أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-10-2015
3110
التاريخ: 27-10-2015
4204
التاريخ: 19-01-2015
3471
التاريخ: 7-01-2015
3392
|
وقف ابن عبّاس وهو خائر القوى على ضريح الإمام وهو يندبه بذوب روحه قائلا : وا أسفاه على أبي الحسن! ملك والله! فما غيّر ولا بدّل ولا قصّر ولا جمع ولا منع ولا آثر ولقد كانت الدنيا أهون عليه من شسع نعله ليث في الوغى بحر في المجالس حكيم الحكماء هيهات قد مضى في الدرجات العلى .
أشادت هذه الكلمات الذهبية التي أدلى بها حبر الامّة عبد الله بن عباس بمآثر الإمام والتي منها :
أوّلا : أنّها ألقت الأضواء على المعالم المشرقة لسياسة الإمام (عليه السلام) أيام حكمه وكان البارز منها ما يلي :
1 - أنّ الإمام حينما استولى على الحكم لم يغيّر ولم يبدّل أي حكم من كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه وإنّما سار على المنهاج الكامل الذي سنّه رسول الله (صلى الله عليه واله) .
2 - ولم يقصّر الإمام في أي شأن من شئون الدولة وإنّما سار فيها سيرا سجحا لا التواء ولا منعطفات فيه.
3 - ولم يجمع الإمام أي شيء من أموال الدولة ولم يدّخر لنفسه ولا لبنيه لا قليلا ولا كثيرا فقد احتاط كأشدّ ما يكون الاحتياط فيها.
4 - ولم يمنع الإمام (عليه السلام) أي مواطن من عطائه حتّى أعداءه الذين ناهضوه فقد منحهم العطاء ولم يحرمهم منه.
5 - ولم يؤثر الإمام (عليه السلام) أي أحد من أبنائه وذويه بأي شيء من أموال الدولة.
ثانيا : حكت هذه الكلمات زهد الإمام (عليه السلام) فقد كانت الدنيا لا تساوي شسع نعله.
ثالثا : أشارت هذه الكلمة إلى شجاعة الإمام وأنّه لا يساويه أحد في هذه الظاهرة فقد كان ليثا في الحروب التي أثارتها قريش على النبيّ (صلى الله عليه واله) فقد حصد رؤوس أعلامهم وترك الحزن والحداد في بيوتهم.
رابعا : أشار ابن عباس إلى سعة علوم الإمام ومعارفه وأنّه بحر لا يدرك قعره.
خامسا : ومن محتويات هذه الكلمات القيّمة أنّ الإمام (عليه السلام) حكيم الحكماء فقد بلغ من الحكمة ما لم يبلغه أي أحد قبله ولا بعده سوى أخيه وابن عمّه الرسول (صلى الله عليه واله) .
وألقى رجل من تميم على جثمان الإمام المقدّس هذه الكلمة قال : رحمك الله يا أمير المؤمنين! فلئن كانت حياتك مفتاح خير ومغلاق شرّ كنت للناس علما منيرا يعرف به الهدى من الضلالة والخير من الشرّ فإنّ وفاتك لمفتاح شرّ ومغلاق خير وأنّ فقدانك لحسرة وندامة ولو أنّ الناس قبلوك لأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ولكنّهم اختاروا الدنيا على الآخرة فأصبحوا بعدك حيارى في سبيل المطالب قد غلب عليهم الشقاء والداء العياء فهم ينتقضونها كما ينتقض الحبل من برمه فتبّا لهم خلفا تقبّلوا سخفا وباعوا كثيرا بقليل وجزيلا بيسير فكرّم الله مآبك وضاعف ثوابك وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
ألمحت هذه الكلمة إلى أنّ حياة الإمام (عليه السلام) كانت مفتاح خير وشرف وكرامة للامّة العربية والإسلامية فقد كان هذا الإمام الملهم العظيم من مصادر الرحمة والفيض وكان هبة من الله لعباده ولو أنّ المسلمين حالفهم التوفيق لثنيت له الوسادة وتسلّم قيادة الامّة بعد الرسول (صلى الله عليه واله) مباشرة ولكنّ الأضغان والأحقاد وكراهة قريش أن تجتمع النبوّة والخلافة في بيت واحد هي التي حرمت المسلمين من التمتّع بمواهب هذا الإمام وعدله .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|