لم يتورع بعض المحدثين عن إلصاق تهمة خطيرة بالنبي (صلى الله عليه واله) ، وهي ان الشيطان كان يحدثه في بعض الأحيان فيظنه جبرائيل . ومن هذا القبيل ما أورده البخاري في (صحيحه) عن حديث الغرانيق ، وهو اسم الشيطان جاء إلى النبي (صلى الله عليه واله) وهو يقرأ آيات من سورة النجم ، وهي {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم : 19، 20] فوسوف له الشيطان ان يقول شيئاً ، فتابع الآيات قائلاً : "إن شفاعتهن لترتجي". ثم استدرك النبي (صلى الله عليه واله) فقال : إن الشيطان قد نفث على لساني . وقد أورد هذا الحديث ايها الطبري في تفسيره.

وإن مثل هذه الروايات المشينة بحق النبي (صلى الله عليه واله) والدين ، قد سمحت للمستشرقين وأعداء الدين ان يطعنوا بالنبي (صلى الله عليه واله) ويتهكموا عليه ، وينسجوا القصص الخرافية في حقه ، كما فعل سلمان رشدي وغيره ، حتى قالوا : إن نبيكم ينطق باسم الشيطان ، وإن في القرآن آيات رحمانية وآيات شيطانية.