أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2016
1971
التاريخ: 28-4-2016
9127
التاريخ: 8/11/2022
1171
التاريخ: 10/11/2022
1337
|
حتى يتسنى لبرامج التدريب أن تنجح وتسير في الاتجاه الصحيح، فلا بد من قيادة تعمل على إنجاح هذه البرامج وتمكنها من تطوير المنظمة والنهوض بها لمستويات أفضل. وإن فشل الكثير من برامج التمكين يعود لعدم قناعة القيادة وعدم تمثلها لما تنادي به، أي عدم وجود النية المتأصلة في القيادة للتغيير فيقال بأنه عندما تنوي القيادة التغيير فإن التغيير حتما سيحصل وعندما تفتقد النية فإن التغيير سيراوح مكانه.
ومع اتجاه الإدارة الحديثة كما يؤكد Bennis and Townsend (1995) إلى تصغير المؤسسات والحد من المستويات الإدارية، أصبح لزاما إعادة صياغة القيادة الإدارية لكي تتلاءم مع الواقع الجديد. لم تعد القيادة المسيطرة والبيروقراطية صالحة في الوقت الحاضر. فنعيش اليوم في عالم تُغّير فيه التكنولوجيا أساليب التفكير، وتتداخل فيه المصالح والمتناقضات لتنقل الإنسان إلى عالم مختلف عن الماضي.
فمن يريد أن يتميز في عالم اليوم يجب أن يمارس قيادة من نوع آخر، قيادة شغلها الشاغل هو في بناء مؤسسة برأس مال فكري بدلا من رأس المال المادي فحسب. قيادة تقود عمليات الابتكار وتخلق المناخ المناسب للابتكار والتميز في الأداء. فقد وقفت كل الأساليب القهرية والقسرية عاجزة عن دفع العاملين في المؤسسات إلى الابتكار. ولن يحدث الابتكار والإبداع إلا من خلال التمكين وحرية التصرف وحرية التفكير والإبداع. وكلما تضاعف رأس المال الفكري في المنظمة أصبحت بحاجة أكبر إلى قادة بأنماط قيادية جديدة تدفع إلى نسيج المنظمة بحرية أكبر وتركز بشكل أكبر على المصلحة العامة. هذا وقد أثبتت آليات السوق والمتغيرات السياسية العالمية الأخيرة بأن حرية العمل وحرية الإدارة هي الطريق الوحيد للنمو (Bennis and Townsend (1995) .
والتوجه نحو الزبائن (Customer Orientation) وتقديم خدمات متميزة لهم وتحقيق الميزة التنافسية لا يتحقق إلا من خلال سوق داخلية حرة (Free Internal Market) وذلك عندما يقوم القائد بدوره الفاعل بتحفيز المرؤوسين وإلهامهم نحو تقديم أفضل ما لديهم برضا داخلي وانتماء ذاتي، لتحقيق مصالح المؤسسة والزبائن والمساهمين والشركاء جميعهم.
إن ثقة المرؤوسين ببرامج التمكين التي تدّعيها القيادة، تتوقف على مدى صدق القادة (Argyris, 1998) (2). في تطبيق هذه البرامج بشكل جوهري وصدق القادة يعتمد بالدرجة الأولى على مدى انخراطهم في الخطوط الأمامية واحتكاكهم المستمر مع العاملين على خطوط الإنتاج أو العمليات أو خطوط المواجهة مع الزبائن. ويتسبب القادة في فشل منظماتهم؛ لأنهم يتكلمون أكثر مما يفعلون، ويحكمون السيطرة على الموظفين ويمنعونهم من المخاطرة. وقد كان المدير التنفيذي لشركة IBM الأسبق Tomas Watson قائدا ناجحا بسبب مواجهته للمخاطرة وعدم تجنبها. فقد صرح ذات يوم قائلا " مشكلتنا الحقيقية تكمن في أنه ليس بيننا عدد كافٍ من العاملين الذين يجرؤون على مواجهة وارتكاب الأخطاء.
ويذكر Peter F. Drucker عالم الإدارة المعروف أنّ "مدرس التاريخ الذي درسه في المدرسة طلب من جميع الطلاب قراءة بعض ما كان يكتب حول الحرب العالمية الأولى. وكان ذلك المدرس قد شهد الحرب وجرح فيها. وقد أشار بعض الطلاب بعد قراءاتهم عن الحرب العالمية الأولى بعدم كفاءة القيادات التي خاضت تلك الحرب. فما كان من المعلم إلا أن صرخ بصوت عال: أتدرون ما هو السبب؟ لأنه لم يقتل عدد كاف من الجنرالات في تلك الحرب. فقد أكتفوا في البقاء في الصفوف الخلفية، وتركونا نموت"(3).
فالقادة الحقيقيون هم الذين يفعلون أكثر مما يتكلمون، لأن صوت الأفعال أقوى من صوت الكلمات، ولكن بنفس الوقت هم الذين يفوضون ويمكنون مرؤوسيهم ويثقون بهم.
الخلاصة
إن للقيادة دوراً هاماً في مواجهة التحديات وفي إحداث التنمية المستديمة في منظمات الأعمال وغيرها من المنظمات. إن لدى القيادة القرار وإمكانية تقديم الدعم والتحفيز والتشجيع، من أجل التغيير والتطوير وتنبني برامج إدارية حديثة ومعاصرة مثل التمكين في الإدارة المعاصرة. ولا بد أن يتوافر للقيادة الرؤية الحقيقية، التي تلتقي مع المفاهيم الإدارية المعاصرة التي تتبناها المنظمات الناجحة لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين. والرؤية تعني رؤية القائد للنتائج وعدم غياب النتائج عن تفكيره وتدبيره، ولا بد هنا من ترجمة الرؤية إلى واقع لأن هذه الترجمة تولد الثقة بين القائد ومرؤوسيه والثقة بدورها تنشئ قوة وطاقة وإيماناً بإمكانية القيام بنتائج مبهرة. إلا أن ترجمة الرؤية تحتاج من القائد صبرا وجهدا متواصلين في نقل وتوصيل رؤيته للمرؤوسين من خلال الحوار المتبادل ومن خلال اللقاءات الهادئة والنشرات الدورية واستثمار مختلف المناسبات لغرس تلك الرؤية في عقول وقلوب المرؤوسين.
_________________________
(1)- Bennis, W. and Townsend, R. (1995) Reinventing Leadership, William Morrow, NY. USA.
(2)- Argyris, C, Op cit
(3)- Drucker, peter, (1999) Management Challenges for the 21st century, Harper Collins.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|