أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-06
707
التاريخ: 6-6-2016
2232
التاريخ: 2023-09-11
880
التاريخ: 2023-06-08
764
|
أبو الحسن الصوفي
هو أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل الصوفي، ولد بالري بالقرب من طهران عاصمة الجمهورية الإيرانية اليوم سنة 291هـ (903م)، وتوفي سنة 376هـ (986م).
يمتاز الصوفي بالنبل والذكاء والدقة بالتعبير وسهولة الأسلوب، كما كان يهتم اهتماما بالغا بتوثيق معلوماته التي يستند عليها باستخدامه وسائل الايضاح.
ذاع صيت الصوفي بين معاصريه بانه أستاذ نابغ، لذا فقد تتلمذ على يديه قادة واعيان البلاد آنذاك، مما دفع ولاة الامر على تقديره، فكان الملك عضد الدولة احد ملوك بني بويه من اعز أصدقائه وأسباب اكرام عضد الدولة البويهي للصوفي:
الأول: لشهرة الصوفي العلمية بين علماء عصره.
الثاني: كان معلما لكثير من قادة البلاد.
الثالث: نقده البناء والمجرد من العاطفة لانتاج علماء اليونان.
حاز الصوفي على مكانة مرموقة في علم الفلك بأرصاده الدقيقة لآلاف النجوم التي رصدها نجما نجما وحدد اماكنها بدقة، كما صور الكثير منها بالألوان مما يدل على مهارته وذوقه الفني الرفيع.
نال الصوفي شهرة عظيمة جدا بسبب كتابيه، الأول كتاب (الكواكب الثابتة) الذي ذكر فيه ان النجوم الثوابت تزيد بكثير عن العدد المعروف لدى علماء الفلك (1025)، اما النجوم الخفية فلا حصر لها اما الكتاب الثاني فهو كتاب (العمل بالإسطرلاب) الذي اعطي فيه وصفا لكيفية استعماله.
اعتمد الصوفي في دراسته لعلم الفلك في بادئ الامر على كتاب (المجسطي) لبطليموس، الذي حسب فيه حدود دائرة البروج ومبادرة الاعتدالين فوجدها درجة واحدة لكل مائة سنة بينما حسبها الصوفي درجة واحدة لكل 66 سنة، واما علماء العصر الحديث والذين استخدموا الأقمار الاصطناعية الفلكية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء فوجدوها درجة واحدة لكل 2/1 و71 سنة. فلله در ابي الحسن الصوف يعلى هذه النتيجة المتناهية بالدقة اذا وضعنا نصب اعيننا الاسطرلاب الذي كان يستعمله.
اندهش علماء العصر الحديث من المعلومات الفلكية التي تضمنها كتاب (الكواكب) الثابتة للصوفي، لذا لا غرابة ان نجد مؤرخي العلوم يضعون كتاب (الكواكب الثابتة) للصوفي في صف كل من (الزيج الحاكي) لابن يونس الصدفي المصري و(زيج كوركاني) أو (زيج جيد سلطاني) لألولغ بك التي تعتبر هذه الثلاثة المراجع من اهم المصادر التي لا يستغني عنها باحث في علم الفلك.
لقد اهتم علماء الغرب والشرق على السواء بمؤلفات الصوفي، لذا نجد ان جميع مصنفاته ترجمت الى لغات العالم المختلفة لما لها من قيمة علمية بارزة، ودرس علماء الغرب المتخصصون نظريات ابي الحسن الصوفي الفلكية وعملوا مقارنة علمية لها مع نظريات بطليموس الفلكية، فوجدوا ان نظريات ابن الحسن الصوف بأكثر دقة من نظريات بطليموس الفلكية.
ان منهج ابي الحسن الصوفي العلمي يتضح جليا في كتابه (صور الكواكب الثماني والأربعين) والتي اعتمد فيها على المشاهدة، وهو الكتاب الذي قال في مقدمته: يخوضون في طلب معرفة الكواكب الثابتة ومواقعها من الفلك وصورها، وجعلها على فرقتين احداهما تسلك طريقة المنجمين ومعولها على كرات مصورة من عمل من لم يعرف الكواكب بأعيانها، وانما عولوا على ما وجدوه في الكتب من اطوالها وعروضها فرسموها في الكرة من غير معرفة لصوابها من خطئها، فاذا تأملها من يعرفها وجد بعضها مخالفا في النظم والتأليف كما في السماء او على ما وجده في الزيجات، اما الفرقة الأخرى فأنها سلكت طريقة العرب في معرفة الانواء ومنازل القمر، ومعولهم ما وجدوه في الكتب المؤلفة في هذا المعنى.
ونرى الصوفي اتبع طريقة تختلف تماما عن طريقة علماء اليونان في كتابة (صور الكواكب الثماني والأربعين) بل استند الصوفي على اثبات صورة الثماني والأربعين (وهي التي ذكرها بطليموس في مؤلفه المجسطي) على المشاهدة الحقيقية.
وخلاصة القول: ان ابتكارات ابي الحسن الصوفي في علم الفلك وتعليقاته القيمة على كتاب (المجسطي) لبطليموس لتفرض نفسها على الفكر الإسلامي، وتبحر الباحث بتفان في هذه الأفكار العلمية التي تتجلى في مؤلفاته ومنها على سبيل المثال كتاب (الكواكب الثابتة: وكتاب (الاجوزة في الكواكب الثابتة) وكتاب (العمل بالإسطرلاب) وكتاب (صور الكواكب الثماني والأربعين وغيرها).
وقد استطاع الصوفي بعقلية الفذة وفي فترة وجيزة ان يحدد ويخترع حينما هيئت له الظروف المناسبة من حرية الراي والتقدير للإنتاج العلمي من ولاة الأمور. ولمصنفات ابي الحسن الصوفي قيمة تاريخية وعلمية كبيرة جدا، فعليها اعتمد العلماء في المعمورة في دراستهم لعلم الفلك إذ هو يعد بحق من كبار علماء الفلك في العالم، وقد شغل الدارسون قديما وحديثا من مسلمين وغيرهم بنظرياته وشروحه على مؤلفات السابقين له في هذا الميدان.
لم يكتف أبو الحسن الصوفي بنقل نظريات علم الفلك من كتاب المجسطي لبطليموس، بل عمل كذلك على تقديم هذا الحقل بإضافاته الجديدة، فهو الذي صحح المقاييس الفلكية القديمة عرف بكل دقة مواضع النجوم ومجموعاتها، كما اسهم في تطوير علم الفلك بالتجربة العلمية التي جعلت الامة العربية والإسلامية تهتم بأنشاء المراصد الفلكية في جميع ارجاء الدولة الإسلامية.
كما ان ولع ابي الحسن الصوفي بعلم الفلك يعود الى المامه العميق بالدين الحنيف، فان النجوم ومدارتها والشمس وعظمتها والقمر وسيره لبراهين ساطعة على عظمة الله عز وجل، ولقد لعبت النجوم دورا كبيرا في حياة العرب حيث كانوا يكثرون التأمل فيها لتألقها وجمالها. وقد دفع هذا أبا الحسن الصوفي الى صنع كرة سماوية أوضح فيها أسماء النجوم واستعمل فيها الرسوم الملونة كوسيلة للإيضاح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|