‏الحلج

‏بعد أن يتم جني القطن ينقل الفلاحون أقطانهم إلى الأسواق فيبيعونها إلى التجار مباشرة أو ينقلونها إلى المحالج الآلية الموجودة في المدن ويحلجونها لقاء أجرة يتفقون عليها مع أصحاب المحلجة إذا أرادوا الاحتفاظ بالبذر.

‏والمحالج إما أن تكون قديمة أسطوانية واما حديثة منشارية، والثانية إذا عيرت جيدا ودارت دورات عادية تنتج أكثر من المحالج الأسطوانية بكثير، أي أن المحلج ذي الثمانين منشارا يعمل في الساعة 200 ‏كغ قطنا.

‏بينما ذي الأسطوانة المنفردة يعمل 25 ‏- 30 ‏والمزدوجة 50 ‏- 60 ‏كغ فقط، وتخرج المنشارية قطنا أشد نظافة وجودة مما تنتجه الأسطوانية.

‏وقد ثبت ذلك في تركية وصارت الحكومة هناك تمنح إعانة قدرها 25 ‏% تضيفها إلى أثمان مبيعات الأقطان المحلوجة بالمناشير، وبهذا فتحت باب التنشيط لاستيراد هذه المناشير واستعمالها، فحبذا لو يتم مثل هذا عندنا ايضا.

لأن محالجنا لا يزال أكثرها صغيرا بدائيا، دواليبها تسبب تقطيع الألياف وكسر البذور، أصحابها مازالوا يخلطون الأصناف المختلفة من القطن ببعضها دون تمييز ولا تصنيف.

‏ولا يهتمون بتنظيف القطن قبل حلجه، وربما عمد بعض قليلي الذمة إلى الغش بتبليل القطن أو خلطه بمواد غريبة أو ثقيلة في البالات المكبوسة لزيادة وزنه مما يحط من قيمة القطن السوري وسمعته في الأسواق الخارجية فيعرض عنه الغزالون.