المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

رافع بن عمرو الغفاري
11-8-2017
طلب عائشة نقل جثمان النبي إلى بيتها والسر فيه
5-11-2015
دور المنظمات الإقليمية في تعديل الدساتير الوطنية
27-9-2018
حال الاستصحاب مع الطرق الشرعيّة
28-5-2020
التشاور والعزم والتوكل
29-1-2017
الدعوة العامّة
22-4-2017


مناجاة الشاكين‏  
  
3361   10:42 صباحاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص204-205.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 3722
التاريخ: 12-4-2016 3454
التاريخ: 31/10/2022 1466
التاريخ: 13-4-2016 4746

شكا الإمام (عليه السلام) فيها نفسه سائلا من اللّه الاصلاح الشامل لها و هذا نصها :

إلهي إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة و إلى الخطيئة مبادرة و بمعاصيك مولعة و لسخطك متعرضة تسلك بي مسالك المهالك و تجعلني عندك أهون هالك كثيرة العلل طويلة الأمل إن مسها الشر تجزع و إن مسها الخير تمنع ميالة إلى اللهو و اللعب مملوءة بالغفلة و السهو تسرع بي إلى الحوبة  و تسوفني بالتوبة , إلهي اشكو إليك عدوا يضلني و شيطانا يغويني قد ملأ بالوسواس صدري و احاطت هواجسه بقلبي يعاضدني إلى الهوى و يزين لي حب الدنيا و يحول بيني و بين الطاعة و الزلفى , إلهي إليك أشكو قلبا قاسيا مع الوسواس متقلبا و بالرين‏  و الطمع متلبسا و عينا عن البكاء من خوفك جامدة و إلى ما يسرها طامحة.

إلهي لا حول لي و لا قوة إلا بقدرتك و لا نجاة لي من مكاره‏ الدنيا إلا يعصمك و نفاذ مشيئتك أن لا تجعلني لغير جودك متعرضا و لا تصرني للفتن غرضا و كن لي على الأعداء ناصرا و على المخازي و العيوب ساترا و من البلايا واقيا و عن المعاصي عاصما برأفتك و رحمتك يا أرحم الراحمين .

تحدث الإمام (عليه السلام) عن النفس الانسانية و امراضها و اتجاهاتها الشريرة التي تصد الانسان عن ذكر اللّه و تلقيه في شر عظيم و كان من بين تلك الأمراض الخطيرة ما يلي :

ا - المبادرة إلى الخطايا و المعاصي.

ب - التعرض إلى سخط اللّه و غضبه.

ج - طول الأمل الذي يحجب الانسان عن طاعة اللّه و ذكره.

د - الميل إلى اللهو و اللعب.

هـ - الغفلة عن ذكر اللّه.

و - التسويف بالتوبة و عدم الاسراع إليها.

ز - قسوة القلب و ابتلاؤه بالوسوسة و تلبسه بالأطماع.

و هذه الأمراض تسلك بالانسان في المنعطفات و تجعله أداة طيعة بيد الشيطان الرجيم أعاذنا اللّه منه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.