المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



دعاؤه (عليه السلام) عقيب صلاة العشاء  
  
3026   03:50 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص118-119.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) إذا فرغ من صلاة العشاء ناجى الله تعالى وتضرّع إليه ودعاه بهذا الدعاء الجليل :

اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واحرسني بعينك الّتي لا تنام واكنفني بركنك الّذي لا يرام واغفر لي بقدرتك عليّ يا ذا الجلال والإكرام , اللهمّ إنّي أعوذ بك من طوارق اللّيل والنّهار ومن جور كلّ جائر وحسد كلّ حاسد وبغي كلّ باغ , اللهمّ احفظني في نفسي وأهلي ومالي وجميع ما خوّلتني من نعمك ؛ اللهمّ تولّني فيما عندك ممّا رغبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته , يا من لا تضرّه الذّنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرّك وأعطني ما لا ينقصك إنّك أنت الوهّاب , اللهمّ إنّي أسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا ورزقا واسعا والعفو والعافية في الدّنيا والآخرة ؛ اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ؛ اللهمّ اجعلني ممّن يكثر ذكرك ويتابع شكرك ويلزم عبادتك ويؤدّي أمانتك ؛ اللهمّ طهّر لساني من الكذب وقلبي من النّفاق وعملي من الرّياء وبصري من الخيانة إنّك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور , اللهمّ ربّ السّماوات السّبع وما أظلّت وربّ الأرضين السّبع وما أقلّت وربّ الرّياح وما ذرت وربّ كلّ شيء وإله كلّ شيء وأوّل كلّ شيء وآخر كلّ شيء وربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تتولاّني برحمتك وتشملني بعافيتك وتسعدني بمغفرتك ولا تسلّط عليّ أحدا من خلقك , اللهمّ إليك فقرّبني وعلى حسن الخلق فقوّمني ومن شرّ شياطين الجنّ والإنس فسلّمني وفي آناء اللّيل والنّهار فاحرسني وفي أهلي ومالي وولدي وإخواني وجميع ما أنعمت به عليّ فاحفظني واغفر لي ولوالديّ ولسائر المؤمنين والمؤمنات يا وليّ الباقيات الصّالحات إنّك على كلّ شيء قدير ويا نعم المولى ونعم النّصير برحمتك يا أرحم الرّاحمين وصلوات الله على سيّدنا محمّد النّبيّ وآله وعترته الطّاهرين .

حوى هذا الدعاء إنابة الإمام (عليه السلام) لله تعالى وانقطاعه إليه وإظهاره للعبودية المطلقة له فكان بذلك حقّا إمام الموحّدين والمتّقين والعابدين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.