أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
![]()
التاريخ: 29-01-2015
![]()
التاريخ: 4-5-2016
![]()
التاريخ: 23-01-2015
![]() |
لما اعلن معاوية تمرده على حكومة الامام طلب أصحاب الامام أن ينهض بهم لحربه بعد فراغهم من حرب الجمل وكأنهم أرادوا أن يحوزوا لنصرهم نصرا فابى الامام لأن خطته كانت المسالمة وايثار العافية فرأى أن يبعث إليه السفراء يدعونه الى الطاعة والدخول فيما دخل فيه الناس فأوفد للقياه جرير بن عيد الله البجلي وزوده بهذه الرسالة :
أما بعد فان بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام لانه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وانما الشورى للمهاجرين والانصار فاذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا فان خرج من امرهم خارج بطعن او رغبة ردوه الى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيرا وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردهما فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون فادخل فيما دخل فيه المسلمون فان أحب الامور إلى فيك العافية إلا أن تتعرض للبلاء فان تعرضت له قاتلتك واستعنت الله عليك وقد اكثرت فى قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون ثم حاكم القوم إلىّ أحملك وإياهم على كتاب الله فأما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن ولعمرى لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان واعلم أنك من الطلقاء اللذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى وقد أرسلت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الايمان والهجرة فبايع ولا قوة إلا بالله .
وكانت هذه الرسالة رسالة حق داعية واعية دعت الى الحق من أقصر سبله وبأوضح أساليبه ووعت قصة الاستخلاف التي أثارت كل هذا الخلاف بما سبقها وما لحقها من المقدمات والخواتيم , وكانت فوق هذا وذاك عظة جارية وحكمة هادية لمن أراد الهداية وشرح الله صدره وفجر في فؤاده ينبوع النور فلم يغفل الامام فيها أمرا جرت ألسن الناس بذكره إلا بينه ولم يدع ثغرة ينفذ منها خصمه إلا سدها دونه وما من شيء كان معاوية يستطيع أن يحتال به أو يدعيه حجة تؤيد خلافه وتسند انحرافه الا مد له الامام معولا من سطورها يدمر باطله ويقوض معاقله كما قال الاستاذ السيد عبد الفتاح , وطوى جرير البيداء حتى وصل الى بلاط معاوية فانطلق يتكلم معه قائلا :
أما بعد يا معاوية فانه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز وأهل اليمن وأهل العروض وعمان وأهل البحرين واليمامة فلم يبق إلا أهل هذه الحصون التي أنت فيها لو سال عليها سيل من اوديته غرقها وقد أتيتك أدعوك الى ما يرشدك ويهديك الى مبايعة الرجل ؛ ولما سمع معاوية ذلك خارت قواه وبقي مبهور النفس لم يفه بشيء ولكنه بقي يطاوله ويسرف في مطاولته لا يجد لنفسه مهربا سوى الامهال والتسويف وقد جمع في خلال تلك المدة وجوه أهل الشام وقادة الجيش فجعل يستشيرهم في الخضوع لحكومة الامام والاستجابة لسفيره أو اعلان التمرد والمطالبة بدم عثمان فاظهروا له رغبتهم الملحة في الطلب بدم عثمان واعلان العصيان على حكومة الامام .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|