أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-01-2015
3428
التاريخ:
3638
التاريخ: 10-02-2015
3857
التاريخ: 27-10-2015
3763
|
كانت لمعركة اُحد خصائص متميزة تستحق الدراسة والتأمل. كخروج نساء المشركين في المعركة، وعصيان بعض الرماة أوامر النبي (صلى الله عليه واله). وكانت للمعركة آثار قوية على مجرى المعارك اللاحقة في التأريخ الاسلامي.
1- معركة اُحد: الخصائص
أ- ان التوازن التأريخي بين جيشي المسلمين والمشركين لم يكن متكافئاً. تماماً كما كان الوضع في معركة بدرالسابقة. فقد كان في المسلمين في اُحد سبعمائة مقاتل منهم مائة دارع وفرسان، بينما كان جيش المسلمين مكوناً من ثلاثة آلاف مقاتل منهم سبعمائة دارع ومائتي فرس وثلاثة آلاف بعير. وكان البعير في ذلك الوقت اداة نقل المواد الثقيلة من الامتعة والاسلحة والافراد، بينما كان الفرس وسيلة الهجوم.
ب- ظاهرة جديدة في حروب المشركين مع المشركين وهي اخراج النساء معهم على الهوادج «الظعن» التماس الحفيظة وعدم الفرار. فقد اخرج ابو سفيان النساء وكن خمس عشرة امرأة ليحرضن الرجال على القتال، وحتى لا يفروا من ساحة القتال. فجاء عمرو بن العاص بزوجته «ريطة»، وأبو سفيان بزوجته «هند» آكلة الاكباد. وكان مع النساء « غمرة بنت علقمة الكنانية » وهي التي حملت لواء المشركين بعد مقتل التسعة الذين قتلهم علي (عليه السلام).
وتلك الظاهرة تدل على ان هزيمة المشركين كانت قضية محتملة جداً في تفكيرهم، على افتراض وجود علي (عليه السلام) مقاتلاً في المعركة. واخراج النساء كان مخالفاً لاعراف العرب، لان الهزيمة كانت تعني اسر النساء، وهو امر لا يمكن تحمله حتى من قبل المشركين انفسهم.
ج- كانت خطة النبي (صلى الله عليه واله) في حفظ عسكر المسلمين من الخلف مُحكمة، الا ان الرماة عصوا اوامر رسول الله (صلى الله عليه واله)، فكان ما كان من الجراح والخسائر التي اصابت المسلمين. ولا شكّ ان تلك القضية كانت ايضاً من خصائص معركة اُحد. لان معصية بذاك الحجم لم تحصل في أي معركة من معارك الاسلام، إذا استثنينا الفرار من المعركة في حُنين. وهذا دليل على عدم عمق ايمان بعض الناس بالقتال فضلاً عن عدم ادراكهم لمعاني التضحية ودورها الحاسم في نصر الدين.
د- ان الفرار السريع الذي حصل من قبل المسلمين الذين صاحبوا رسول الله (صلى الله عليه واله) عند سماعهم بمقتل النبي (صلى الله عليه واله) له دلالات تثبت سطحية ايمانهم بالاسلام وعدم وصوله حدّ اليقين، مع ان ملازمتهم لرسول الله (صلى الله عليه واله) كانت تقتضي اليقين بصحة الرسالة وصدق قائدها.
2- معركة اُحد: الآثار
اختلفت معركة اُحد في وظيفتها، واسسها، ومقدار الدمار الذي خلّفته على المشركين، وحجم الدرس الذي تعلّمه المسلمون منها عن غيرها من المعارك.
فهي على الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبّدها المسلمون لم تثنهم عن الدخول في معارك اُخرى. فالميزان العسكري المادي للقوى المتصارعة لم يكن هو المقياس في النصر او الهزيمة بل كان المقياس: الايمان الحقيقي في القتال. وكان الامام (عليه السلام) يمثّل ذلك الايمان الحقيقي في القتال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وقد ترتب على معركة اُحد والبطولة الشخصية للعترة الطاهرة (عليه السلام) آثار في غاية الاهمية على صعيد مستقبل الاسلام. ومن تلك الآثار:
أ - التنظيم النفسي: لقد افرزت المعركة ان للمتغيرات النفسية كالخوف والقلق والهروب من ساحة المعركة والتخلّف عن الزحف تأثيراً مهماً على ارباك الانسجام الفكري والنفسي للمقاتلين. فالمعركة _ بالدرجة الاولى _ ليست بين افراد من طرفين بل هي صراع ديني وفكري بين مجتمعين. وبالتحديد بين مجتمع الاسلام ومجتمع الشرك. واي ارباك نفسي لمجتمع الاسلام يعني هزيمة نفسية للمسلمين لا يمكن تحملها في تلك الظروف الحرجة.
