المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

imperfective (adj./n.)
2023-09-21
كرامة العلاج بحضرة ابا الفضل العباس
21-8-2017
باقر بن غلام علي التستري
27-7-2016
الخطر التركي على روما.
2023-11-11
هل انتقص قانون القصاص المرأة ؟
27-07-2015
Anti-Herpes Simplex Virus and Varicella-Zoster Virus Agents
4-4-2016


دعاؤه (عليه السلام) بعد الصلاة في مسجد الجعفي  
  
3755   03:53 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص129-132.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) يذهب إلى جامع الجعفي في الكوفة ومعه صاحبه وخليله ميثم التمّار فيصلّي فيه أربع ركعات وبعد الفراغ منها يدعو بهذا الدعاء :

الهي كيف أدعوك وقد عصيتك وكيف لا أدعوك وقد عرفتك وحبّك في قلبي مكين مددت إليك يدا بالذّنوب مملوّة وعينا بالرّجاء ممدودة , إلهي أنت مالك العطايا وأنا أسير الخطايا ومن كرم العظماء الرّفق بالأسراء وأنا أسير بجرمي مرتهن بعملي , إلهي ما أضيق الطّريق على من لم تكن دليله وأوحش المسلك على من لم تكن أنيسه ؛ إلهي لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنّك بعفوك وإن طالبتني بسريرتي لأطالبنّك بكرمك وإن طالبتني بشرّي لأطالبنّك بخيرك وإن جمعت بيني وبين أعدائك في النّار لأخبرنّهم أنّي كنت محبّا لك وأنّني كنت أشهد أن لا إله إلاّ الله ؛ إلهي هذا سروري بك خائفا فكيف سروري بك آمنا. إلهي الطّاعة تسرّك والمعصية لا تضرّك فهب لي ما تسرّك واغفر لي ما لا تضرّك وتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم.

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وارحمني إذا انقطع من الدّنيا أثري وانمحى من المخلوقين ذكري وصرت من المنسيّين كمن نسي ؛ إلهي كبر سنّي ودقّ عظمي ونال الدّهر منّي واقترب أجلي ونفدت أيّامي وذهبت محاسني ومضت شهوتي وبقيت تبعتي وبلي جسمي وتقطّعت أوصالي وتفرّقت أعضائي وبقيت مرتهنا بعملي ؛ إلهي أفحمتني الذّنوب وانقطعت مقالتي ولا حجّة لي ؛ إلهي أنا المقرّ بذنبي المعترف بجرمي الأسير بإساءتي المرتهن بعملي المتهوّر في خطيئتي المتحيّر عن قصدي المنقطع بي فصلّ على محمّد وآل محمّد وتفضّل عليّ وتجاوز عنّي ؛ إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي ؛ إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما وكلّ ظنّي بجودك أن تقلبني بالنّجاة مرحوما ؛ إلهي لم اسلّط على حسن ظنّي بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي من بين الآملين , إلهي عظم جرمي إذ كنت المطالب به وكبر ذنبي إذ كنت المبارز به إلاّ أنّي إذا ذكرت كبر ذنبي وعظم عفوك وغفرانك وجدت الحاصل بينهما لي أقربهما إلى رحمتك ورضوانك ؛ إلهي إن دعاني إلى النّار مخشيّ عقابك فقد ناداني إلى الجنّة بالرّجاء حسن ثوابك ؛ إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عفوك ؛ إلهي إن أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيّدي بكرم آلائك ؛ إلهي إن عزب لبّي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك إليّ فيما ينفعني ؛ إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السّعي أيّامي فبالإيمان أمضيت السّالفات من أعوامي ؛ إلهي جئتك ملهوفا وقد ألبست عدم فاقتي وأقامني مع الأذلاّء بين يديك ضرّ حاجتي ؛ إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤّالك وجدت بالمعروف فأخلطني بأهل نوالك ؛ إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا وعن التّعرّض لسواك بالمسألة عادلا وليس من شأنك ردّ سائل ملهوف ومضطرّ لانتظار خير منك مألوف ؛ إلهي أقمت على قنطرة الأخطار مبلوّا بالأعمال والاختيار إن لم تعن عليهما بتخفيف الأثقال والآصار ؛ إلهي أمن أهل الشّقاء خلقتني فأطيل بكائي أم من أهل السّعادة خلقتني فأبشّر رجائي ؛ إلهي إن حرمتني رؤية محمّد (صلى الله عليه واله) وصرفت وجه تأميلي بالخيبة عن ذلك المقام فغير ذلك منّتني نفسي يا ذا الجلال والإكرام والطّول والإنعام , إلهي لو لم تهدني إلى الإسلام ما اهتديت ولو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت ولو لم تعرّفني حلاوة معرفتك ما عرفت ؛ إلهي إن أقعدني التّخلّف عن السّبق مع الأبرار فقد أقامتني الثّقة بك على مدارج الأخيار. إلهي قلب حشوته من محبّتك في دار الدّنيا كيف تسلّط عليه نارا تحرقه في لظى ؛ إلهي كلّ مكروب إليك يلتجئ وكلّ محروم لك يرتجي ؛ إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا وسمع المزلّون عن القصد بجودك فرجعوا وسمع المذنبون بسعة رحمتك فتمتّعوا وسمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا حتّى ازدحمت عصائب العصاة من عبادك وعجّ إليك كلّ منهم عجيج الضّجيج بالدّعاء في بلادك ولكلّ أمل ساق صاحبه إليك وحاجة وأنت المسئول الّذي لا تسودّ عنده وجوه المطالب صلّ على محمّد نبيّك وآله وافعل بي ما أنت أهله إنّك سميع الدّعاء .

أرأيتم هذا التضرّع والاستعطاف والخشوع والإنابة إلى الله تعالى؟ أرأيتم كيف ذابت نفس الإمام (عليه السلام) أمام الله إجلالا وعبودية له؟ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.