أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2016
15952
التاريخ: 24-2-2022
1407
التاريخ: 2-6-2016
3808
التاريخ: 2023-06-10
685
|
أبو القاسم المجريطي
عاش أبو القاسم مسلمة احمد المجريط المعروف بالمجريطي فيما بين 338-398هـ، (950-1007م) في الفترة التي كانت الامة العربية والإسلامية تتسم باليمن والاقبال على العلم والتعليم، فكان في مقدمة العلماء المنتجين.
لقب بالمجريطي لانه ولد في مجريط (مدريد-عاصمة اسبانيا اليوم) بالأندلس، ولكنه انتقل الى قرطبة حيث توفي هناك، كان المجريطي يحب الاسفار حول العالم ليس للنزهة ولكن للبحث عن كبار العلماء في الرياضيات والفلك والكيمياء وعلم الحيوان وعلم النبات، ولكي يتبادل معهم الراي، ويخبرهم بما توصل اليه من بحوث في العلوم الرياضية والفلكية ويتداول معهم نتائجه العلمية.
وعندما استقر المجريطي في قرطبة بنى مدرسة تتلمذ فيها عليه جهابذة علم الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والكيمياء والحيوان، مثل ابي القاسم الغرناطي (توفي سنة 426هـ) وابي بكر الحكم الكرماني (توفي سنة 458هـ). وكانت مدرسة المجريطي في قرطبة عبارة عن معهد علمي يضم العلوم البحتة والتطبيقية (على غرار الجامعات التكنولوجية الحديثة).
عندما درس المجريطي نتاج علماء اليونان في حقل الرياضيات، وجد نفسه ملزما بالتعليق عليها ثم التأليف في هذا المجال، لذا فقد طور في نظريات الاعداد وهندسة اقليدس ومن ثم كتب كتابا في الحساب التجاري، صار متداولا في جميع انحاء المعمورة لأهميته.
في زيارة المجريطي للمشرق العربي والإسلامي درس بكل دقة رسائل اخوان الصفا وخلان الوفاء، التي كتبها رواد الفكر والمعرفة آنذاك، فوجدها حافلة في المعلومات والأفكار العلمية الجيدة، فنقلها الى بلاد الاندلس وعرف بها العلماء هناك، وساعده على ذلك تلميذه النجيب الكرماني.
حقق المجريطي الجداول الفلكية لمحمد بن موسى الخوارزمي، وحرر زيج الخوارزمي وغير تاريخه الفارسي الى التاريخ الهجري، كما اختصر المجريطي جداول البتاني الفلكية ونقلها الى الاندلس، حيث بقيت من اهم مصادر المعرفة هناك.
بذل المجريطي جهدا عظيما في مجال علم الكيمياء، فالف فيها كتابين هما (رتبة الحكيم وغاية الحكيم) اللذين بقيا من اهم المراجع في هذا الميدان. كما ابرز المجريطي فيهما تجاربه الكيمياوية التي اسمت بالدقة، فعلى سبيل المثال نورد تجربته المشهورة: وضع ربع رطل من الزئبق في زجاجة داخل اناء محكمة، وتركه على النار لمدة أربعين يوما، حتى تحول الزئبق الى مسحوق احمر (أكسيد الزئبق) ثم وزن الناتج، مما يؤكد ان المجريطي كان يتوقع تغيرا بالوزن، لذا كان لديه علم كاف بالتفاعلات الكيمياوية، فله الفضل في وضع أسس الاتحاد الكيمياوي الذي ادعاه كذبا وبهتانا كل من بريستلى ولافوزايه اللذين اتيا بعد المجريطي بعدة قرون.
وله باع طويل في مجال علم الحيوان، فقد درس بكل اتقان تكوين الحيوانات التامة الخلقة. واهتم المجريطي اهتماما بالغا بتأثير البيئة على الكائنات الحية، وأوضح بالبراهين العلمية ان بين الحيوانات رئيسا ومرؤوسا، وبقيت نظرياته في ميدان علم الحيوان تدرس في جامعات العالم عبر التاريخ.
وخلاصة القول: يجب ان يعرف القارئ ان مؤرخي العلوم يعتبرون ان أبا القاسم المجريطي من المع علماء الاندلس، لانه هو اول من بدا النهضة الرياضية والفلكية في المغرب العربي والإسلامي.
ادخل المجريطي بعض التعديلات الجوهرية على الخريطة الفلكية لبطليموس اليوناني، ونجح في تطوير علمي الفلك والكيمياء نجاحا باهرا، مما دفع علماء الغرب الى ترجمة معظم نتاجه الفكري.
قضى المجريطي حياته في البحث والتدريس، فتخرج على يديه علماء اكفاء صار لهم شان في تطوير العلوم البحتة والتطبيقية، وكانت مدرسته عبارة عن مركز للبحوث، اذ اصبح معظم طلابه من العلماء البارزين في العلوم.
ويعتبر المجريطي بحق من كبار علماء العرب والمسلمين بالأندلس الذين اسهموا في مجد الامة العربية والإسلامية، لقد نذر نفسه للعلوم ولرفعة الإسلام، فكان يقضي الأيام والليالي والسنين الطويلة للبحث والترجمة والتأليف حتى يصل الى ما يصبو اليه، انه من العلماء الذين لا يقنعون بالقليل بل كان من هؤلاء الذين يبحثون في كل فروع المعرفة، ولم يقصر نفسه على علم معين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|