء في روايات أهل البيت (عليهم السلام) : ما عرف الله حقّ معرفته من لم يعرفه بالبداء.

كثيراً ما يكون ـ وطبقاً لظواهر العلل والأسباب ـ أن نشعر أنّ حادثة ما سوف تقع أو أنّ وقوع مثل هذه الحادثة قد أخبر عنه النّبي ، في الوقت الذي نرى أنّ هذه الحادثة لم تقع ، فنقول حينها : إنّ «البداء» قد حصل ، وهذا يعني أنّ الذي كنّا نراه بحسب الظاهر سوف يقع وإعتقدنا تحقّقه بشكل قاطع قد ظهر خلافه.

والأصل في هذا المعنى هو ما قلناه في بحثنا السابق ، وهو أنّ معرفتنا مرّةً تكون فقط بالعلل الناقصّة ، ولا نرى الشروط والموانع ونقضي طبقاً لذلك ، ولكن بعد أن نواجه فقدان الشرط أو وجود المانع ويتحقّق خلاف ما كنّا نتوقّعه سوف ننتبه إلى هذه المسائل. وكذلك قد يعلم النّبي أو الإمام باُمور مكتوبة في لوح المحو والإثبات القابل للتغيير طبعاً ، فقد لا تتحقّق أحياناً لمواجهتها بالموانع وفقدان الشروط.

ولكي تتّضح هذه الحقيقة لابدّ من مقايسة بين «النسخ» و «البداء» : نحن نعلم أنّ النسخ جائز عند جميع المسلمين ، يعني من الممكن أن ينزل حكم في الشريعة فيتصوّر الناس أنّ هذا الحكم دائمي ، لكي بعد مدّة يعلن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)عن تغيير هذا الحكم وينسخه ، ويحلّ محلّه حكماً آخر (كما قرأنا في حادثة تغيير القبلة).

إنّ هذا في الحقيقة نوع من «البداء» ولكن في القضايا التشريعيّة والقوانين والأحكام يسمّونه بـ«النسخ» وفي الأُمور التكوينيّة يسمّى بـ«البداء» ويقال أحياناً : (النسخ في الأحكام نوع من البداء ، والبداء في الأُمور التكوينيّة نوع من النسخ).

فهل يستطيع أحد أن ينكر هذا الأمر المنطقي ؟ إلاّ إذا كان لا يفرّق بين العلّة التامّة والعلل الناقصّة ، أو كان واقعاً تحت تأثير الدعايات المغرضة ضدّ شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ، ولا يجيز له تعصّبه الأعمى أن يطالع عقائد الشيعة من نفس كتبهم ، والعجيب أنّ الرازي قد ذكر مسألة «البداء» عند الشيعة في ذيل الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت) بدون أن يلتفت إلى أنّ البداء ليس أكثر من المحو والإثبات ، وهجم على الشيعة بعصبيته المعروفة وإستنكر عليهم قولهم بالبداء.

اسمحوا لنا هنا أن نذكر أمثلة مقبولة عند الجميع :

1 ـ نقرأ في قصّة «يونس» أنّ عدم طاعة قومه أدّت إلى أن ينزل العذاب الإلهي عليهم ، وقد تركهم النّبي لعدم هدايتهم وإستحقاقهم العذاب ، لكن فجأةً وقع البداء حيث رأى أحد علمائهم آثار العذاب ، فجمعهم ودعاهم إلى التوبة ، فقبل الجميع ورفع العذاب {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس : 98] .

2 ـ وجاء في التأريخ الإسلامي أنّ السيّد المسيح (عليه السلام) أخبر عن عروس أنّها سوف تموت في ليلة زفافها ، لكنّها بقيت سالمة! وعندما سألوه عن الحادثة قال : هل تصدّقتم في هذا اليوم؟ قالوا : نعم. قال : الصدقة تدفع البلاء المبرم (1)!.

