المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

معنى كلمة زلّ
4-06-2015
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
9-11-2019
الاثاث والمعدات
2023-03-22
أبو الحكم بن غلندو الإشبيلي
19-06-2015
الأمبير الفعال effective ampere
20-10-2018
الثقوب السوداء والمحركات
2023-04-04


أخباره (عليه السلام) بأحداث مستقبلية تحققت فيما بعد  
  
2864   10:16 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص84-88.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

روي في خطبة له (عليه السلام) قال وهو يشير إلى السارية التي يستند إليها في مسجد الكوفة : كأنّي بالحجر الأسود منصوبا هاهنا ويحهم! إنّ فضيلته ليست في نفسه بل في موضعه واسسه يمكث هاهنا برهة ثمّ هاهنا برهة وأشار إلى البحرين ثمّ يعود إلى مأواه وأمّ مثواه .

قال ابن أبي الحديد : ووقع الأمر بموجب ما أخبر به (عليه السلام) .

وأخبر الإمام (عليه السلام) عن السادة العلويّين الذين استشهدوا في واقعة فخّ دفاعا عن حقّ المظلومين والمضطهدين وكانت شهادتهم مروعة كشهادة سيّدهم أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) فقد اقترف الطاغية الدنس الهادي العباسي معهم من الجرائم ما تصدّع من هولها الجبال وقد قال الإمام (عليه السلام) في عظيم شأنهم : هم خير أهل الأرض .

ومن المغيّبات التي أخبر عنها الإمام (عليه السلام) أنّه أخبر عن شهادة العلوي الثائر العظيم ذي النفس الزكيّة وأنّه يستشهد بالمدينة عند أحجار الزيت فقد استشهد هذا العلوي على يد السفّاك المنصور الدوانيقيّ .

وأخبر الإمام (عليه السلام) عن شهادة العلوي المجاهد العظيم إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الذي أراد هو وأخوه أن يقيما حكم القرآن وينقذا المسلمين من الطغمة العباسية  فقد ثارا على أبي جعفر المنصور الذي أغرق البلاد بالظلم والجور ونهب ثروات المسلمين .

قال (عليه السلام) في شأنه : يقتل بعد أن يظهر ويقهر بعد أن يقهر يأتيه سهم غرب تكون فيه منيّته فيا بؤسا للرامي شلّت يداه ووهن عضده .

ونعرض إلى قصّة هذا العلوي المجاهد الذي ثار على أقذر حاكم عرفه التاريخ وهو الدوانيقي لقد أعلن إبراهيم ثورته الخالدة على الدوانيقي بعد مقتل أخيه محمّد وقد رثاه وهو على المنبر بقوله :

سأبكيك بالبيض الرقاق وبالقنا       فإنّ بهما ما يدرك الطالب الوترا

وإنّا اناس لا تفيض دموعنا           على هالك منّا ولو قصم الظهرا

ولست كمن يبكي أخاه بعبرة           يعصرها من ماء مقلته عصرا

ولكن أشفي فؤادي بغارة                ألهب في قطري كتائبها جمرا

 

وزحف إبراهيم بجيوشه صوب الكوفة لاحتلالها وكانت مقرّا للسفّاك المنصور فانهزم جيش الطاغية شرّ هزيمة وجعل يقول لوزيره الربيع متعرّضا بما أخبر به الإمام الصادق (عليه السلام) من استيلاء العبّاسيّين على الحكم قائلا : أين قول صادقهم؟ وكيف لم ينلها أبناؤنا؟ فأين امارة الصبيان؟

وتحقّق ما تنبأ به الإمام الصادق (عليه السلام) وما أخبر به جدّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) من قبل فقد كرّت جيوش المنصور بعد هزيمتها بسبب نهر لقيها فلم تقدر على اجتيازه فعادوا بأجمعهم وكان أصحاب إبراهيم قد مخروا الماء ليكون قتالهم من وجه واحد فلما انهزموا منعهم الماء من الفرار وثبت إبراهيم في نفر من أصحابه فقاتلهم حميد بن قحطبة وجاء سهم غادر فأصاب حلق إبراهيم فقضى عليه وقال لأصحابه : أنزلوني فأنزلوه عن مركبه وهو يقول : وكان أمر الله قدرا مقدورا، أردنا أمرا وأراد الله غيره ثمّ لفظ أنفاسه الأخيرة وانطوت بذلك أروع صفحة من صفحات الجهاد الإسلامي المقدّس فقد آلت الخلافة إلى غادر ماكر بخيل فإنّا لله ولا حول ولا قوّة إلاّ به .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.