المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مناجاة الخائفين  
  
5905   02:54 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص159-161.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

من مناجاة الإمام (عليه السلام) هذه المناجاة التي دلّت على تعلّقه بالله تعالى وشدّة حبّه له وإيمانه به وهذا نصّها :

اللهمّ إنّي أسألك الأمان { يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89] وأسألك الأمان {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} [الفرقان: 27] وأسألك الأمان يوم {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ } [الرحمن: 41] وأسألك الأمان يوم { لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ } [لقمان : 33] وأسألك الأمان { يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر : 52]  وأسألك الأمان { يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } [الانفطار : 19] وأسألك الأمان { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } [ عبس : 34 ـ 37] وأسألك الأمان يوم { يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} [المعارج: 11 - 16] وحكى هذا المقطع شدّة خوف الإمام يوم القيامة من الله تعالى وعظيم إنابته إليه ويستمرّ الإمام في مناجاته قائلا :

مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد وهل يرحم العبد إلاّ المولى .

مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك وهل يرحم المملوك إلاّ المالك.

مولاي يا مولاي أنت العزيز وأنا الذّليل وهل يرحم الذّليل إلاّ العزيز.

مولاي يا مولاي أنت الخالق وأنا المخلوق وهل يرحم المخلوق إلاّ الخالق.

مولاي يا مولاي أنت العظيم وأنا الحقير وهل يرحم الحقير إلاّ العظيم.

مولاي يا مولاي أنت القويّ وأنا الضّعيف وهل يرحم الضّعيف إلاّ القويّ.

مولاي يا مولاي أنت الغنيّ وأنا الفقير وهل يرحم الفقير إلاّ الغنيّ.

مولاي يا مولاي أنت المعطي وأنا السّائل وهل يرحم السّائل إلاّ المعطي.

مولاي يا مولاي أنت الحيّ وأنا الميّت وهل يرحم الميّت إلاّ الحيّ.

مولاي يا مولاي أنت الباقي وأنا الفاني وهل يرحم الفاني إلاّ الباقي.

مولاي يا مولاي أنت الدّائم وأنا الزّائل وهل يرحم الزّائل إلاّ الدّائم.

مولاي يا مولاي أنت الرّازق وأنا المرزوق وهل يرحم المرزوق إلاّ الرّازق.

مولاي يا مولاي أنت الجواد وأنا البخيل وهل يرحم البخيل إلاّ الجواد.

مولاي يا مولاي أنت المعافي وأنا المبتلى وهل يرحم المبتلى إلاّ المعافي.

مولاي يا مولاي أنت الكبير وأنا الصّغير وهل يرحم الصّغير إلاّ الكبير.

مولاي يا مولاي أنت الهادي وأنا الضّالّ وهل يرحم الضّال إلاّ الهادي.

مولاي يا مولاي أنت الرّحمن وأنا المرحوم وهل يرحم المرحوم إلاّ الرّحمن.

مولاي يا مولاي أنت السّلطان وأنا الممتحن وهل يرحم الممتحن إلاّ السّلطان.

مولاي يا مولاي أنت الدّليل وأنا المتحيّر وهل يرحم المتحيّر إلاّ الدّليل.

مولاي يا مولاي أنت الغفور وأنا المذنب وهل يرحم المذنب إلاّ الغفور.

مولاي يا مولاي أنت الغالب وأنا المغلوب وهل يرحم المغلوب إلاّ الغالب.

مولاي يا مولاي أنت الرّبّ وأنا المربوب وهل يرحم المربوب إلاّ الرّبّ.

مولاي يا مولاي أنت المتكبّر وأنا الخاشع وهل يرحم الخاشع إلاّ المتكبّر.

مولاي  يا مولاي ارحمني برحمتك وارض عنّي بجودك وكرمك وفضلك يا ذا الجود والإحسان والطّول والامتنان برحمتك يا أرحم الرّاحمين وصلّى الله على نبيّنا محمّد وآله أجمعين .

أبدى إمام العارفين في هذه المناجاة جميع ألوان التذلّل والخضوع إلى الله تعالى فقد ذاب من خشيته وآمن إيمانا لا يخامره شكّ بأنّ الكون كلّه خاضع لأوامر الله وإرادته فلذا التجأ إليه في جميع اموره وشئونه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.