لقد أخبر السيّد المسيح (عليه السلام) عن هذه الحادثة بسبب إرتباطه بلوح المحو والإثبات ، في الوقت الذي كانت هذه الحادثة مشروطة (مشروطة بأن لا يكون هناك مانع مثل الصدقة) وبما أنّها واجهت المانع أصبحت النتيجة شيئاً آخر.

3 ـ ونقرأ في قصّة إبراهيم (عليه السلام) ـ محطّم الأصنام ـ في القرآن الكريم أنّه أُمر بذبح إسماعيل ، وذهب بإبنه إلى المذبح وتلّه للجبين ، فعندما أظهر إسماعيل إستعداده للذبح ظهر البداء الإلهي وظهر أنّ هذا الأمر إمتحان لكي يرى الله تعالى مستوى الطاعة والتسليم عند إبراهيم (عليه السلام).

4 ـ ونقرأ في سيرة موسى (عليه السلام) أنّه أُمر أن يترك قومه أوّلا ثلاثين يوماً ويذهب إلى مكان الوعد الإلهي لإستلام أحكام التوراة ، لكن المدّة زادت عليها عشرة أيّام أُخرى (وذلك إمتحاناً لبني إسرائيل).

هنا يأتي هذا السؤال : ما هي الفائدة من هذه البداءات؟

الجواب على هذا السؤال ليس صعباً بالنظر إلى ما قلناه سابقاً ، لأنّه تحدث مسائل مهمّة ـ أحياناً ـ مثل إمتحان شخص مع قومه ، أو تأثير التوبة والرجوع إلى الله (كما في قصّة يونس) أو تأثير الصدقة ومساعدة المحتاجين وعمل الخير ، كلّ ذلك يؤدّي إلى دفع الحوادث المفجعة وأمثالها ، وهذا يعني أنّ الحوادث المستقبلية قد نُظِّمَت بشكل خاص ثمّ تغيّرت الشرائط فأصبحت شيئاً آخر ، حتّى يعلم الناس أنّ مصيرهم بأيديهم ، وهم قادرون أن يغيّروا مصيرهم من خلال تغيير سيرتهم وسلوكهم ، وهذه أكبر فائدة نلمسها من البداء «فتدبّر».

فما ورد من أنّ أحداً إذا لم يعرف الله بالبداء لم يعرفه معرفةً كاملة ، فهي إشارة لتلك الحقائق.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : «ما بعث الله عزّوجلّ نبيّاً حتّى يأخذ عليه ثلاث خصال : الإقرار بالعبودية ، وخلع الأنداد ، وأنّ الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء» (2).

وفي الحقيقة إنّ أوّل عهد مرتبط بالطاعة والتسليم لله. وثاني عهد محاربة الشرك ، والثّالث مرتبط بمسألة البداء ، ونتيجته أنّ مصيره بيده ، فيستطيع أن يغيّر الشروط فيشمله اللطف أو العذاب الإلهي.

الملاحظة الأخيرة في هذا المجال .. يقول علماء الشيعة : إنّنا حينما ننسب البداء إلى الله جلّ وعلا فإنّه يكون بمعنى «الإبداء» بمعنى إظهار الشيء الذي لم يكن ظاهراً لنا من قبل ولم يكن متوقّعاً.

وإنّ ما ينسب إلى الشيعة بأنّهم يعتقدون أنّ الله يندم على عمله أحياناً ، أو يخبر عن شيء لم يعلمه سابقاً ، فهذه من أكبر التُّهم ولا يمكن الصفح عنها أبداً.

لذلك نقل عن الأئمّة (عليهم السلام) أنّهم قالوا : «من زعم أنز الله عزّوجلّ يبدو له في شيء لم يعلمه أمس فأبرئوا منه» (3).
____________________
1. بحار الانوار ، ج2 ، ص131 – نقلا عن أمالي الصدوق ، ج4 ، ص94.
2. أصول الكافي ، ج1 ، ص147 ، وسفينة البحار ، ج1 ، ص61.
3. سفينة البحار ، ج1 ، ص61.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .