أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
4170
التاريخ: 1-6-2016
14510
التاريخ: 2023-06-04
875
التاريخ: 2023-09-16
953
|
يحيى ابن اللبودي
هو يحيى بن محمد بن عبدان بن عبد الواحد، ويعرف بالصحب اللبودي، يكنى بابي زكريا، وفي بعض الأحيان بنجم الدين، ولد في حلب سنة 607هـ وتوفي في دمشق سنة 670هـ.
اما والده فهو الامام الحكيم في علم الطب شمس الدين بن اللبودي، كان والده شمس الدين من عباقرة علماء العرب والمسلمين ليس فقط في علم الطب ولكن في العلوم الأخرى، حيث اشتهر بذكائه المتوقد، حتى صار يضرب به المثل في المناظرة والجدل، تتلمذ على يده كبار علماء العرب والمسلمين في مجال علم الطب في دمشق، كما كان من عمالقة الأطباء في البيمارستان الكبير النوري في دمشق، توفي رحمه الله سنة 621هـ عن عمر يناهز (51سنة) في دمشق، وله من الكتب العلمية: شرح كتاب المسائل لحنين بن اسحق، وكتاب المعتبر في القضاء والقدر وغيرهما.
نعود الى الابن الصاحب ابن اللبودي نجم الدين الذي نال شهرة عظيمة في ذكائه المفرط ليس فقط في العلوم الرياضية والفلك، ولكن أيضا في الادب والسياسة وغيرها من علوم الحكمة.
استوزره الملك المنصور إبراهيم بن ملك المجاهدين اسد الدين شيركوه بن شاذي حاكم حمص من امراء الايوبيين، فقد اعتمد عليه الملك المنصور بالكبيرة والصغيرة ليس فقط في العلوم الطبية والعلوم الرياضية والفلك ولكن أيضا في شؤون الدولة، لذا سطع نجمه بين زملائه، فكان المثل الأعلى في خلقه وادبه، فلم يغتر ويتغطرس في منصبه مثل ضعفاء العقول الذين ليس لديهم الضوابط العائلية العريقة التي تمنعهم من ذلك.
يقول ابن ابي اصيبعة في كتابه (عيون الأبناء في طبقات الأطباء): (الصاحب نجم الدين بين اللبودي اوحد في الصناعة الطبية، ندرة في العلوم الحكمية، مفرط الذكاء، فصيح اللفظ، شديد الحرص في العوم، متفنن في الادب، قد تميز في الحكمة على الأوائل، له النظم البديع، والترسل البليغ).
عندما توفي الملك المنصور لهم تهتز مكانته، بل دعاه الملك الصالح أيوب حاكم مصر وذلك سنة 643هـ، فاسند اليه وظيفة ناظر الديوان بالإسكندرية، وهذه من اهم الوظائف بالدولة آنذاك، وبقي نجم الدين ابن اللبودي ردحا من الزمن في مصر، فحاول في هذه الفترة ان يطور في المكتبات وقواعد البحث العلمي هناك. لانه كان يحظى في تقدير الجميع.
عاد نجم الدين بن اللبودي الى بلده دمشق فعين ناظرا على الديوان بجميع الاعمال الشامية، ولكنه ركز على البحث العلمي حتى نال مكانة مرموقة في مجال علم الفلك والعلوم الأخرى، فلم تشغله المناصب القيادية عن الدراسة والتحقيق، لذا كان له مكانة علمية متميزة على جميع معاصريه، استفاد من ثقة الملوك الذين خدمهم في تقدم العلوم وبناء المدارس والجامعات والمكتبات، ليس لأغراضه الشخصية، فقد توفي رحمه الله من الفقراء.
كان دائما يتغنى ويفخر بنتاج علماء العرب والمسلمين في العلوم التجريبية وخاصة بنتاج الشيخ الرئيس ابن سينا (371-428هـ) لذا فقد اختصر وحقق له كل من كتاب القانون وكتاب الإشارات والتنبيهات وكتاب عيون الحكمة.
كان للصاحب ابن اللبودي دور عظيم في علم الهندسة، ويظهر ذلك جليا من اعماله في هذا الميدان الحيوي، فقد كتب مختصرا لمصادرات اقليدس، ومختصرا آخر لكتاب اقليدس في الهندسة المستوية والفراغية، وكتابا سماه غاية الغايات في المحتاج اليه اقليدس والمتوسطات.
اهتم اهتماما بالغا في علمي الحساب والجبر والمقابلة، له في ذلك باع طويل، فمن مصنفاته في هذا المجال كتاب كافية الحساب في علم الحساب، والرسالة المنصورية في الاعداد الوفقية وسماها بهذا الاسم نسبة للملك المنصور إبراهيم والى حمص، والرسالة الكاملة في علم الجبر والمقابلة.
له آراء قيمة في حقل علم الفلسفة، فكان من عشاقها، ويتضح ذلك من نتاجه الذي بقي متداولا بين معاصريه، ومنها كتاب اللمعات في الحكمة وغاية الاحكام في صناعة الاحكام، وكتاب آفاق الاشراق في الحكمة، وكتاب المناهج القدسية في العلوم الحكمية.
اشتغل في علم الطب فكان له مكانة مرموقة وكعب عال عند الملوك والامراء وأطباء عصره، فكان كتابه تدقيق المباحث الطبية من اهم المراجع الذي يرجع اليه أطباء زمانه.
اما مكانته في علم الفلك فكانت جداوله الفلكية: الزيج المقرب المبنى على الرصد المجرب، والزاهي في اختصار الزيج الشاهي من المصادر الضرورية لمن أراد ان يعرف عن الافلاك الدائرة وسرعة دورانها، وعن النجوم والكواكب والثوابت والسيارة، وعن حركة سيرها وابعادها، وعن مقدار احجامها ومادة تكوينها.
وله صولة وجولة مع الفقهاء، فكان رحمه الله من المغرمين في دراسة المسائل الخلافية، حيث انه يرى انها ممتعة ومهمم في آن واحد، وهذا بدون شك يدل على نبوغه النادر، وله كتاب هام في هذا السياق (في تحقيق المسائل الخلافية على طريق مسائل خلاف الفقهاء).
وخلاصة القول: الصاحب ابن اللبودي من العلماء الكبار الذين لهم اطلاع واسع في معظم فروع المعرفة، فله الفضل العظيم في ترسية قواعد المنهج العلمي الأصيل لعلم الفلك الذي ساعد علماء العرب والمسلمين التابعين له.
كما انه تولى بكل عناية بناء المكتبات النموذجية والمدارس المتميزة في مناهجها ومدرسيها، فقد بذل الصاحب ابن اللبودي كل غال لديه لتحقيق ذلك، وهذه من الصفات التي اشتهر بها علماء العرب والمسلمين.
نال شهرة عظيمة بين معاصريه بانه الانسان الذي يحمل بين ثنايا صدره قلبا مفعما بالحب لجميع افراد الامة العربية والإسلامية، فلم يحسد أحدا قط على نعمة منحها الله سبحانه وتعالى إياه.
كان رحمه الله يزدري الأشخاص الذين يستعملون الوسائل والطرق غير الشريفة لإحباط نتاج الآخرين او يضعوا العراقيل امامهم لكي ينالوا منهم.
كما انه أيضا يؤلمه جدا ان يرى البعض يتسلق على اكتاف الآخرين لكي يصلوا الى منصب او جاه او شهرة عند الناس.
حقا ان الصاحب ابن اللبودي كان يتصف بصفات العالم الورع الذي لا يريد من هذه الحياة الزائلة الا السمعة الطيبة ومنفعة الآخرين من أبناء الامة العربية والإسلامية فلله دره.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|