ب- تنظيم المسؤوليات: ان تصرف جنود عبد الله بن جبير الذين اجلسهم رسول الله (صلى الله عليه واله) على حافة جبل اُحد لضبط المشركين، وعصيانهم للأوامر النبوية وتركهم مواقعهم سعياً نحو الغنائم كان درساً قاسياً في معنى المسؤولية الشرعية والعقلية. فقد كان من وظيفة هؤلاء البقاء في اماكنهم وعدم تركها. ولكن الانحلال من المسؤولية الاجتماعية عند هؤلاء أدّى الى انحلال اعظم في المسؤوليات الدينية. ولذلك فان معركة اُحد كانت درساً في تنظيم مسؤوليات المقاتلين وعدم مخالفتهم لاوامر رسول الله (صلى الله عليه واله).
ج - تنظيم العلاقات الداخلية: ان الحرب تتطلب علاقات دينية متشابكة بين القائد وجنوده. فكان علي (عليه السلام) يمتثل لاوامر رسول الله (صلى الله عليه واله) حرفياً. فعندما يأمره: احمل عليهم: كان لا يتردد في ذلك بل كان يحمل عليهم بشدّة ويفرّق جمعهم، كما قتل عمرو بن عبد الله الجحمي، وشيبة بن مالك وغيرهم. اما الذين فروا من المعركة فقد كشفت الحرب هشاشة ايمانهم بالاسلام. بل كشفت في الواقع مقدار حرصهم على مصالحهم الشخصية وحبّهم للحياة من الذلّ على الموت مع الشرف والشهادة.
د - الشجاعة الفردية: اثبتت الشجاعة الفردية انها من العوامل الحاسمة في معارك الاسلام الاولى. فالتقنية العسكرية في ذلك الزمان المتمثلة بالسيف كانت تسمح للشجاعة الشخصية بالظهور بصورة بارزة. نعرض مثلاً لذلك. فقد كانت راية قريش مع «طلحة بن ابي طلحة العبدي» من بني عبد الدار فقتله علي (عليه السلام)، وأخذ الراية من بعده «ابو سعيد بن ابي طلحة» فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية فأخذها « مسافع بن ابي طلحة » فقتله علي (عليه السلام)، حتى سقط تسعة نفر من بني عبد الدار حتى صار لوائهم الى عبد لهم اسود يقال له: «صواب» فانتهى اليه علي (عليه السلام) فقطع يده اليمنى، فأخذ اللواء باليسرى فضرب يسراه فقطعها فاعتنقها بالجذماوين الى صدره، ثم التفت الى ابي سفيان فقال: هل عُذرت في بني عبد الدار؟ فضربه علي (عليه السلام) على رأسه فقتله. وسقط اللواء فأخذتها غمرة بنت علقمة الكنانية فرفعتها.
وكان ذلك قبل انقضاض حالد بن الوليد على عبد الله بن جبير وجماعته القليلة، وقبل الاتيان على المسلمين من ادبارهم.
لقد كانت الشجاعة الفردية عاملاً من عوامل قلب التوازن العسكري، وتحويل ضعف المسلمين وقلّتهم الى نصر مؤزّر في المرحلة الاولى من الحرب. وإيقاف الهزيمة من تحقيق جميع اهدافها في المرحلة الثانية من معركة اُحد. وفي هذه المعركة بالذات، قامت شجاعة علي (عليه السلام) الفردية البطولية بايقاف تداعيات تلك الهزيمة من تحقيق اهدافها، وهو المنع من قتل رسول الله (صلى الله عليه واله) من قبل المشركين على اقلّ التقادير.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|