أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016
3470
التاريخ: 8-02-2015
3870
التاريخ: 14-4-2016
3042
التاريخ: 7-02-2015
3479
|
كان الإمام (عليه السلام) يذهب إلى جامع الجعفي في الكوفة ومعه صاحبه وخليله ميثم التمّار فيصلّي فيه أربع ركعات وبعد الفراغ منها يدعو بهذا الدعاء :
الهي كيف أدعوك وقد عصيتك وكيف لا أدعوك وقد عرفتك وحبّك في قلبي مكين مددت إليك يدا بالذّنوب مملوّة وعينا بالرّجاء ممدودة , إلهي أنت مالك العطايا وأنا أسير الخطايا ومن كرم العظماء الرّفق بالأسراء وأنا أسير بجرمي مرتهن بعملي , إلهي ما أضيق الطّريق على من لم تكن دليله وأوحش المسلك على من لم تكن أنيسه ؛ إلهي لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنّك بعفوك وإن طالبتني بسريرتي لأطالبنّك بكرمك وإن طالبتني بشرّي لأطالبنّك بخيرك وإن جمعت بيني وبين أعدائك في النّار لأخبرنّهم أنّي كنت محبّا لك وأنّني كنت أشهد أن لا إله إلاّ الله ؛ إلهي هذا سروري بك خائفا فكيف سروري بك آمنا. إلهي الطّاعة تسرّك والمعصية لا تضرّك فهب لي ما تسرّك واغفر لي ما لا تضرّك وتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وارحمني إذا انقطع من الدّنيا أثري وانمحى من المخلوقين ذكري وصرت من المنسيّين كمن نسي ؛ إلهي كبر سنّي ودقّ عظمي ونال الدّهر منّي واقترب أجلي ونفدت أيّامي وذهبت محاسني ومضت شهوتي وبقيت تبعتي وبلي جسمي وتقطّعت أوصالي وتفرّقت أعضائي وبقيت مرتهنا بعملي ؛ إلهي أفحمتني الذّنوب وانقطعت مقالتي ولا حجّة لي ؛ إلهي أنا المقرّ بذنبي المعترف بجرمي الأسير بإساءتي المرتهن بعملي المتهوّر في خطيئتي المتحيّر عن قصدي المنقطع بي فصلّ على محمّد وآل محمّد وتفضّل عليّ وتجاوز عنّي ؛ إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي ؛ إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما وكلّ ظنّي بجودك أن تقلبني بالنّجاة مرحوما ؛ إلهي لم اسلّط على حسن ظنّي بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي من بين الآملين , إلهي عظم جرمي إذ كنت المطالب به وكبر ذنبي إذ كنت المبارز به إلاّ أنّي إذا ذكرت كبر ذنبي وعظم عفوك وغفرانك وجدت الحاصل بينهما لي أقربهما إلى رحمتك ورضوانك ؛ إلهي إن دعاني إلى النّار مخشيّ عقابك فقد ناداني إلى الجنّة بالرّجاء حسن ثوابك ؛ إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عفوك ؛ إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيّدي بكرم آلائك ؛ إلهي إن عزب لبّي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك إليّ فيما ينفعني ؛ إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السّعي أيّامي فبالإيمان أمضيت السّالفات من أعوامي ؛ إلهي جئتك ملهوفا وقد ألبست عدم فاقتي وأقامني مع الأذلاّء بين يديك ضرّ حاجتي ؛ إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤّالك وجدت بالمعروف فأخلطني بأهل نوالك ؛ إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا وعن التّعرّض لسواك بالمسألة عادلا وليس من شأنك ردّ سائل ملهوف ومضطرّ لانتظار خير منك مألوف ؛ إلهي أقمت على قنطرة الأخطار مبلوّا بالأعمال والاختيار إن لم تعن عليهما بتخفيف الأثقال والآصار ؛ إلهي أمن أهل الشّقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السّعادة خلقتني فأبشّر رجائي ؛ إلهي إن حرمتني رؤية محمّد (صلى الله عليه واله) وصرفت وجه تأميلي بالخيبة عن ذلك المقام فغير ذلك منّتني نفسي يا ذا الجلال والإكرام والطّول والإنعام , إلهي لو لم تهدني إلى الإسلام ما اهتديت ولو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت ولو لم تعرّفني حلاوة معرفتك ما عرفت ؛ إلهي إن أقعدني التّخلّف عن السّبق مع الأبرار فقد أقامتني الثّقة بك على مدارج الأخيار. إلهي قلب حشوته من محبّتك في دار الدّنيا كيف تسلّط عليه نارا تحرقه في لظى ؛ إلهي كلّ مكروب إليك يلتجئ وكلّ محروم لك يرتجي ؛ إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا وسمع المزلّون عن القصد بجودك فرجعوا وسمع المذنبون بسعة رحمتك فتمتّعوا وسمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا حتّى ازدحمت عصائب العصاة من عبادك وعجّ إليك كلّ منهم عجيج الضّجيج بالدّعاء في بلادك ولكلّ أمل ساق صاحبه إليك وحاجة وأنت المسئول الّذي لا تسودّ عنده وجوه المطالب صلّ على محمّد نبيّك وآله وافعل بي ما أنت أهله إنّك سميع الدّعاء .
أرأيتم هذا التضرّع والاستعطاف والخشوع والإنابة إلى الله تعالى؟ أرأيتم كيف ذابت نفس الإمام (عليه السلام) أمام الله إجلالا وعبودية له؟ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|