المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

أبعاد السياسة المالية
2024-05-15
وصف المتقين على لسان أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
2023-05-31
خصائص الضرر المتغير
19-5-2016
الزلازل
2024-10-10
الاشوريون قبل العهد الحوري
25-10-2016
التنكيت
25-03-2015


الإشادة والتشجيع لمن ؟  
  
2527   12:52 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص387ـ388
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2853
التاريخ: 12-2-2017 6472
التاريخ: 18-4-2016 1798
التاريخ: 18-4-2016 1959

الثناء والإطراء والتشجيع والإشادة، ومنح الاطمئنان والإهتمام، أمور يحتاجها الجميع، وهي ضرورية لكافة الأشخاص، لكن ضرورتها تتأكد لطائفة منهم، فعلى سبيل المثال هي ضرورية جداً للفرد الخجول وغير الإجتماعي، وللطفل الذي يشعر بالضعة والمهانة، وللطفل الذي يهرب من الجماعة، وللأطفال الذين يتمنون ان يكونوا موضع اهتمام الآخرين ولكنهم ليسوا كذلك، وللطفل الذي يشعر بالاضطراب والحيرة في أوساط الجماعة، ويعكف دوماً على الجلوس في زاوية منعزلاً، للطفل الذي يشكو من قلة المحبة أو انه يتيم مثلاً، للطفل الذي لديه تصرفات غير محبذة وغير سليمة ونحن نعتزم إصلاحه، وفي النهاية لكل أولئك الذين لدينا النية في تنشئتهم وتربيتهم فان هذا الأمر ابلغ ضرورة لهم.

فكم من الكثير من التشاؤمات وحالات اليأس، ومظاهر الانزواء يجري القضاء عليها في ظل الإشادة والتشجيع، ويعثر المبتلون بذلك على شخصيتهم، فيستشعرون بشخصيتهم وعظمتهم.

وكم من الأشخاص الذين نعرفهم ممن ليس لديهم احد في حياتهم اليومية يدللهم، أو يثني على أعمالهم ولو مرة واحدة ان حصلت، وعلى هذا الأساس فانهم يعتبرون انفسهم بانهم لم يعودوا بحاجة ليصبحوا أفراداً طيبين، فهم يوغلون في الدنس، فيصنعون دواعي اذاهم وعناء الآخرين.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.